برايس تحدّث عن التوقيت المحتمل للتوصل الى اتفاق مع إيران، وقال: هذا السؤال تصعب الإجابة عليه وما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه، نعتقد أن هذه المفاوضات بنّاءة، والمفاوضات بشكل عام كانت إيجابية.
ووصف الناطق باسم الخارجية الامريكية، استعداد بلاده لرفع العقوبات التي لا علاقة لها بالاتفاق النووي بأنها "صعبة وشائكة"، وكشف عن سياسة بلاده تجاه رفع العقوبات عن ايران، كما تحدّث عن مايسمى آلية "فرز الحظر" وقال أنها من المواضيع التي تبحثها بلاده في اجتماع فيينا، ومضى يقول أنه من الواضح أن بعض العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة تتعارض مع الاتفاق النووي، لكن هناك أيضا عقوبات تتماشى تماما مع الاتفاق.
وأردف: غالبا ما تكون هذه العقوبات حول مجموعة من التهديدات، ونحن نحاول محاسبة إيران على هذه التهديدات. كما أن فرض العقوبات هو أحد أنواع الردود.
حوار برايس مع الجزيرة، هو في الواقع "إفصاح مبكر" عن خطّة البيت الأبيض في محادثات فيينا، ويرسم بوضوح ملامح خارطة الطريق الأمريكية في المحادثات.
"فرز العقوبات" المفروضة على الشعب الإيراني إلى عقوبات تتوافق مع الاتفاق النووي وأخرى تتعارض معه، تشي صراحة بنيّة وضع إيران في "زاوية الحلبة"، وتؤكد عزم الطرف المقابل على إبقاء العقوبات المتوافقة مع الاتفاق النووي.
يشير هذا النهج بوضوح إلى أن معارضة الديمقراطيين لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي واستراتيجية ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران لم يكن بدافع التعاطف، بل بغية ضرب "عصفورين بحجر واحد"، فمن جهة، تريد واشنطن العودة الى الاتفاق لعرقلة تقدّم برنامج ايران النووي، ومن جهة أخرى، تسعى لإبقاء الضغوط الاقتصادية لكن بشكل منظّم، لتتمكن بذلك من تقييد يدي وقدمي ايران.
يحاول مسؤولو إدارة بايدن، الذين شدّدوا مرارا وتكرارا على فشل سياسة ترامب في ممارسة الضغوط القصوى على ايران، بعبارة أخرى وبشكل موارب، الوصول إلى نص اتفاق مُعدّ له مسبقا يوافق بموجبه جميع الأطراف على فرض ما يسمى بـ"العقوبات المعوّقة"، تحظى باعتراف جميع أطراف الاتفاق النووي ومباركتها، وفي المحصلة تحقيق ما تعتبره انتصارا أكبر من ضغوط ترامب القصوى.
نقطة أخرى مهمة يكشفها حوار الناطق باسم الخارجية الامريكية مع الجزيرة، تحدث فيها نيد برايس أيضا عن الطبيعة البناءة والمستقبلية للمحادثات الأخيرة.
إفصاحات "برايس" حول ما يقصده بكلمة "بنّاءة" هو أن واشنطن تقترب أكثر من أهدافها الأساسية المتمثلة في وضع قيود منظّمة على برنامج ايران النووي وفي الوقت نفسه الاستفادة من ما يسمى "فرز العقوبات" ضد إيران. لذلك، من الطبيعي أن يتم تحديد الأبعاد "البناءة" لمفاوضات الفريق الإيراني بوضوح، لأنه لا يبدو أن هناك أرضية مشتركة بين أهداف الطرفين، إذ يتمحور هدف إيران من دخول المفاوضات حول إثبات فشل الوسائل المختلفة للضغط عليها، وبالتالي طيّ حربة السلاح الاقتصادي الموجه ضدها.
تحدث نيد برايس في حواره عن "فرز" العقوبات إلى ثلاث مجموعات: خضراء (قابلة للرفع)، صفراء (قابلة للتفاوض)، وحمراء (غير قابلة للرفع)، وخلص إلى أن جزءا من العقوبات والضغط يجب أن يستمر، وهو ما سترفضه إيران بالتأكيد، إذ تقطع طهران الطريق على واشنطن في هذا الصدد، وتؤكد عدم قبولها بفرز الضغوط الى "جيدة وسيئة"، لاسيما وأن القانون البرلماني وتوجيهات القيادة الايرانية، تؤكد على تمسّك ايران برفع جميع العقوبات "دفعة واحدة".
تجدر الإشارة إلى أن جوهر دخول إيران في هذه الجولة من مباحثات فيينا حول الاتفاق النووي، كان بهدف نزع سلاح الولايات المتحدة في اتباع استراتيجية "الضغط الأقصى"، ولتحقيق الرفع الكامل للعقوبات.
وبينما تواصل امريكا سياستها المخاتلة تجاه ايران، وصل الفريق الإيراني المفاوض إلى فيينا مرّة أخرى اليوم الاثنين (26 أبريل/نيسان 2021)، وقبيل توجهه الى فيينا، قال رئيس الوفد الايراني المفاوض (عباس عراقجي) للصحفيين، أحد المبادئ الأساسية للوفد الإيراني في فيينا هو منع توجّه المفاوضات نحو إهدار الوقت والاستنزاف.
ومن المتوقع هذا الاسبوع، أن تتحقّق ايران من نوايا الطرف المقابل، والتأكد من مصطلح "إيجابية المباحثات"، وإن لم يكن ستكون قد تمكّنت من تجنّب "عدم الوقوع في فخ المفاوضات الاستنزافية".
نورنيوز