نورنيوز- كان لخطوة الإمارات في إعلان علاقاتها مع الكيان الصهيوني وسحب دعمها لفلسطين تداعيات عالمية واسعة، حيث أثلجت صدور أعداء فلسطين والعالم الإسلامي من جهة،وزرعت الأسف والأسى والغضب في قلوب المدافعين عن فلسطين وحريتها من جهة أخرى.
في هذا الصدد، وصف قائد الثورة الاسلامية، في كلمة له عبر الفيديو صباح الثلاثاء الماضي في اجتماع لرؤساء ومدراء المؤسسات التعليمية والتربوية ان خطوة الامارات خيانة للعالم الاسلامي والعالم العربي ولدول المنطقة وطعنة بظهر القضية الفلسطينية.
لكن سماحته أكد أن هذه الخيانة لن تستمر لكنها ستبقى وصمة عار عليهم، لاسيما ان الامارات وضعت القضية الفلسطين التي هي قضية اغتصاب وطن في عالم النسيان وطبّعت علاقاتها مع الصهاينة.
وأعرب سماحته عن أسفه انه في الوقت الذي يتعرض الشعب الفلسطيني لضغوط شديدة من جميع الجهات، فان الامارات تعمل مع الإسرائيليين والعناصر الأمريكية الشريرة مثل هذا اليهودي في عائلة ترامب (صهره)، ضد مصالح العالم الإسلامي، وتتعامل بقسوة مع العالم الإسلامي، وقال: أتمنى أن يصحو الإماراتيون بسرعة ويتلافوا ما ارتكبوه.
يمكن قراءة تصريحات قائد الثورة حول موقف الإمارات من عدّة زوايا:
النقطة الأولى، تعبّر تصريحاته عن أبعاد وعمق خطوة الإمارات الطائشة ومن يسعى للمساومة مع الكيان الصهيوني.
فقد استخدم كلمة "خيانة" ليصف بكل عمق ووضوح عدم مبدئية موقف الامارات.
الجدير بالذكر، أنه يعتبر سلوك الإمارات خيانة للعالم الإسلامي والعالم العربي ودول المنطقة وفلسطين، وهذا يعني أن القضية الفلسطينية قضية تخص المنطقة بأسرها والعالم الإسلامي كله، لذلك لا يمكن تبرير العلاقات مع الاحتلال على أنها تأتي في إطار العلاقات الثنائية.
يدعي الإماراتيون أن أفعالهم فردية وتأتي في إطار مبادئ السياسة الخارجية القائمة على حرية الدول واستقلالها في إقامة علاقات مع الدول الأخرى، في حين أن قضية فلسطين والنضال ضد الكيان الصهيوني خارج هذه المعادلة وكل خطوة مغايرة لهذه المبادئ هي خيانة للعالم الاسلامي وللوطن العربي ودول المنطقة.
وعليه، فإن تصريحات قائد الثورة تذكير رئيسي بأن قضية فلسطين هي أولوية للعالم الإسلامي ولا يمكن لأي دولة أن تتنصل من هذا المبدأ وتنتهكه.
النقطة الثانية، يمكن اعتبار تصريحات قائد الثورة بمثابة خيبة أمل لأصحاب العروش الذين يظنون أن التسوية مع الكيان الصهيوني وخيانة فلسطين جسر سريع لتحقيق مصالحهم والحفاظ على كراسيهم.
يعتقد قادة دول مثل الإمارات والسعودية أنه من خلال التقرّب من اميركا والمساومة مع العدو الأول للمنطقة والعالم الإسلامي والعالم العربي، قد يضمن لهم الحفاظ على عروشهم والحصول على بعض المساعدات الأميركية.
في الواقع تصريحات قائد الثورة تعدّ تذكيرا بحقيقة أن تعليق الآمال على الوعود الأميركية والتطبيع وخيانة فلسطين لا يمكن إلاّ أن تكون وصمة عار على جباه المطبّعين، كما هو الحال في اتفاقيات -كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة.
أولئك الذين كانوا في يوم من الأيام أبطال العالمين العربي والإسلامي، ولكن بالتطبيع غدوا مكروهين من قبل شعوبهم وشعوب العالم الإسلامي بأكمله، في حين أن حاملي راية المقاومة، كحزب الله وسوريا، هم اليوم في ذروة العظمة والكرامة بين دول المنطقة والعالم.
ما يشد الانتباه، أنه يمكن ملاحظة مشهد عدم جدوى التطبيع مع كيان العدو وأميركا في الإمارات نفسها. فمن جهة، تبدّلت أحلام أمراء الامارات بالحصول على حصانة عسكرية أميركية الى سراب، ومن جهة، رفض قادة الاحتلال بشكل رسمي إمداد الامارات بمقاتلات اف-35 الاميركية، ومن جانب آخر، أثار هذا التطبيع موجة من المعارضة والاشمئزاز داخل الإمارات نفسها وفي دول المنطقة والعالم.
النقطة الثالثة، يمكن اعتبار تصريحات قائد الثورة نصيحة أخوية وودية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدول المنطقة.
فقد أعرب سماحته عن أمله بعدول الامارات عن هذا الخطأ الاستراتيجي، وأن يصحوا قادتها ليصحّحوا ما ارتكبوه، وهو بيان ودي واستشاري يحذّر الإمارات وأتباعها ومن يريد السير على خطاها من مغبّة التطبيع وعواقب هذه الخيانة، إلاّ أنه في الوقت ذاته ترك الأبواب مفتوحة للعودة والعدول عن الخطأ.
هذا النوع من التصريحات، الذي يؤكد دعم إيران الثابت لفلسطين كمبدأ دائم للجمهورية الإسلامية، يعبر عن روح التفاعل والتقارب بين المنطقة وإيران لمواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وهو ما يفضح، ادعاءات اميركا والكيان الصهيوني الواهية حول الايرانفوبيا والتهويل من ايران بهدف جرّ دول المنطقة نحو التطبيع مع الاحتلال والانصياع لسياساتهم في المنطقة.
النقطة الأخيرة، هي أن الخيانة الإماراتية للعالم الإسلامي والعالم العربي ودول المنطقة وفلسطين، وقعت بسبب واضح للجميع، هو اميركا وتدخلاتها المتواصلة في المنطقة، لذا فإن سلوك الإمارات يكشف الحقيقة مرة أخرى. هناك مشاكل، وكما أكدت دائما الجمهورية الإسلامية وجبهة المقاومة، فإن طرد اميركا والوحدة بين الجميع في المنطقة لدعم فلسطين ومجابهة الكيان الصهيوني هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمات في المنطقة.
نورنيوز