ويوم القدس مناسبة عالمية كانت انطلاقتها من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباقتراح الإمام الخميني (قده)، القيادة العليا آنذاك، فأصبحت هذه المناسبة أكبر حدث سياسي يجمع الأمة العربية والإسلامية للتنديد بوحشية واحتلال الكيان الصهيوني.
وبينما يتم التحضير لهذه المناسبة المباركة المصيرية التي تقام الجمعة القادمة، وفي خضمّ المنعرجات الخطيرة التي تجوبها عدد من الدول العربية متمثلة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، أكد عدد من الشخصيات والمسؤولين العرب والمسلمين على محورية القضية الفلسطينية في ضوء ما تمرّ به المنطقة من تحولات، معتبرين ان وحدة الامة الاسلامية تحبط مخططات الصهاينة.
*رئيس مؤتمر "القدس" الدولي: وحدة الامة الاسلامية
في السياق، أكد رئيس مؤتمر "القدس الشريف" الدولي الثاني المنعقد في مدينة قم المقدسة، آية الله علي رضا اعرافي، بان وحدة الامة الاسلامية تحبط مخططات الصهاينة.
وقال آية الله اعرافي في كلمته أمس الثلاثاء خلال مراسم افتتاح المؤتمر: نحن الان في منعطف تاريخي تلوح فيه بشار النصر القريب ومن مؤشراته الصاروخ الذي اطلقه محور المقاومة وسقط قرب مفاعل ديمونا النووي الصهيوني في حين لم تستطع لا منظومة باتريوت ولا القبة الحديدية من التصدي له.

واعتبر ان القبة الحديدية للكيان الصهيوني قد تحولت الى "قبة طينية"، واضاف: انه ومع تحرير القدس الشريف سيمنح الباري تعالى العزة للمسلمين والذل والهوان للمنافقين.
واضاف: ان الفتاوي والمواقف الداعمة للمقاومة والمناهضة للاستكبار مازالت مستمرة وان المؤسسات الدينية ومراجع التقليد في قم والنجف خاصة المواقف الحكيمة لآية الله العظمى السيد السيستاني خلال استقباله بابا الفاتيكان تؤكد هذا الامر ونحن بصفتنا حوزة علمية واتباعا لمراجع الدين وسماحة قائد الثورة الاسلامية نعلن صراحة بان الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقارعة المحتلين لارض فلسطين وسائر الاراضي الاسلامية يعد واجبا شرعيا.
*مفتي سوريا: الكيان الصهيوني خطر على البشرية
من جانبه، اعتبر مفتي الديار السورية الشيخ احمد بدرالدين حسون، الكيان الصهيوني بانه يشكل خطرا على البشرية كلها.
واكد الشيخ حسون في كلمته الثلاثاء خلال مؤتمر "القدس الشريف" الدولي الثاني المنعقد في مدينة قم المقدسة جنوب طهران بانه لو بقيت فلسطين والقدس بيد الصهاينة فان ذلك يشكل خطرا على البشرية كلها.

واعتبر الاعمال والممارسات العدوانية والتعسفية الصهيونية بانها لا علاقة لها بالدين اليهودي، لافتا الى ان الصهاينة يستغلون اسماء الانبياء لتحقيق اغراضهم المقيتة وان كيانهم كالغدة السرطانية يفتت الارض الاسلامية.
وأكد الشيخ بدر الدين حسون ان القدس الشريف هو لكافة الامم التي عاشت على ارض فلسطين واعتنقت الاديان الابراهيمية على مدى العصور اذ تشكلت امة واحدة توحد الرب العظيم على بلاد الشام التي ضمت بترابها فلسطين ولبنان والاردن وسورية.
*الجهاد الاسلامي: التطبيع خيانة
الى ذلك اعتبر ممثل حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بطهران ناصر ابو شريف، تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني واللامبالاة تجاه قضية القدس الشريف خيانة للشعب الفلسطيني ودعما لاعداء الاسلام.
وفي كلمته الثلاثاء خلال مؤتمر "القدس الشريف" الدولي الثاني المنعقد في مدينة قم المقدسة جنوب طهران، اكد ابو شريف ضرورة تصدي ابناء الامة الاسلامية للمشروع الصهيوني الرامي للتطبيع مع هذا الكيان والعمل على فضح الاهداف الكامنة وراء هذا المخطط.
وصرح بان من يدعي العدالة في العالم لا يمكنه تجاهل قضية فلسطين وتهويد القدس الشريف واغتصاب الاراضي الاسلامية، مؤكدا بان نضالنا ضد الصهاينة سيفضي الى الانتصار النهائي لقضية القدس وينبغي علينا في هذا الاطار تسليح انفسنا بسلاح الايمان والمعدات الحربية.
واشار الى هزيمة وتراجع الكيان الصهيوني في الحروب التي خاضها منذ العام 2002 وقال: ان الكيان الصهيوني آيل الى الزوال وان هزيمته تعني انتصار الامة الاسلامية كلها على المستعمرين.

وصرح بان يوم القدس العالمي لم يكن البداية لنضال الامام الخميني (رض) ضد الكيان الصهيوني بل كان الامام داعما لفلسطين على الدوام منذ العهد البهلوي كسائر العلماء ومراجع الدين في جميع الدول الاسلامية.
*عالم دين بحريني: محور المقاومة يتنامى في المنطقة
واكد عالم الدين البحريني البارز الشيخ عبدالله الدقاق بان محور المقاومة يتسع الان في المنطقة سريعا ويحقق القدرة العسكرية والمعنوية المتفوقة.
وفي كلمته الثلاثاء خلال مؤتمر "القدس الشريف" الدولي الثاني المنعقد في مدينة قم المقدسة جنوب طهران، اشار الشيخ الدقاق الى مساعي الدول الغربية الرامية لبقاء الكيان الصهيوني، مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة في المنطقة يحظيان بالاقتدار والعزة.
واعتبر يوم القدس العالمي بانه متعلق بالمسلمين جميعا وينبغي على الشعوب الاسلامية كلها احياء هذا اليوم العظيم، لافتا الى ان الامام الخميني (رض) باطلاقه هذا اليوم العالمي قد دعا جميع المسلمين بل كل احرار العالم لاحياء قضية القدس وفلسطين وقال: لقد اغتصبوا القدس بالقوة لذا يجب استرجاعها بالقوة ايضا واعادتها الى اصحابها الاصليين المسلمين.
*يوم القدس محطة لاستنهاض قوى أمتنا
من جهته، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: ان اعلان يوم القدس العالمي يشكل محطة جديدة لاستنهاض قوى أمتنا.
واضاف خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ورئيس تجمع القوى والهيئات الوطنية الفلسطينية اليوم الأربعاء في حوار خاص مع وكالة إرنا: تعرضت القضية الفلسطينية قبل إعلان يوم القدس العالمي بمحاولات التصفية, وخاصة بعد إقدام الرئيس المصري أنور السادات على زيارة القدس وعقد اتفاقات كمب ديفيد مع العدو الصهيوني, حيث تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقصية الفلسطينية.
وصرح: وجاء انتصار الثورة الإسلامية في إيران ليعوض هذا التراجع ويملأ الفراغ الذي تركته مصر ودول عربية بالتخلي عن القضية الفلسطينية, وجاء إعلان يوم القدس العالمي ليشكل محطة جديدة في استنهاض قوى أمتنا واحتضانها للقضية الفلسطينية مجدداً ولقضية القدس خاصةً, وزاد هذا الزخم في تبني قضية فلسطين والقدس عبر السنين الماضية إلى أن عادت قضية فلسطين والقدس في الصدارة, وعادت إلى الاهتمام العالمي, ونهض أبناء القدس والشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وجدد مقاومته وانتفاضته ضد العدو الصهيوني على طريق تحقيق أهدفه الوطنية.
*الشيخ المقدادي : يوم القدس يحرّم الصهاينة من النوم
وفي العراق، قال الامين العام لاتحاد العلماء المسلمين الشيخ الدكتور فؤاد كاظم المقدادي، ان يوم القدس حرم الصهاينة من النوم وهذا يربكهم ويظهر أن المسلمين سينتصرون بالوعود الإلهية.
واعتبر حجة الإسلام والمسلمين فؤاد كاظم المقدادي، مساء يوم الثلاثاء، في المؤتمر الدولي الثاني للقدس في مدينة قم جنوب طهران، في إشارة إلى فتنة الكيان الصهيوني بين الدول الإسلامية، اعتبر هزيمتهم وهلاكهم الحتمي بحسب آيات القرآن الكريم، وقال: يحاول الاحتلال الإسرائيلي تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية منذ بداية الفساد والجريمة في فلسطين.
وأضاف، إن الصهاينة سعوا لخلق هوية مزورة للفلسطينيين من أجل القضاء على الجهاد والمقاومة بينهم ودفعهم إلى الدبلوماسية.
وأوضح الشيخ المقدادي، ووصف المؤامرة بأنها خطوة أخرى في تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية، قائلا إن الصهاينة حاولوا جعل القضية الفلسطينية قضية عربية لا إسلامية.
*ناشط دين تركي: أمن فلسطين هو أمن كل المناطق الإسلامية
ووصف الناشط الديني والإعلامي التركي أمن فلسطين بأمن تركيا وإيران وسوريا والسعودية والعراق وكل جغرافيا الإسلام ، وقال: إن أمن كل جغرافيا الإسلام يساوي أمن فلسطين.
وأضاف قدير أكاراس مساء امس الثلاثاء في المؤتمر الدولي الثاني للقدس المقدسة في مدينة قم ان: السبب الحقيقي لانعدام الأمن في المنطقة والفقر فيها ، ووجود صراعات مختلفة بين الأعراق والطوائف في المنطقة ، وأحياناً نشوب الحروب فيها وجود الغدة الاسرائيلية في المنطقة.
وتابع: "في الحرب العالمية الثانية حاول كل من الفاتحين والمهزومين وضع أهداف وحسابات كثيرة حول الشرق الأوسط وجغرافيا الإسلام من أجل إخضاعه لسيطرتهم".
وقال ناشط ديني تركي: "بهذا الصدد تم دخول الكيان الصهيوني المنطقة كالخنجر في قلوب المسلمين ، والسبب الرئيسي لكل المشاكل منذ ذلك اليوم وحتى اليوم هو إسرائيل".
*فلسطين لا تزال حية في ضمير أحرار العالم
ووصف الأستاذ الجامعي والناشط الإعلامي الأرجنتيني سهيل اسعد يوم القدس بأنه علامة على قمع الشعب الفلسطيني قائلا ان يوم القدس مؤشر علي ان فلسطين ما زالت حية في ضمير أحرار العالم.
وأشاد سهيل الأسعد امس الثلاثاء في مؤتمر "القدس الشريف" الدولي الثاني الذي اقيم في مدينة قم المقدسة بمبادرة الإمام الخميني في تسمية يوم القدس واصفا اياه بأنه صفعة للشعب الفلسطيني علي وجه الاعداء.
وقال: ان يوم القدس العالمي هو يوم إحياء قضية فلسطين التي كانت القبلة الأولى للمسلمين. وهو يوم يسعى فيه سكان العالم إلى تحقيق العدالة تابعا لا يوجد حديث عن العرب أو غير العرب في هذا اليوم ونحن نتحدث عن فلسطين كإحدى الدول التي تقف ضد الظلم والقمع.
*قيادي تونسي: لاستعادة حق الشعب الفلسطيني
وقال القيادي في حركة النهضة التونسية، الشيخ عبد الفتاح مورو: إن يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني قدس سره هو من أجل التذكير بالقضية المركزية للمسلمين.

وفي لقاء خاص مع قناة العالم، أضاف الشيخ مورو أن قضية القدس هي قضية اعتداء على حق أساسي، وعلى شعب أخرج من أرضه، ودعا إلى استمرار النضال حتى استعادة حق الشعب الفلسطيني.
واعتبر الشيخ مورو أن التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي هو مؤامرة على القضية الفلسطينية، وأن التاريخ لن يرحم المطبعين والخونة.
كما شدد الشيخ مورو أن الحكومات العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي لن تحصل على أي مكاسب، داعيا الشعوب الى تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.
نورنيوز