معرف الأخبار : 91560
تاريخ الإفراج : 3/21/2022 1:23:05 PM
مزاعم أمريكا بشأن إحياء داعش.. تنبؤات أم سيناريو تخريبي!؟

مزاعم أمريكا بشأن إحياء داعش.. تنبؤات أم سيناريو تخريبي!؟

يتجلى بوضوح دعم إيران للدول المستقلة خصوصا في مجال مقاومتها لمحاولات الدول الأجنبية وحلفائها لفرض املاءاتها على تلك الدول.

نورنيوز- في مناقشة له مع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، ادعى الجنرال فرانك كينت ماكنزي قائد القوات الإرهابية الأمريكية في غرب آسيا (سنتكام)، أن داعش سيستأنف عملياته في أفغانستان الصيف المقبل.

وقال المسؤول الأمريكي: فشلت حركة طالبان في مساعيها للتعامل مع داعش، ومن المتوقع حدوث المزيد من الاشتباكات في البلاد.

وأضاف ماكنزي: صعد تنظيم داعش الارهابي الصراع في أفغانستان ونفذ في الأشهر الأخيرة هجمات واسعة النطاق في المدن الأفغانية الكبرى، لا سيما كابول، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.

وتابع: إن قدوم فصل الصيف هو الموسم التقليدي للحرب، ولم يستبعد احتمال تصعيد الحرب في أفغانستان.

تأتي ادعاءات ماكنزي كدليل على أن الأمريكيين أرسلوا قوات داعش من العراق وسوريا إلى أفغانستان قبل أشهر من مغادرة أفغانستان، لخلق أزمات جديدة في البلاد والمنطقة.

كانت تحركات داعش في أفغانستان في الأشهر الأخيرة مدفوعة بسياسة الإرهاب الأمريكية، التي استهدفت المنطقة بأكملها، وتعود غالبية التفجيرات الدموية في الأشهر الأخيرة، الى الإرهاب المفروض على المنطقة وهذا البلد.

في الحقيقة، يحاول ماكنزي من خلال تصريحاته التستر على مدة 20 عاما من الاحتلال الأمريكي وحلف شمال الأطلسي والإرهاب الذي فرضوه على أفغانستان، واليوم، بدلاً من تحمل المسؤولية، يسعون إلى نقل مسؤولية التخريب من امريكا إلى عناصر أخرى.

كان الدعم الأمريكي لداعش في أفغانستان كبيرًا لدرجة أنه بعد الهجوم الإرهابي على مطار كابول، زعمت الولايات المتحدة أنها قصفت مواقع داعش، وأظهرت الأدلة في النهاية أن الضربة قتلت 10 مدنيين من أفراد عائلة واحدة، 7 منهم من الأطفال. ولم تكن العملية ضد مواقع داعش.

نظرًا لقلقه من عودة ظهور داعش، يسعى ماكنزي إلى إظهار سجل حافل من 20 عامًا من الاحتلال الأمريكي وتقديم ذريعة للعودة إلى أفغانستان.

لقد قاموا حتى بتخريب الجهود الإقليمية لتقريب رؤية جميع التيارات الأفغانية لتشكيل حكومة شاملة.

ما أعاق حتى الآن نوايا الغرب لتحويل الصراع السياسي إلى الساحة العسكرية في أفغانستان هو الإجراءات البناءة بعيدة المدى التي اتخذتها دول مثل إيران لتقريب وجهات نظر الاحزاب الأفغانية، والسعي للتوصل إلى إجماع وطني لتشكيل حكومة شاملة.

إنها حقيقة لا يمكن إنكارها أن الفقر هو أحد العوامل التي تجبر الناس على اللجوء إلى الجماعات الإرهابية لتحقيق مكاسب مالية، لقد هربت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشكل فاضح من أفغانستان بشكل غير مسؤول، واستمرت هذه اللامسؤولية بالفشل في الوفاء بالتزاماتهما لتلبية الاحتياجات الاقتصادية لأفغانستان.

وأقرت الأمم المتحدة أنه على الرغم من الوعود بأكثر من مليار دولار للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية في أفغانستان، فقد قدم الغرب ما يزيد قليلاً عن 100 مليون دولار ويعمل بشكل فعال للتخفيف من حدة الفقر والجوع اللذين فرضا خلال 20 عامًا من الاحتلال.

في هذا الصدد؛ حذر رامز الكبروف، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان ونائب مبعوثها الخاص، من أن ما يصل إلى 23 مليون شخص سيتضررون من المجاعة الشهر المقبل.

ومن المثير للاهتمام، أن نهج الغرب تجاه الإبادة الجماعية وإبقاء الشعب الأفغاني جائعًا يأتي جراء سياسة الولايات المتحدة التي تمنع تحرير 7 مليارات دولار من الأصول الافغانية، وتغذي بالفعل أزمة إنسانية في البلاد.

قد تكون هذه الكارثة الإنسانية عاملاً في إساءة استخدام الجماعات الإرهابية لتجنيد أفراد من الفقراء والمحتاجين في أفغانستان، وسوف يضطرون للانضمام إلى الإرهابيين لإنقاذ أرواح أسرهم.

بناءً على ذلك، يمكن القول بوضوح إن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دعمها المباشر لتنظيم داعش في هذا البلد، تدعم داعش بشكل غير مباشر من خلال تعطيل العملية السياسية والإنسانية والمعيشية في أفغانستان، وتسعى إلى تقوية التنظيم الارهابي في هذا البلد والمنطقة.

بتعبير أدق؛ سيكون من المنطقي القول إن تصريحات ماكنزي ليست تنبؤًا وتعبيرًا عن القلق بشأن مستقبل الإرهاب في أفغانستان، ولكنها نوع من التخطيط وإعطاء الضوء الأخضر للجماعات الإرهابية لفرض صيف حار على أفغانستان.

هذا السلوك، بالطبع، ليس جديدا، وقد قدمت امريكا مرارا وتكرارا مثل هذه التوقعات المشكوك فيها حول عودة ظهور داعش في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا والعراق، في حين تظهر الأدلة أن هذه الجماعات قد تم إحياؤها تحت رعاية واشنطن بهدف تحقيق طموحات سياسية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك