معرف الأخبار : 65546
تاريخ الإفراج : 4/12/2021 6:03:47 PM
طهران تدعو سيئول للإسراع بحلّ مشكلة الارصدة المجمّدة

خلال لقاء رئيس وزراء كوريا الجنوبية مع كبار المسؤولين الايرانيين

طهران تدعو سيئول للإسراع بحلّ مشكلة الارصدة المجمّدة

وصل رئيس وزراء كوريا الجنوبية " تشون سي كيونغ" مساء أمس الاحد، الى العاصمة طهران؛ حيث كان في استقباله وزير الطرق واعمار المدن "محمد اسلامي"، وعقب وصوله عقد النائب الاول للرئيس روحاني اسحاق جهانغيري، مؤتمرا صحفياً مشتركاً مع "سي كيونغ"، دعا فيه كوريا الجنوبية للإفراج عن الأرصدة الايرانية المجمّدة لدى سيئول فوراً.

من جانبه قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قايباف"، خلال لقائه رئيس وزراء كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، ان سيئول مطالبة ان تقدّم حلّاً لمشكلة الارصدة الايرانية المجمدة لديها والافراج عن هذه الاصول فورا.

واكد قاليباف، ان سلسلة التطورات الاخيرة والظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة، تدل على ان القرن الحادي والعشرين يتعلق بقارة اسيا؛ وبما يلزم على الدول الاسيوية ان تضع على سلم اولوياتها تعزيز التعاون فيما بينها بمختلف المجالات الصناعية والتقنية والثقافية، وان تقود مسيرة السلام في العالم.

واضاف: نحن سعداء بزيارة رئيس وزراء كوريا الجنوبية لطهران، لكن للاسف لا تحظى الاخيرة في الوقت الراهن بمكانة على صعيد التعامل الاقتصادي الخارجي للبلاد، كما ان العلاقات الاقتصادية والسياسية بين طهران وسيئول التي كانت قد بلغت اعلى المستويات، تراجعت اليوم.

وصرح رئيس البرلمان في هذا اللقاء: اننا نتوقع من رئيس وزراء كوريا الجنوبية، ان يقدم حلا عاجلا وعمليا لمشكلة ارصدة النقد الاجنبي الايرانية المجمدة والافراج عنها فورا.

واكد، ان توقعات الشعب الايراني من الجانب الكوري الجنوبي لم تتحقق بعد؛ كما ان رجال الاعمال الايرانيين الذين جمعتهم علاقات شعبية جيدة مع هذا البلد، باتوا منزعجين من المستجدات الاخيرة.

وفيما نوّه بان سياسة الضغوط القصوى التي فرضها ترامب باءت بالفشل اليوم، تطلع قاليباف بان تشكل زيارة "سي كيونغ" الحالية، انطلاقة جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين طهران وسول، وذلك في ضوء اقتراب الذكرى الستين لبدء لعلاقات الدبلوماسية الثنائية.

وتابع رئيس مجلس الشورى الاسلامي: اننا بالتاكيد نعتقد بانه ليس هناك اي مانع امام ترسيخ علاقات جيدة وبما يشمل المجالات الانسانية والصحية وسط جائحة كورونا، وتوفير السلع الاساسية وما شابه ذلك؛ معربا عن امله بان تبلغ العلاقات الثنائية اعلى المستويات بين هذين البلدين الاسيويين.

وفي جانب اخر من تصريحاته، نوه قاليباف بالعلاقات البرلمانية "المستعدة" بين البلدين؛ مبينا ان هذه الاواصر من شانها ان تقوي العلاقات الثنائية في المجالات الاخرى، كما وجّه دعوة الى رئيس البرلمان الكوري الجنوبي لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

من جانبه قال مستشار قائد الثورة الاسلامية علي لاريجاني، خلال لقائه اليوم الاثنين، رئيس وزراء كوريا الجنوبية، في طهران: يجب ان تكون بنوك كوريا مؤتمنة على أصولنا، وعلى الحكومة الكورية أن تسهى لتكون جديرة بالثقة في هذا الصدد.

وأضاف: يجب الإفراج عن ارصدتنا في أسرع وقت ممكن حتى لايؤثر ذلك سلباً على العلاقات بين البلدين.

من جهته، تعهد رئيس وزراء كوريا الجنوبية بإيجاد حل في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الاصول الإيرانية من قبل الحكومة الكورية.

*أهمية الزيارة

الى ذلك، نوه رئيس وزراء كوريا الجنوبية، بأهمية زيارته الحالية لطهران؛ مبينا انها  جاءت لأول بعد مرور 44 عاما لزيارة رئيس حكومة سيئول الى ايران.

واضاف سي كيونغ : انني زرت ايران خلال السنوات الماضية بصفتي رئيسا للبرلمان، واجريت مباحثات مع كبار المسؤولين الايرانيين؛ لذلك اتطلع بان تشكل هذه الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات الجيدة مع ايران.

كما اعرب رئيس وزراء كوريا الجنوبية عن اسفه، للجمود الحاصل في العلاقات الثنائية؛ مؤكدا : نحن نبذل قصارى جهدنا لحل المشكلة.

*الحفاظ على  العلاقات

وصرح سي كيونغ، ان "ايران وكوريا الجنوبية باعتبارهما بلدين اسيويين، ينبغي لهما الحفاظ على العلاقات الثنائية وتعزيزها"؛ لافتا بان تبادل الزيارات بين كبار مسؤولي البلدين كانت السبب في الحفاظ على هذه الاواصر.  

واشار بان الوفد المرافق له يضم عددا من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين، لاجراء مباحثات تفضي الى ايجاد حلول للتعاون بين الجانبين.

واضاف رئيس وزراء كوريا الجنوبية، انه نظرا لمكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية على صعيد علاقاتنا الخارجية، فنحن نبذل قصارى الجهود من اجل التغلب هذه المشاكل.

وحضر اللقاء بين قاليباف وسي جونغ، كل من رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية النيابية "مجتبى ذوالنور"، ورئيس اللجنة الاقتصادية البرلمانية "محمد رضا بور ابراهيمي"، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الايرانية- الكورية "روح الله متفكر ازاد"، الى جانب عدد من المسؤولين المعنيين بوزارة الخارجية والبرلمان الايرانيين.

*خطوات تعويضية

وكان قد دعا النائب الاول لرئيس الجمهوري "اسحاق جهانغيري" خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية مساء أمس، حكومة كوريا الجنوبية، للافراج فورا عن ارصدة النقذ الاجنبي الايرانية المجمّدة، واتخاذ خطوات للتعويض عن مشاكل السنوات الاخيرة.

واضاف جهانغيري: ان العام القادم يصادف الذكرى السنوية الستين لبناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران وسول؛ مبينا ان العلاقات الثنائية لطالما كانت عالية المستوى خلال هذه الفترة، حيث الشركات الكورية التي سجّلت حضورا فاعلا في مختلف المجالات الاقتصادية داخل البلاد.

ولفت النائب الاول لرئيس الجمهورية، ان حجم التبادل التجاري بين ايران وكوريا الجنوبية بلغ 17 مليار دولار، خلال عام 2012 .

وتابع: ان اقتصاد ايران وكوريا الجنوبية باعتبارهما بلدين اسيويين، يكملان بعضهما الآخر في منطقتي غرب وشرق اسيا.

*إجراءات البنوك الكورية

واعرب النائب الاول لرئيس الجمهورية عن اسفه، من ان اجراءات البنوك الكورية المتمثلة في تجميد 7 مليارات من اصول النقد الاجنبي الايرانية، والمترتبة على مبيعات النفط القانونية والمكثفات الغازية الى هذا البلد، تسببت في ارباك جاد للعلاقات بين البلدين.

واكد، ان هذا السلوك من جانب المصارف الكورية وتجميدها للارصدة الايرانية تأثرا بالاملاءات الأميركية، جاء في الوقت الذي كان الشعب الايراني بأمسّ الحاجة اليها لمواجهة الظروف العسيرة الاقتصادية والصحية الناجمة عن جائحة كورونا.

واستطرد: للاسف خلال هذه الظروف العصيبة، امتنعت الشركات الكورية حتى من بيع الدواء والاجهزة الطبية الى ايران؛ الامر الذي اخلّ كثيرا بمكانة كوريا الجنوبية الجيدة وسمعتها الاجابية لدى الشعب الايراني.

*تفاؤل بشأن الزيارة

ومضى جهانغيري يقول: نحن في الوقت نفسه متفائلون بشأن زيارة دولة رئيس وزراء كوريا الجنوبية ونتطلع بان تفضي الاجراءات التعويضية التي تتخذها سيول الى تحسين سمعة هذا البلد لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية.

واردف: انني طرحت صراحة خلال مباحثاتي المغلقة والمعلنة مع السيد تشون سي كيونغ، مطالب ايران من هذا البلد ودعوته الى بذل الجهود من احل التعويض عن الماضي.

*سيئول تسعى للافراج عن الارصدة الايرانية

الى ذلك، اكد "سي كيونغ"، خلال المؤتمر الصحفي مع جهانغيري، دعم بلاده للمفاوضات البنّاءة بشان الاتفاق النووي، معلنا بذل الجهود للتعاون مع ايران ودول اخرى للافراج عن الارصدة المالية الايرانية المجمدة لدى بلاده.

وشكر الشعب الإيراني على ترحيبه بالوفد الكوري، وقال: إن تاريخ العلاقات الإيرانية الكورية يرقى إلى مئات الاعوام، خاصة ان العام القادم يصادف الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين وان تاريخ العلاقات الثنائية سيستمر بشكل وثيق.

وأضاف: أنا شخصياً أتيت إلى إيران عام 2017 بصفتي رئيسًا للبرلمان الكوري ، واليوم أتيت إلى إيران كرئيس لوزراء كوريا الجنوبية ، وهي زيارة ذات مغزى. عندما كنت شابا ، عملت في شركة تجارية لمدة 20 عامًا وفي ذلك الوقت ، كنت أعمل مع إيران ودول مختلفة في الشرق الأوسط.

وصرح "كيونغ" انه في عقد السبعينيات ، وقعت إيران عقودًا مع كوريا لمشاريع مختلفة ، بما في ذلك بناء ميناء خرمشهر ومصفاة أصفهان. كما أنهت الشركات الكورية مشاريعها بثقة ، حتى أثناء الحرب. كما أنني أتذكر الثقة المتبادلة والتعاون الوثيق.

*العلاقات الودية بين طهران وسيئول

وتابع رئيس وزراء كوريا الجنوبية: ان العلاقات الودية بين كوريا وإيران استمرت بشكل متواصل خلال نصف القرن الماضي ، حتى في مختلف المواقف الحرجة ، لكنها الآن تواجه تحديًا. أردت أن أقول إن زيارتي لطهران تمثل رغبة قوية من كوريا الجنوبية لتطوير النظرة المستقبلية المتبادلة.

وقال: أعتقد أنه من الآن فصاعدًا، يجب أن تستمر التبادلات رفيعة المستوى  وهذه الزيارة يجب أن تعزز أسس التنمية الثنائية. لذلك قمت اليوم بزيارة طهران بدعوة من السيد جهانغيري.

واعتبر المفاوضات الاخيرة بين طرفي الاتفاق النووي بانها تجري بشكل ايجابي، وقال ان الحكومة الكورية تتطلع الى تعاون طرفي الاتفاق النووي.

واكد ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين وقال: اليوم، كان لي لقاء بناء مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الاسلامية في ايران حول تعزيز التعاون الثنائي والقضايا المختلفة ذات الاهتمام المشترك وقرر البلدان استكشاف مجالات التعاون التي يمكنهما القيام بها الآن ، وسنقوم بتوسيعها بشكل أكبر. بناءً على هذه القرارات ، سنعمل على تعزيز التعاون الثنائي لعبور كوفيد -19.

وأضاف: من خلال بذل الجهود بين إيران وكوريا لتوسيع التجارة الإنسانية ، ستزداد تجارة الأدوية والمعدات الطبية وآمل أن يساعد هذا الامر الشعب الإيراني.

وقال كيونغ: انه بالإضافة إلى ذلك ، سيستأنف البلدان برامج التبادل الأكاديمي والإنساني في مجال الطب والتدريب المهني ، والتي لعبت في السابق دورًا مهمًا في تنمية العلاقات بين البلدين والتي هي متوقفة في الوقت الحاضر. وكما يسعى الجانبان معا فانه عندما يتم إحياء الاتفاق النووي سيجري توسيع البرامج الثنائية بسرعة في كل مجال.

وتابع: انه وفق التعاون الشامل الذي تم الإعلان عنه في عام 2016 ، كان البلدان قد تباحثا حول مختلف المشاريع في مجال البناء والبنية التحتية بقيمة 37 مليار دولار. وخلال هذا الاجتماع (اليوم)، اتفق البلدان على تشكيل لجنة لدراسة التعاون الاقتصادي بهدف مواصلة التعاون الاقتصادي.

وصرح قائلا: إن الحكومة الكورية شددت على أهمية حرية الملاحة في مضيق هرمز لأن الاستقرار والسلام فيه مهم للغاية لسلامة الملاحة وأمن الطاقة.

وأضاف: أعتقد أن هذا الاجتماع سيعزز أساس العلاقات الودية الثنائية وآمل أن تدعم إيران وكوريا بعضهما البعض في مواجهة الصعوبات والتحرك كشريكين نحو مستقبل مشرق.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك