وقالت زاخاروفا في حوار تلفزيوني السبت: "ما هو الغرض من هذه الهستيريا؟ هو تصعيد الموقف، وبالطبع النشاط الاستفزازي. هذا جزء من الاستفزاز الذي له أبعاد عالمية".
وشددت المتحدثة على أن هذا الاستفزاز لم يظهر منذ شهرين فقط، لكنه وقع على "أرض خصبة تم تحضيرها على مدى سنوات طويلة"، للنزاع الأوكراني الداخلي الذي "تديره الولايات المتحدة بنشاط".
وفي الأيام الأخيرة تحدث مسؤولون أمريكيون عن أن روسيا تحشد مزيدا من القوات قرب الحدود الأوكرانية وأن "الغزو الروسي" لأوكرانيا قد يحدث "في أي لحظة".
ونفت روسيا مرارا وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا، مشددة على أن تحركات قواتها داخل حدودها لا تهدد أحدا وتندرج في الشأن الداخلي الروسي، وحملت الغرب المسؤولية عن تأجيج الهستيريا حول الموضوع.
الى ذلك، حث الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين على خفض التصعيد وعلى الانخراط في المسار الدبلوماسي، في حين سلمت روسيا الملحق العسكري الأميركي بموسكو مذكرة احتجاج على "انتهاك" غواصة أميركية مياهها الإقليمية، وسط استمرار المناورات العسكرية ودعوات عشرات الدول رعاياها لمغادرة أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن الرئيس الأميركي بحث -في اتصال هاتفي استمر لمدة ساعة- مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مستجدات الوضع في أوكرانيا، في خطوة لنزع فتيل التوتر بشأن الملف الأوكراني.
*تصعيد أمريكي طائش
ووفق البيان، أكد بايدن لبوتين أن واشنطن وحلفاءها سيكبدون روسيا بشكل فوري كلفة باهظة إذا غزت أوكرانيا، وأن غزو روسيا لأوكرانيا سيسفر عن معاناة إنسانية واسعة ويقلل من مكانة روسيا.
من جانبه قال الكرملين إن الرئيس بوتين اتفق مع الرئيس الأميركي على مواصلة الحوار، مضيفا أن الحوار بين الرئيسين كان متوازنا وعمليا.
وأضاف أن بوتين استنكر خلال الاتصال مع بايدن ما وصفها بالمعلومات المزيفة حول الغزو الروسي المزعوم لأوكرانيا.
وأشار إلى أن بوتين أبلغ بايدن أن الغرب لا يمارس ضغطًا كافيًا على أوكرانيا لتنفيذ اتفاقيات مينسك، وأكد الكرملين أن موسكو ستعلن قريبا عن خطواتها إزاء رد واشنطن وحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) على مقترحاتها للضمانات الأمنية.
وكانت وكالة بلومبيرغ الأميركية نقلت عن مسؤولين -وصفتهم بالمطلعين- أن روسيا قد تبدأ غزو أوكرانيا الثلاثاء المقبل.
وقبيل ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون بحث مع نظيره الروسي -في اتصال هاتفي- تطورات الملف الأوكراني، ونقل له مخاوف حلفاء فرنسا وشركائها الأوروبيين، وأكد له أن الحوار الصريح لا يتلاءم مع التصعيد.
*طرد الغواصة الأمريكية
الى ذلك، قال ضابط في سلاح الغواصات الروسي، إن الغواصة الأمريكية اقتربت من الشواطئ الروسية مسافة تقل عن 12 ميلا بحريا، منتهكة بذلك الحدود البحرية لروسيا الاتحادية.
وأكد الضابط، لمراسل وكالة "تاس"، أنه وبسبب التدريبات الجارية تم الإعلان مسبقا عن إغلاق هذه المنطقة للملاحة لجميع السفن.
وأشار الضابط إلى أنه، بعد اكتشاف الغواصة الأجنبية في المياه الروسية قرب جزر كوريل، استخدمت الفرقاطة "مارشال شابوشنيكوف" وسائل الإنذار بالقصف العميق، كما قامت بتنشيط محطة السونار "بولينوم"، وهو ما شعرت به الغواصة الأمريكية على الفور.
وذكر الضابط، أن السفينة الحربية الروسية، تمكنت من تحديد هوية ونوع الغواصة بواسطة المعدات الصوتية تحت المائية، وطبعا تم تسجيل الضوضاء المميزة للغواصة الغريبة، ليتم تقديمها كأحد الأدلة على وجود الغواصة في منطقة التمرين بشكل غير مشروع.
وأضاف: "بقيت السفينة الروسية، تلاحق الغواصة الأجنبية بوسائل السونار الموجودة لديها، واستمرت في دراسة تكتيكاتها في المراوغة حتى اضطرت للفرار ومغادرة المنطقة.
وأشار الضابط إلى أن سفن البحرية الروسية، نادرا ما تستخدم وسائل الاتصال تحت الماء للاتصال بغواصة أجنبية لمطالبتها بمغادرة المياه الإقليمية. في عدد من الحالات، يحق للسفينة الحربية استخدام أسلحتها - طوربيد أو قنابل العمق - ضد الغواصة المنتهكة لحدود الدولة. ولكن هذه المرة لم يتم استخدام هذا الحق، لتلافي مقتل طاقم الغواصة".
*الناتو يواصل تصعيده
في السياق، قال ميرتشا جيوانا نائب أمين عام الناتو، إن أول مجموعة قتالية دائمة تابعة للحلف في الجزء الجنوبي من الجناح الشرقي للناتو ستكون تحت قيادة فرنسا وستتمركز في رومانيا.
وأضاف في مقابلة مع قناة Digi 24 التلفزيونية الأحد: "في الأسبوع المقبل، سيتم عقد اجتماع مهم للغاية لوزراء دفاع دول الناتو. وأنا متفائل بأننا سنتمكن من اتخاذ قرار مشترك لإنشاء مجموعة قتالية تابعة للحلف في رومانيا، هذه المرة بشكل دائم وبقيادة فرنسا. نتوقع أن يساهم عدد من الحلفاء الآخرين في التواجد الدائم للناتو هنا في رومانيا".
وأوضح ميرتشا جيوانا أنه بعد عام 2014، قرر الناتو إنشاء أربع مجموعات قتالية من هذا القبيل، في دول البلطيق الثلاث وفي بولندا.
المجموعة البولندية بقيادة الأمريكيين، والأستونية بقيادة البريطانيين، واللاتفية بقيادة الكنديين، والليتوانية بقيادة ألمانيا وهي تضم عسكريين من ست أو سبع دول في الناتو.
نورنيوز/وكالات