وفي مثل هذا اليوم من العام 1979 تحقق انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رض)، والتي تعتبر اعظم الثورات المعاصرة في العالم واكثرها شعبية حتى يومنا.
وتوجّه المواطنون في سياراتهم ودراجاتهم النارية والهوائية إلى ساحة آزادي في العاصمة، والى الميادين والساحات في المحافظات الاخرى على امتداد البلاد.
وعشية الذكرى دوت نداءات "الله اكبر" في انحاء البلاد، كما تزينت السماء بالوان العلم الايراني احتفاء بالذكرى.
وطلى بعض المواطنين سياراتهم بالأحمر والأبيض والأخضر، لون علم الجمهورية الاسلامية، وهتف المواطنون في المسيرات "الموت لأميركا" و"سنقاوم حتى النهاية".
وخرج آخرون من سياراتهم في ساحة آزادي لإحراق أعلام أميركية وهم يهتفون "لن نستسلم".
وحمل المتظاهرون أعلاماً وصوراً لقائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي مدّ ظله العالي، ومؤسّس الجمهورية الإسلامية الامام الخميني (رض) وقائد فيلق القدس القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني.
ذكرى الانتصار لاتزال الاجيال تحمل روحها الثورية والقضية التي سار عليها اصحاب العقيدة والنهج الخميني، قضية الحق ضد الباطل قضية المقاومة والجهاد والوقوف امام الظلم والظالمين قضية فلسطين ومحاربة الكيان الصهيوني الغاصب ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة اضافة الى الكثير من القضايا التي تصب في اهداف الثورة.
*ثورة عظيمة شعارها الجمهورية الاسلامية
ثورة عظيمة كان شعارها لا شرقية لا غربية بل جمهورية اسلامية شعار بين الخطوط العريضة لمبادئ هذا الحدث التاريخي الامر الذي ادى الى تعزيز اقتدار الصحوة الاسلامية المبنية على نموذج المقاومة في مواجهة الغطرسة الصهيوامريكية.
وقد شكل انتصار الثورة الاسلامية في إيران تحولا في موازين القوى بالمنطقة حيث لم يكن أحدا يتوقع سقوط نظام الشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.
*رئيس الجمهورية: رسالة أمل لكل المستضعفين
في السياق، اكد رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي في كلمة له خلال مراسم احياء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في طهران، أن أكثر الدول استقلالاً في العالم هي الجمهورية الاسلامية في إيران، معتبرا ان يوم الحادي عشر من شباط/ فبراير (ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979) هو رسالة أمل للشعب الإيراني ولكل مستضعفي العالم.
واضاف آية الله رئيسي: ان تاريخ الحادي عشر من شباط /فبراير هو يوم من أيام الله، معتبرا ان المسلمين وكل الشعوب المظلومة تعشق الثورة الاسلامية في إيران، لافتا الى اننا لا ننسى دور القائد والمقتدى في هذه الثورة وما زلنا ملتزمين به.
واكد رئيسي ان انتصار الثورة الإسلامية كرمز للقوة الإلهية أذهل العالم برمته، قائلا: إن قيم النظام الإسلامي ثابتة على الدوام، وشعار "لا شرقية ولا غربية " الذي كان يردده الشعب خلال ايام الثورة الإسلامية عام 1979، لا زالت حيّة وفاعلة حتي يومنا هذا.
*المحافظة على ثورية النظام
وتابع: ان أكثر الدول استقلالاً في العالم هي الجمهورية الاسلامية في إيران، مشيرا الى ان الاستقلالية هي من العناصر المؤسسة للثورة وجوهرها، وعلينا المحافظة على ثورية هذا النظام.
وقال: ان الثورة الاسلامية تسعى إلى تطبيق العدالة، وهي عنصر لايتجزأ منها ابدا لأن تحقيق العدالة ومكافحة الفساد ومقارعة الظلم هي من العناصر الرئيسية المثبتة داخل الثورة الإسلامية.
ونوه رئيس الجمهورية الى اننا نعمل على تذليل العقبات الاجتماعية التي يعاني منها الشعب لان الابتعاد عن الاهتمام بالشعب هو ابتعاد عن الثورة المباركة، قائلا: ننظر إلى المستقبل بأمل كبير في ظل الطاقات التي لدينا وبين شبابنا ونؤكد ان تطور البلاد رهن بالوحدة الوطنية.
واوضح، ان هناك أعمالاً أنجزت في البلاد لا يمكن انكارها، معلنا اننا سنخطو خطوات جبارة وعملاقة في مجال الاستقلال الاقتصادي، وسنعمل على تطبيق النظام العادل في الانتاج والتوزيع في المجالات كافة ونأمل تحقيق الاستقلال الاقتصادي كما السياسي.
*أهداف تحاكي الثورة
واضاف: ان البعض يحاول استغلال الأمور لإقلاق الشعب، مؤكدا ان حكومتنا جاءت لتحارب الفساد وسنتصدى للمفسدين.
وصرح رئيس الجمهورية: نسعى في سياستنا الخارجية إلى علاقات متوازنة مع العالم ونولي أهمية خاصة لدول الجوار، قائلا: نعول على قدراتنا الداخلية ولن نربط مصيرنا بمحادثات فيينا أو العلاقة مع واشنطن.
وقال آية الله رئيسي: إن نهج إيران في العلاقات مع دول العالم، لاسيما دول الجوار، يعتمد على الاستراتيجية، وإنه ليس مسألة تكتيكية، لافتاً إلى أن السياسة الخارجية للحكومة منذ بدء عملها قائمة على المبادئ والقيم الواردة في الدستور، والمستمدة من توجيهات قائد الثورة الاسلامية.
*حسن الجوار
ولفت إلى أن إيران تؤكد دوماً أن سياستها المبدئية تتمثل في تعزيز علاقات حسن الجوار وبناء الثقة، وإجراء الحوار مع دول الجوار، وتعتقد أن استتباب الأمن المستدام في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال التعاون وإرساء السلام.
وأكد أن الحكومة الحالية أثبتت صدقها، وسياستها القائمة على تمتين العلاقات الودية مع دول العالم وباقي الشركاء الدوليين، مشيراً إلى أن الحكومة، وعلى أساس نهجها الدبلوماسي، تعمل على فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وتوفير الظروف لتلبية دول المنطقة حاجات بعضها البعض.
*القوى المتغطرسة
وإذ أكد أن هناك الكثير من القوى المتغطرسة تسعى وراء عرقلة وصول إيران إلى المكانة التي تستحقها، لفت إلى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي شريكة موثوقة لما لديها من الحضارة والثقافة العريقة، وهي قادرة على تعزيز القدرات الاقتصادية بمشاركة دول الجوار وباقي الشركاء الدوليين.
*المثل العليا للثورة الإسلامية
من جانبه، اكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ان المثل العليا للثورة الإسلامية ستظل تقود السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وكتب أمير عبد اللهيان عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في تغريدة باللغة الانجليزية: "تشرفت بمرافقة رئيس الجمهورية اية الله ابراهيم رئيسي في استضافة السفراء الأجانب في الذكرى الـ43 لانتصار الثورة الإسلامية في ايران"
وشدد وزير الخارجية في تغريدته على ان المثل العليا للثورة الإسلامية ستظل تقود السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
*شمخاني: الشعب الايراني عصي على الهزيمة
من جهته، اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي "علي شمخاني" ان الشعب الايراني الذي ناضل على مدى 43 عاما في مختلف الجبهات العسكرية والعلمية والثقافية، عصي على الهزيمة.
واكد شمخاني الخميس في تغريدة له على موقع تويتر على ضرورة انطلاق الجهاد للتنوير والتبيين تحت شعار "لبيك يا خامنئي"، واضاف: كما ان شعار "لبيك يا خميني" فك عقدة الحرب المفروضة على ايران لصالح جبهة الثورة يجيب اليوم بدء الجهاد للتنويروالتبيين تحت شعار "لبيك يا خامنئي".
واضاف: ان الشعب الذي ناضل على مدى 43 عاما في مختلف الجبهات العسكرية والعلمية والثقافية ودفع متغطرسي العالم الى احترام استقلاله والجلوس إلى طاولة المفاوضات لن يقبل الهزيمة و عصيّ عليها.
*وفاء الشعب لمبادئ الثورة الاسلامية
الى ذلك، عدّ وزير الداخلية احمد وحيدي، مشاركة الشعب في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية اليوم 11 شباط/ فبراير بمثابة تأكيد على وفائه الابدي لمبادئ الثورة الاسلامية والاسلام والامام والقيادة.
وقال أحمد وحيدي، الجمعة، على هامش مشاركته في مسيرات 11 شباط/ فبراير: إن الشعب يحدوه الشوق ويشارك في مسيرات 11 شباط في مختلف الاشكال وقد بلور صورا رائعة.
وعدّ المشاركة الشعبية بمثابة تأكيد على الوفاء الابدء لمبادئ الثورة والاسلام والامام والقائد كما أكد اليوم مرة أخرى على هذا الوفاء.
*عزيمتنا لتحقيق مصالح الشعب
الى ذلك، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية في تغريدة: قبل 43 عاما، انتصر كفاح شعبنا الطويل الأمد من أجل تقرير المصير وإيران حرة ومستقلة، واليوم عزمنا على الوقوف وبذل الجهود من أجل تحقيق مصالح إيران لا يتزعزع.
وكتب سعيد خطيب زاده عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في تغريدة، الجمعة: قبل 43 عامًا، انتصر كفاح شعبنا الطويل من أجل حق تقرير المصير وإيران حرّة ومستقلة.
وتابع المتحدث باسم الخارجية: ان شعبنا قدم تضحيات كثيرة لحماية هذه القيم والمبادئ"، إن عزيمتنا على الوقوف والسعي من أجل تحقيق حقوق ومصالح إيران لا يتزعزع.
* صنع حضارة اسلامية جديدة
في السياق، اصدر حرس الثورة الاسلامية، بيانا اكد فيه ان الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني عاقدان العزم اكثر من اي وقت مضى على مواصلة مسارهما لصنع حضارة اسلامية جديدة.
وجاء في البيان الذي اصدره الحرس الثوري، يوم الخميس، بمناسبة الذكرى الـ 43 لانتصار الثورة الاسلامية ان تبيين الانجازات المذهلة التي حققتها ايران على مدى اكثر من اربعين عاما بعد انتصار الثورة الاسلامية يعتبر سدا امام الديكتاتورية الاعلامية والهجوم متعدد الجوانب من قبل الاعداء على الثورة والشعب الايراني.
واضاف البيان: بعد مضي 43 عاما من انتصار الثورة الاسلامية وطي صفحة النظام البهلوي الفاسد ممثل الاستعمار والاستبداد ورغم كل المؤامرات و المخططات المشؤومة لنظام الهيمنة ضد الثورة الاسلامية الايرانية إلا انها ماضية بارادة قوية اكثر من اي وقت مضى نحو مواصلة مسارها المتكامل لصنع حضارة اسلامية جديدة.
واكد البيان: ان العدو اعتمد استراتيجية تغيير النظام واسقاطه في ايران لذلك الوقوف بوجه الحرب التي يشنها الاعداء لغرض حرف الانظار عن الانجازات والتطورات التي حققناها يستدعي الجهاد للتنوير والتبيين.
*قواتنا المسلحة هي مصدر اقتدارنا
من جهته، أكد مساعد رئيس الجمهورية في الشؤون البرلمانية، يوم الجمعة: إن علينا ان نعمل كما الشهيد قاسم سليماني اذا كنا نعتبره قدوة لنا، ونحن لا نوجد ازدواجية بين الدبلوماسية والميدان العسكري، ونؤمن ان قواتنا المسلحة هي مصدر اقتدارنا.
وفي خطابه بمدينة بندرعباس بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية، قال محمد حسيني: ان هذه التجمعات اليوم ستثبت للعالم بأننا نواصل السير في الدرب الذي رسمه الامام الخميني (رض) وحفظ قائد الثورة رايته خفاقة، ونقف مع جبهة المقاومة في مواجهة مستكبري العالم.
*الثورة باقية حتى ظهور إمام العصر (عج)
من جانبه، قال المرجع آية الله حسين نوري همداني: إن الثورة الإسلامية لاتبلى وسيظل هذا النظام الولائي قائمًا حتى يظهر إمام العصر (عج) ، ونحن أيضًا ننتظر ذلك اليوم ، ليس فقط نحن بل كل الأحرار و المضطهدين في العالم.
واضاف المرجع آية الله حسين نوري همداني في بيان بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية: إن الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لإدارة المجتمعات البشرية على اساس الحق والعدل وهذا كان هو ديدنهم على مر التاريخ وقد تحملوا في هذا الطريق الصعاب، والمشقات ويقول الإمام الصادق (عليه السلام)انه لا تخلو الأرض من حجة لتوجيه البشرية حتى يتمكن الناس من اتباع هذا التوجيه.
نورنيوز/وكالات