نورنيوز- يوم الثلاثاء الماضي (26 أكتوبر/تشرين الاول)، وبعد نحو أسبوع من الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المعادية للجمهورية الاسلامية حول قرار الحكومة زيادة سعر البنزين، تعرّض نظام الوقود الذكي في ايران في إطار مرحلة ثانية من عملية تخريبية خبيثة كانت تستهدف إحداث فوضى في عموم ايران لهجوم إلكتروني.
رغم أن هذا السيناريو الذي كان جاء في إطار ثلاث مراحل، تمكّن من ضرب الخط الأول للدفاع المدني الايراني، ورغم أنه كان قادرًا على إثارة بعض التوترات في البلاد، إلاّ أنه بسبب عجزه عن تحقيق مآربه بما في ذلك تأثير الشائعات المذكورة سلفا على عموم المواطنين الايرانيين والتصدي الدقيق والعاجل للجهاز التنفيذي والامني والاعلامي في ايران لم يتمكّن من تحقيق أهدافه المخطط لها.
على الجانب الآخر؛ كانت وسائل الاعلام المعادية لايران في إطار عملية نفسية مُعدّ لها مسبقاً ضمن مراحل مُنظمة ومدروسة تسلّط الضوء على تلك الشائعات المغرضة، بهدف تأجيج الفوضى في المجتمع وتحميل البلاد أوضاع مشابهة لتلك التي وقعت في ذات الشهر من العام 2019، إلاّ أنها اصطدمت بجدار الفشل.
الجدير بالذكر؛ أنه على الرغم من أن الشعب الايراني تعرض لأشد أنواع العمليات النفسية العدائية المنظمة من قبل نظام الهيمنة بكافة تشعّباته خلال السنوات القليلة الماضية، إلاّ أن العدو لم يكن قادرًا على توجيه الضربات إلى الشعب والنظام إلاّ بنجاح نسبي في إطار "حربه الإدراكية".
رغم ذلك، فإن الانتعاش النسبي لثقة الشعب في الحكومة منذ بداية الحكومة الثالثة عشرة (حكومة آية الله رئيسي)، أظهر بوضوح إلى أي مدى يمكن أن ينقذ ذلك البلاد من أضرار الحيل الملونة للعدو الغادر وتحطيم سلاح الحرب الناعمة.
ولو ألقينا نظرة أدق على هذه المسألة من زاوية أخرى ستوفّر لنا رؤية أوضح عن جوهر القصة؛ فمنذ مدّة طويلة، حاولت الجبهة الإعلامية المعادية، مستخدمة تكتيك "التشويه وقلب الحقائق"، خلق فجوة بين الشعب والحكومة في ايران، وتقديم نفسها كصديق ونظام الجمهورية الإسلامية على أنه عدو الإيرانيين.
طغت على هذا التكتيك المعادي، محاولات مكثّفة بذلتها المحطات التليفزيونية المعادية لايران الناطقة بالفارسية، فضلاً عن الروايات التي لا حصر لها من الشخصيات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية للأعداء في فضاء التواصل الاجتماعي، من الذين لا ينفكون يدعون أنهم أصدقاء الشعب الإيراني والقلقون على قوت يومه من أجل إضفاء الطابع المؤسسي على شرورهم.
على الرغم من نجاح هذه المخططات المعادية في بعض الحالات، إلاّ أنها تكشّفت أمام الجميع مرارًا وتكرارًا في حالات مثل حظر الأدوية، ومحاولات مقاطعة الرياضة الإيرانية، وإطلاق حملات افتراضية لمهاجمة البلاد.
لكن في الهجمة التي استهدفت محطات الوقود مؤخراً؛ أرغم غضب العدو من عجزه على تحقيق هدفه على الكشف عن أهدافه الرئيسية، حيث لم تندد صحيفة هآرتس الصهيونية في تقرير ضمنيًا بالهجوم السيبراني الأخير من قبل الاحتلال الاسرائيلي فحسب، بل أعلنت صراحة وبشكل رسمي أن الغرض من الهجوم كان دهورة الحياة اليومية للإيرانيين.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول صهيوني كبير قوله: أصبحت المشاكل اليومية التي تواجه طهران مشكلة، وأحدث مثال على ذلك الهجوم السيبراني الذي وقع يوم الثلاثاء، والذي أثر على 4300 محطة وقود في جميع أنحاء البلاد.
وإن أجرينا مقارنة بسيطة بين هذا الاعتراف الصريح بمخططات بعض الشبكات وادعاءات بعض الشخصيات وخاصة الحسابات الافتراضية الحكومية مثل "إسرائيل بالفارسية" أو ... التي تدعي أنها صديقة للشعب الإيراني، فسوف ندرك حينها كيف أن فشلهم في تحقيق أهدافهم بالحرب النفسية أدى الى الكشف عن تلك الأهداف من وراء كواليسهم.
ولو كان خبث أعداء الشعب الإيراني وخططهم الشريرة لزعزعة رفاهيته واضحة لكل من يتابع الشأن الايراني، إلاّ أن هذه الاعترافات الصهيونية كشفت أوراقهم بشكل واضح وجليّ أمام المجتمع الإيراني وأظهرت مدى عداوتهم لايران وشعبها.