نورنيوز- كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له بمناسبة عشوراء الامام الحسين (ع) أمس الاحد، عن استراتيجية جديدة للمقاومة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
يمكن لهذه المعادلة أن ترجّح كفّة ميزان "توازن الرعب" ليس فقط على الحدود الفلسطينية المحتلة بل على امتداد الحدود الفلسطينية مع سوريا وقطاع غزة لصالح محور المقاومة.
الأمين العام لحزب الله في لبنان، الذي يحسب الصهاينة لوعوده الصادقة ألف حساب، قال في كلمة له يوم امس:
الهدف من الردّ على استشهاد أحد عناصر حزب الله في سوريا علي كامل محسن، "ليس الاستعراض الإعلامي إنما تثبيت قواعد الاشتباك"، الردّ "ما زال قائماً والمسألة قضية وقت وعليهم أن يبقوا منتظرين".
كان بإمكان جنود المقاومة بسهولة اختيار قاعدة عسكرية وإطلاق بضع صواريخ عليها، وتدمير تحصيناتها وعتادها، ونشر صورها في جميع وسائل الإعلام، ومن ثم يصرخوا ملءَ أفواههم: الله أكبر! رددنا على شهادة أخينا.
لو أن هذه الخطوة سرت لم يكن ليُقتل أو يُجرح أي جندي، حتى أن الإسرائيليين، كما يقولون، يمكن أن يعطونا سلمًا للخروج من المأزق! كان بإمكانهم إحضار مروحيات ونقالات، كما فعلوا في ثكنات أفيفيم، وجعل بعض الناس يؤدون دور الجرحى وتُطمر القضية.
الهدف من الردّ على الاحتلال الإسرائيلي "ليس إعلامياً بل تثبيت معادلة بأن الرد على قتل أحد مجاهدينا بقتل جندي إسرائيلي في المقابل".
السيد نصر الله شدد في كلمته، التزام المقاومة بـ"معادلة ميزان الردع بوجه الاحتلال الإسرائيلي لحماية لبنان"، مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال "يعمد إلى وضع أهداف مموهة داخل آلياته لاستدراجنا والتخلص من رد المقاومة".
كلمة الأمين العام لحزب الله هذه تشير إلى التفوّق الاستخباراتي الدقيق للمقاومة على تحركات الاحتلال طوال الأشهر الأخيرة، والتي سعى خلالها الصهاينة لإعادة الوضع الأمني المضطرب على الجبهة الشمالية إلى طبيعته معتمدين أسلوب الحرب النفسية.
وأظهرت تصريحات سيد المقاومة أن الأحداث الأخيرة في لبنان بعد الانفجار المريب لمرفأ بيروت لم تكن جرّاء خطأ استراتيجي لحزب الله، وأن حزب الله يراقب انفجار مرفأ بيروت بعيون مفتوحة في أعماق الأراضي المحتلة. و لم تمسّ الحرب الاعلامية الشعواء التي تشنّها وسائل الاعلام المرتبطة بالمحور العبري-العربي يقظة حزب الله من أجل تشويه صورة المقاومة أمام الرأي العام.
قبل كل هذا، لقد أرغم السيد حسن نصر الله الاحتلال الاسرئيلي على تطويق جزء كبير من الحدود الفلسطينية المحتلة مع جنوب لبنان بجدران إسمنتية بطول عشرة أمتار، من خلال رسمه لمعادلات مثل تحرير مرتفعات الجليل في العمق الفلسطيني المحتل في حال نشوب حرب جديدة من قبل الصهاينة. الجدار الذي يشار إليه الآن في المجتمع الصهيوني بجدار الرعب لأنه أجبر الصهاينة على وضع آذانهم على الأرض ليلا ونهارا قلقون من حفر الأنفاق تحت هذا الجدار.
معادلة أخرى كان السيد حسن نصرالله قد أجبر الصهاينة على الرد عليها، وهي تدمير ميناء حيفا في الحرب القادمة، مما أرغم الصهاينة على التفكير بجدية في نقل مخزونات الأمونيا في مجمعات البتروكيماويات في الميناء المحتل.
كما رأى السيد نصر الله أنّ الاحتلال الإسرائيلي "يتمنى أن يكون رد المقاومة بأسرع وقت وجنوده يختبئون مثل الفئران"، موضحاً أنّه "لو نفذنا رداً من أجل الاستعراض الإعلامي لأضعنا معادلة الردع مع جيش الاحتلال ولسنا مستعجلين للرد".
وقال: "في نهاية المطاف سيخرج جنود الاحتلال من مخابئهم وسنلاقيهم وننفذ ردنا، وما يحصل على الحدود الجنوبيّة هو جزء من العقاب بحق الاحتلال الإسرائيلي ويعبّر عن حالة الارتباك والهلع لدى جيشه".
وإذا أمعن ذو بصيرة في تأثير تصريحات الأمين العام لحزب الله السابقة على المجتمع الصهيوني، فإن المستوطنات الصهيونية على طول الحدود اللبنانية السورية مع فلسطين المحتلة وبالطبع الجبهة الجنوبية للكيان في قطاع غزة ستتحوّل الى مدن أشباح. وعلى جميع الذين استقرّوا في هذه المناطق المحتلة قادمين من أنحاء العالم واستثمروا مليارات الدولارات فيها، لن يعودوا يتمتعون بأمن الماضي، لأن الجيش الصهيوني سيكون على مسافة كبيرة منهم خوفا من الموت! جنود يضعون الدمى في دروعهم خوفا من مواجهة حزب الله وينزع سلاحهم وهم نائمون!
وقال الامين العام لحزب الله "خيارنا سيكون من مدرسة الامام الحسين (ع) في يوم كربلاء وهو خيار واضح وحاسم وقوي. في قول الإمام (عليه السلام): «أَلا إِنَّ الدَّعِي بْنَ الدَّعِي قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ بَيْنَ السِّلَّةِ وَ الذِّلَّةِ وَ هَيْهاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ؛ يأْبَي اللهُ لَنا ذلِك وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ...»
نورنيوز