وفي حوار له مع موقع "نور نيوز" أسهب المحلل اللبناني في الحديث عن الأحداث الامنية التي وقعت في الآونة الاخيرة في الأراضي المحتلة، من قبيل سلسلة التفجيرات التي استهدفت الصناعات الأمنية الصهيونية، كالتفجير في مصنع محركات الصواريخ، والضربة الصاروخية بالقرب من مفاعل ديمونة النووي، والهجمات الإلكترونية الواسعة النطاق على المنظمات والمؤسسات الحكومية لكيان العدو، والانفجارات الهائلة والحرائق في مصفاة النفط في حيفا، والحوادث الصغيرة، والأخرى الكبيرة في وقت محدود، مؤكدا أنه لا يمكن تفسيرها على انها طبيعية وتأتي في إطار وقائع اعتيادية، مرجحا أن تكون نتيجة فعل فاعل.
وأضاف عبدالساتر: من يراقب الحرب المفتوحة بين العدو الاسرائيلي وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية وكل محور المقاومة بفصائله من العراق الى سوريا ولبنان الى داخل فلسطين، يدرك جيداً أن هذه الأحداث ليست بالفطرة أو ناجمة عن أحداث اعتيادية، بل قد تكون على الأرجح قد حدثت بفعل فاعل، وهذا الامر مردّه أيضاً الى أن هناك مواجهات تحصل على قدم وساق، وتوجد هجمات استهدفت سفن صهيونية في عمق البحر سواء في البحر الاحمر أو في بحر العرب او على محاذاة الخليج الفارسي او في غيرها من المواقع.
واستشهد المحلل السياسي اللبناني بلتميحات بعض كبار القادة في ايران حول سبب الهجمات التي تعرّض لها الكيان الصهيوني، وقال: يمكن ان نرتكز في بعض التلميحات من القادة الايرانيين، وإن لم يتبنّوا بشكل واضح تلك الهجمات، لكن لو عدنا الى بعض التصريحات، من ضمن تصريح رئيس الاركان اللواء باقري او قائد الحرس الثوري اللواء سلامي، بأنه على هؤلاء (الصهاينة) أن يفكروا ملياً بهذه الاحداث التي يتعرّضون لها، فهي لم تقع من قبيل الصدفة.
وأضاف: ربما يفاقم عدم تبنّي الهجمات التي تستهدف الكيان الصهيوني من قبل ايران، حالة الارباك لدى العدو الاسرائيلي الذي انهمك بتحليل ومراجعة ما يتعرّض له، و رغم كل الرقابة العسكرية التي تمارس على وسائل الاعلام الصهيونية، الحديث عن الصاروخ المنطلق من سوريا الذي سقط قرب مفاعل ديمونة النووي ما زال مُحتدما، ولم تُعرف أسبابه أو مصدره حتى الآن، فمنهم من قال أنه انطلق من سوريا عن طريق الخطأ، إضافة الى روايات واهية أخرى، لكن من الواضح ان الاحتلال يمرّ بحالة هائلة من الارباك جراء هذا الصاروخ، لا سيما انه سقط بالقرب من مفاعل نووي هام بعد عبوره مسافة طويلة جدا فوق الاراضي المحتلة.
وأردف المحلل السياسي اللبناني: على كل حال المواجهة ما زالت مفتوحة، وأعتقد ان العدو الاسرائيلي الذي اراد من خلال الحملة الواسعة ضد ايران في المحافل الدولية ان يحرّض على فعل هجومي مباشر من قبل الامريكيين، باعتبار انه يريد دائما ان يكون خارج الواجهة، قد واجه فشلاّ ذريعاً.
وأوضح عبدالساتر: أما فيما يخصّ الاعتداءات التي شنّها ضد ايران من الواضخ أنها من فعله رغم عدم تبنيه لها، وربما هذا الردّ الايراني الذي لوحظ تعرّض الاحتلال له عدّة مرات قد يكون من أحد الاساليب المعتمدة من قبل ايران، والآتي أعظم بطبيعة الحال.
عبدالساتر لم يستبعد أيضاً أن تكون بعض الاحداث الامنية التي تقع في الاراضي المحتلى ناجمة عن طريق الخطأ، وقال: لا يمكن أن نضع تفسيرا واحدا لكل هذه الاحداث، ربما يكون البعض منها وقع نتيجة خطأ، وربما يكون منها ما وقع نتيجة فعل فاعل، لكن جملة هذه الاحداث مجتمعة قد تشكل مشهدا كابوسياً بالنسبة للعدو الاسرائيلي، خاصة الآن بالتزامن مع الانتفاضة المقدسية والفلسطينية الواسعة وزخّات الصواريخ من قطاع غزة، وربما يتطوّر الامر الى ماهو أبعد من ذلك، باعتبار أن المناورات الصهيونية التي تقام اليوم تحاكي حرباً افتراضية وذهنية مع المقاومة وحزب الله في لبنان الذي أعلن عن جهوزية كاملة، كل هذا يعطينا إشارة توجه أنظارنا الى أن الاحتلال الاسرائيلي ليس بخير على الاطلاق، وان الازمة السياسية الخانقة التي يعيشها في الداخل تأتي هذه الاحداث ايضاً لتزيد الطين بلة تحت أقدامه.
بكل حال، إن الاخبار السارة والتي قدّ تنهي كل تحريضات ومآرب العدو الصهيوني تجاه ايران، هو ما يجري من مفاوضات في فيينا، إذا ماذهبنا الى التصريح الذي خرج به الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني، الذي يعدّ أعلى سلطة تنفيذية في ايران، عندما يقول "نحن قاب قوسين أو أدنى من رفع كافة العقوبات الرئيسية عن ايران"، هذا يعني بأن اسرائيل تلقت صفعة موجعة، لا سيما بعد كل الممارسات العدائية التي نفذتها ضد ايران بالتعاون مع الادارة الامريكية السابقة والراهنة، لم تُفضي الى شيء، وعطفا على تصريحات بن سلمان الذي كان من احد اكبر المحرّضين والمُعادين لايران، والذي دفع مليارات الدولارات لترامب، حاول أن يغري الادارة الامريكية الجديدة ايضاً، لكنه عندما أدرك ان امريكا وحلفائها من الاوروبيين عقدوا العزم على العودة الى الاتفاق النووي مع ايران، دون ان يكون هناك اي تباطؤ أو ربما خفّت وتيرة هذا التباطؤ، تراجع هو الآخر ايضاً، واعرب عن استعداد بلاده للحوار مع ايران.
وتابع عبد الساتر: ما توصّلت له فرق التفاوض مؤخراً في فيينا يعني أن مآرب العدو الاسرائيلي وصلت الى طريق مسدود، رغم كل التهويل الذي مارسه، ورغم كل التلميحات التي عبّر فيها عن فخره واعتزازه بأنه استطاع ان يضرب نطنز او تمكّن من اغتيال العالم المختص في الطاقة النووية الشهيد محسن فخري زاده.
في الختام استخلص المحلّل اللبناني، أن هذه الحرب المفتوحة بين ايران ومحور المقاومة من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى، تؤكد بأن الاحتلال الاسرائيلي لم يعد ينعم بالأمان كما كان يشعر به في سابق عهده، وبات يعيش حالة كبيرة من القلق.
نورنيوز