يواجه هذا الممر الملاحي الآن تهديدا أمنيا متزايدا بسبب التحركات الامريكية. فخلال أقل من 3 أشهر، أرسلت إدارة جو بايدن مجموعات قتالية بقيادة حاملتي الطائرات "روزفلت" و"نيميتز" إلى بحر الصين الجنوبي 3 مرات، لاستعراض العضلات واحتواء الصين.
ظلت جزر بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة لها، أي المنطقة البحرية داخل "خط الخطوط التسعة"، من الأراضي الصينية منذ القدم. أما بالنسبة إلى النزاع السيادي في هذا البحر، فلم تدخر الصين جهدا في التنسيق مع الدول المتشاطئة على أساس مبدأ "السعي إلى التطوير المشترك وترك الخلافات جانبا"، إضافة إلى دفع عملية التفاوض بشأن "قواعد السلوك في بحر الصيني الجنوبي" للحفاظ على أكبر قدر من الأمن والاستقرار في هذا البحر.
وفي هذه القضية، ليست الولايات المتحدة من دول المنطقة، وهي تبعد أكثر من 8 آلاف كيلومتر عن بحر الصين الجنوبي، كما ليست أميركا من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إلا أنها تدخلت وما تزال تتدخل في بحر الصين الجنوبي، وبدا كأنها أكثر تحمسا حتى من دول المنطقة في مواجهة الصين. سياسة الذراع الطويلة هذه وتصرف أميركا كأنها "شرطي العالم" مزعج ومكروه.

مَن من دولكم تقبل "طفيليا" مثل أميركا؟
ترسل الولايات المتحدة طائراتها وسفنها الحربية إلى بحر الصين الجنوبي للقيام بمهام الاستطلاع عن قرب واستفزاز الصين مرارا وتكرارا، كما تستخدم أسلوب الترغيب والترهيب مع حلفائها وشركائها لإجراء مناورات عسكرية مشتركة في هذا البحر، كل ذلك تحت شعار "الحفاظ على حرية الملاحة والتحليق"، إنه لأمر سخيف.
جزر بحر الصين الجنوبي
في الحقيقة، تعتبر أمريكا بحر الصين الجنوبي "جهاز صرّاف آلي" تسحب منه مصالح استراتيجية، أي تسعى إلى جعل الدول المشاطئة لهذا البحر تعتمد بشكل أكبر عليها أمنيا، لذلك تتعمد خلق حالة من التوتر والفوضى في بحر الصين الجنوبي لتكوين انطباع سيئ عنه: هذا البحر غير آمن، وبالتالي تحقيق مصالحها الأمنية والعسكرية، من خلال بيع أسلحتها مثلا.

هل سيبقى بحر الصين الجنوبي بحرا هادئا مثلما كان عليه، لاسيما بعد تعنت أميركا في القيام بما تشاء حسبب مخططاتها؟
شبكة تلفزيون الصين الدولية