معرف الأخبار : 67297
تاريخ الإفراج : 5/8/2021 6:27:01 PM
الفلسطينيون يتمسّكون بانتفاضتهم والاحتلال بإرهابه

الفلسطينيون يتمسّكون بانتفاضتهم والاحتلال بإرهابه

في هجوم وحشي جديد يشي بتمسّك الاحتلال بإرهابه، تسبب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، مساء الجمعة، في وقت كان يحتشد فيه الفلسطينيون للاعتكاف بالأيام العشرة الأخيرة من رمضان، وللدفاع عنه في وجه تهديدات المستوطنين، بإصابة 208 فلسطينيين.

وأطلقت قوات الاحتلال الصهيوني قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المصلين، واعتقلت عددا منهم، في حين تواصلت ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية المندّدة بالاقتحامات الصهيونية، بينما أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية تمسّك الفلسطينيين بانتفاضتهم وعدم استسلامهم لجرائم الاحتلال.

وتوالت ردود الفعل العربية والدولية، ضد الاقتحام الصهيوني للمسجد الاقصى المبارك، حيث استنكرت الجمهورية الاسلامية الايرانية الهجوم على المصلين الفلسطينيين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده، صباح السبت: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة هجوم العسكريين الصهاينة على المسجد الأقصى، القبلة الأولى للمسلمين، واستشهاد واصابة المصلين الفلسطينيين على ايدي الصهاينة في آخر الجمعة من شهر رمضان المبارك ويوم القدس العالمي.

وفيما تواصلت مساعي الاحتلال الإسرائيلي بطرد عائلات من منازلها لصالح المستوطنين، وسط تنديد عربي وإسلامي تملّصت منه الدول المُطبّعة مع الاحتلال بقمع قوات الاحتلال للمصلين في المسجد الأقصى، أضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية: ان هذه جريمة الحرب تثبت مرة أخرى للعالم الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني غير الشرعي، وضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف انتهاك أبسط مبادئ القانون الإنساني الدولي".

واكد  خطيب زاده: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اذ تدين هذه الجريمة النكراء بحق الإنسانية وتقدم العزاء لأسر الشهداء، ومتمنية الشفاء العاجل للجرحى، تدعو الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى ذات الصلة إلى أداء واجبها  للتصدي لجريمة الحرب هذه.

وأكد خطيب زاده، أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تقف بفخر إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل وتدعو جميع دول العالم  خاصة الدول الإسلامية  إلى القيام بواجبها التاريخي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد المعتدين الصهاينة.

من جهته، اشار المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني في الشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان، الى المسؤولية القانونية لمنظمة الامم المتحدة وسائر المؤسسات الدولية تجاه الشعب الفلسطيني ودعا الى الادانة والوقف الفوري لجرائم الكيان الصهيوني المصطنع والارهابي.

كانت المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس المحتلة قضت في وقت سابق من العام الجاري بإخلاء 4 منازل يسكنها فلسطينيون لديهم عقود معطاة من السلطات الأردنية، التي كانت تدير القدس الشرقية بين عامي 1948 و1967، تثبت ملكيتهم للعقارات في الحيّ، وهو ما أثار سخط الفلسطينيين.

*تمسّك فلسطيني بالانتفاضة

وفيما تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي جرائمها بحق الفلسطينيين على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، أقامت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والحراكات الشبابية مسيرات حاشدة جابت مدن الضفة الغربية مساء أمس بعد صلاة التراويح، نصرة للقدس وتنديدا باعتداء قوات الاحتلال على المصلين.

وأوضحت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية أن مسيرات النصرة أقيمت في نابلس ورام الله وجنين والخليل وقلقيلية وبيت لحم.

الى ذلك، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، حالة الاستنفار القصوى في صفوف مقاتليها في قطاع غزة.

وأعلن  الناطق باسم الكتائب أبو خالد في مؤتمر صحفي، بغزة حالة الاستنفار القصوى في صفوف مقاتلي كتائب المقاومة الوطنية، مؤكداً أن فوهات البنادق وراجمات الصواريخ جاهزة للانطلاق، وأن ساعة الصفر اوشكت على الاقتراب.

وأشاد بالإرادة الشعبية الناهضة في الضفة والقدس المحتلة، والتي يسعى الاحتلال لتقويضها من خلال سياسة الاغتيالات والقتل المتعمد بدم بارد لأبناء الشعب الفلسطيني بذرائع مختلفة، في محاولة فاشلة لقطع الطريق على استنهاض المقاومة الشاملة بكافة أدواتها واشكالها واساليبها المختلفة.

وقال أبو خالد: إن قيادة الكتائب تتابع عن كثب كافة مجريات الوقائع والأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة والاعتداءات اليومية على المقدسيين المنتفضين والاقتحامات للمسجد الأقصى، وتهجير أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم.

وطالب من كل الفلسطينيين اليوم قبل الغد، بالشروع بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية لخوض غمار المواجهة الميدانية الشاملة كما رسمتها قرارات الإجماع الوطني.

وأطلقت وحدة "برق الجهادية" صباح السبت دفعات كبيرة من البالونات الحارقة والمتفجرة تجاه مستوطنات "غلاف غزة" احتجاجًا على الارهاب والاجرام الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى المبارك والفلسطينيين في حي الشيخ جراح.

وتتسبب البالونات الحارقة والمتفجرة التي تطلقها "وحدة برق" حرائق كبيرة في الاحراش الزراعية للمستوطنين الإسرائيليين قرب حدود قطاع غزة ما يُثير حالة من الارتباك والقلق والخوف في صفوف المستوطنين.

وكشفت صحيفة معاريف "الإسرائيلية" مساء يوم الجمعة، عن وجود مخاوف كبيرة لدى الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" من حدوث توتر على حدود قطاع غزة تزامنًا مع دعوات النفير العام الذي دعت اليه الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار.

من جهته قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على سكان حي الشيخ جراح في القدس يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية.

بدوره قال وزير الخارجية التركي إنه اتفق مع نظيره الفلسطيني -في المؤتمر الصحفي المشترك في أنقرة- على نقل قضية القدس إلى منظمة التعاون الإسلامي العالمية.

*تركيا: لا يمكن المساس بالمقدسات

وبين أوغلو أن تركيا مستعدة دائما لتقديم كل أنواع الدعم السياسي والمالي والتقني، من أجل إنجاح الانتخابات الفلسطينية لتجرى وفق المقاييس الدولية.

ودانت الرئاسة التركية الهجوم الذي وقع على المسجد الأقصى بالقنابل الصوتية، مؤكدة أنه لا يمكن المساس بالمقدسات.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة: إن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة إليه، داعيا للتعاون الإقليمي من أجل حلها.

واعتبر أن تأجيل الانتخابات الفلسطينية، بعد رفض الاحتلال إجراءها في القدس، في هذه المرحلة عرقل التوصل إلى حل الدولتين.

وكانت الأمم المتحدة طالبت إسرائيلَ بالوقف الفوري لجميع عمليات الطرد من حي الشيخ جراح في القدس.

واعتبرت الأمم المتحدة -في بيان سابق- أن قرار الطرد، في حال اتخاذه، سيعد انتهاكا إسرائيليا للقانون الدولي، وأكدت أن القدس الشرقية لا تزال جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل إن أوامر عمليات الإجلاء إذا صدرت وتم تنفيذها، فستنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي بشأن القدس الشرقية.

وأضاف "ندعو إسرائيل إلى وقف كل عمليات الإخلاء القسري فورا، بما في ذلك الشيخ جراح، والكف عن أي نشاط يسهم في زيادة المناخ القسري".

*تنديد عربي تملّصت منه الدول المُطبّعة

من جانبها، دانت قطر بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتداءها الوحشي على المصلين، معتبرة ذلك استفزازا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

ونددت الخارجية السعودية بأي إجراءات أحادية الجانب في القدس، وبكل ما قد يقوّض فرص استئناف عملية السلام، وأكدت رفض المملكة خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

أما الكويت، فأصدرت وزارة خارجيتها بيانا يدين ويستنكر بشدة استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات، وما تمارسه من عمليات تهجير وإخلاء في القدس الشرقية، ولا سيما في حي الشيخ جراح.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال: إن ترحيل أهالي الشيخ جراح في القدس من منازلهم جريمة يجب أن يمنع العالم حدوثها.

كما دانت الخارجية اليمنية اقتحام الأقصى، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإيقاف تلك الاعتداءات.

وفي طرابلس، اعتبر رئيس الحكومة الليبية الهجوم على الأقصى يقوّض السلام، ودعا المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

من جانبه، وصف شيخ الأزهر أحمد الطيب اقتحام الأقصى والاعتداء السافر على المصلين بأنه إرهاب صهيوني غاشم، في ظل صمت عالمي مخز.

*استمرار النضال الجهادي

أما قائد انصال الله اليمن السيد محمد علي الحوثي، فقال: إن استمرار النضال الجهادي الفلسطيني عنوان عزة وتحرك صحيح لنيل النصر والاستقلال.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية إنه أجرى اتصالات بزعماء دول عربية وإسلامية، وطالب هنية في كلمة له عبر قناة الأقصى الفضائية، الدول التي طبّعت مع إسرائيل بإنهاء اتفاقيات التطبيع وإغلاق سفاراتها لدى تل أبيب، مضيفا أن ما يجري حاليا في القدس هو انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف.

ووصف وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المقدسيين بأنه نذير خطير جدا، وأكد الهدمي في مقابلة سابقة على الجزيرة أن الحكومة الفلسطينية طالبت بتدخل دولي عاجل لحماية القدس والمقدسيين.

وقال نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات: إن أهالي القدس يرسلون رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن القدس عاصمة للفلسطينيين، وأضاف بكيرات في مقابلة سابقة على الجزيرة أن هذه الرسالة تؤكد أنه لا شيء يقف في وجه إرادة الفلسطينيين رغم ما يقوم به الاحتلال من حصار وتفتيت لوطنهم.

*الأعمال الاستفزازية للاحتلال الإسرائيلي

كما قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري: إن الأعمال الاستفزازية للاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل هي ما فجر هذه الانتفاضة، وأكد صبري في مقابلة سابقة على الجزيرة أن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الاحتلال.

ودعا الاتحاد الاوروبي السلطات الإسرائيلية إلى العمل على تخفيض التوتر بشكل عاجل في القدس، كما استنكر طرد العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح والقدس الشرقية واعتبره مقلقا وغير قانوني ويزيد التوتر.

من جانبه، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وقال الطيب في منشور على صفحته في فيسبوك إن اقتحام ساحات الأقصى وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمنين، ومن قبلها الاعتداء بالسلاح على المظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله، إرهاب صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخز.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك