فبينما يحتفل رجال السلطة في الاحتلال بالاتفاق، وصفت الخارجية الايرانية فجر اليوم الجمعة قرار الامارات بـ "حماقة استراتيجية".
وفي البيان الصادر ادانت الخارجية الايرانية اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الامارات والكيان الصهيوني، واعتبرت هذه الخطوة حماقة استراتيجية ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة في المنطقة.
بيان الخارجية الايرانية أكد على حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم وجميع الشعوب الحرة في العالم وأنها لن تغفر ابدا تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب والاجرامي والمواكبة مع جرائمه.
وأكد أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر خطوة العار هذه التي اقدمت عليها ابوظبي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المزيف واللاشرعي والمعادي للانسانية بأنها خطوة خطيرة، وحذّرت من اي تدخّل من قبل الاحتلال في معادلات منطقة الخليج الفارسي، محذّرة من انه على حكومة الامارات وسائر الحكومات المواكبة تحمّل جميع تداعيات هذه الخطوة.
واعربت وزارة الخارجية الايرانية عن ثقتها بأن التاريخ سيثبت كيف ان هذا الخطأ الاستراتيجي من قبل الكيان الصهيوني وهذا الخنجر الذي طعنت الامارات به بلا حق ظهر الشعب الفلسطيني بل المسلمين كلهم، سيؤدي على العكس الى تقوية محور المقاومة وبلوغ الوحدة والتضامن ضد الكيان الصهيوني والرجعية الى الذروة.
وفي الختام نصحت وزارة الخارجية الايرانية في بيانها، الحكام الذين من قصورهم العاجية تنشب مخالبهم في وجوه الفلسطينيين وسائر الشعوب المظلومة في المنطقة مثل اليمن، بان يعودوا الى انفسهم وان لا يضلوا الطريق في معرفة الاصدقاء والاعداء.
احتلال للإمارات
المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الايراني، ندّد من جانبه بقرار الامارات وعدّه احتلالا لها من قبل اسرائيل.
وورد في تغريدة كتبها عباس علي كدخدائي على حسابه الشخصي في موقع تويتر: إن اتفاق الامارات والكيان الصهيوني ليس سوى احتلالا للامارات بذريعة تعليق مشروع ضم الضفة الغربية.
وعدّ المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في ايران هذا الاتفاق بأنه يُشير على ان احتلال بوابة مجلس تعاون بلدان الخليج الفارسي بالنسبة للكيان الصهيوني يكتسب أهمية أكبر من الضفة الغربية، الامارات أولا والضفة الغربية ثانياً.
وتساءل: هل ستكون الامارات من الآن وصاعداً جزءً من اراضي الكيان الصهيوني؟
الإتفاق يخدم الجرائم الصهيونية
الى ذلك أكد مساعد رئيس البرلمان الإيراني في الشؤون السياسية حسين امير عبد اللهيان، يوم الخميس،أن تطبيع الإمارات علاقاتها مع الكيان الصهيوني "خطأ استراتيجي" ويخدم مواصلة الجرائم الصهيونية، ويأتي مع "كيان مصطنع ومجرم".
وقال عبد اللهيان: "نهج الإمارات الجديد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل المجرمة والمزيفة لا يحافظ على السلام والأمن، بل يخدم جرائم الصهاينة المستمرة".
وأضاف أن "سلوك أبوظبي ليس له أي مبرر، وهو عودة إلى الوراء بالنسبة للقضية الفلسطينية وارتكاب هذا الخطأ الاستراتيجي سيغرق الإمارات في نار الصهيونية".
من صفقة القرن الى الاتفاق الذليل
كما علّق وزير الثقافة الايراني عباس صالحي على الإتفاق وقال: "لقد وصلوا من صفقة القرن الى الاتفاق الذليل".
وكتب صالحي في تغريدة له بصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فجر الجمعة حول اعتراف حكومة الامارات العربية المتحدة رسميا بالكيان الصهيوني الغاصب: لقد وصلوا من صفقة القرن الى الاتفاق الذليل؛ الاعتراف باسرائيل من قبل الامارات!! تمخض الجبل فولد فأرا!.
رفض فلسطيني
وواجه الاعلان عن الاتفاق بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي رفضا واسعا من جانب الفلسطينيين حيث طالبت السلطة الفلسطينية، دولة الإمارات بالتراجع عن اتفاق "تطبيع العلاقات" مع الإحتلال الإسرائيلي، الذي تم الإعلان عنه مساء الخميس في بيان ثلاثي مشترك بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضهما الاتفاق المعلن بين الإمارات وإسرائيل، واستدعت السلطة سفيرها في أبو ظبي، وهو الموقف الذي اتخذته كافة الأطياف الفلسطينية.
عباس شدّد في اتصال هاتفي مع هنية أن كل مكونات الشعب الفلسطيني تقف صفا واحدا في رفض التطبيع أو الاعتراف بالاحتلال على حساب حقوقه، وأكدا أن الاتفاق غير ملزم ولن يحترم.
كما أكدا خلال الاتصال أنه غير مسموح لأي كان أن يجعل من فلسطين وقدسها وأقصاها وشهدائها وعذابات أبنائها جسرا للتطبيع مع العدو، واتفقا على استمرار التواصل الدائم، وتعزيز التنسيق المشترك داخل الساحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة تطورات هذا الموقف.
وردا على التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي استدعاء السفير الفلسطيني من دولة الإمارات بشكل فوري.
وجاء ذلك بعد بيان للقيادة الفلسطينية أعلنت فيه رفضها واستنكارَها للاتفاق، معتبرة إياه نسفا للمبادرة العربية للسلام.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان تلاه المتحدث باسمها نبيل أبوردينة إن ما قامت به الإمارات خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا إلى أنه لا يحق لدولة الإمارات أو أي جهة أخرى التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني.
وفي السياق دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط إلى الاستقالة إن لم يستطع إصدار بيان يستنكر اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي.
طعنة كبرى في ظهر الشعب الفلسطيني
واعتبر عريقات الخطوة الإماراتية طعنة كبرى في ظهر الشعب الفلسطيني.
وقال إن "فلسطين والقدس لن تكون قربانا يقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي خارج المنطقة، فلسطين والقدس أهم من كل عواصم العرب والمسلمين والعالم".
اتفاق خارج السياق التاريخي
كما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة على رفضه لاتفاق التطبيع بين دولة الإمارات مع الاحتلال الصهيوني وذلك في سياق تعزيز وحدة الموقف الوطني المشترك تجاه التطبيع.
وأكد الجانبان في المكالمة الهاتفية على رفضهما الخطوة، معتبران أنها خارج السياق التاريخي،وتجاوزًا للثوابت والحقوق الوطنية والعربية والإسلامية، ويجب التراجع عنها.
كما اتفق المسؤولان خلال الاتصال على تعزيز العمل المشترك مع المجموع الفلسطيني على الصعد والمسارات كافة، واستمرار التواصل الدائم بين قيادتي الحركتين بشكل دائم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن مساء الخميس، عن تطبيع العلاقات جميعها بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.
وقال ترامب، في تغريدة له بموقع "تويتر": "اختراقٌ ضخمٌ اليوم (..)، اتفاقية سلام تاريخية بين صديقين عظيمين؛ إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
على الجانب الاماراتي، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الخميس، إن قرار بلاده تطبيع العلاقات مع إسرائيل جاء لـ«الحفاظ على فرص حل الدولتين».
وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، إن «الإمارات وبمبادرة شجاعة توظف قرارها المباشرة بالعلاقات الاعتيادية (تطبيع العلاقات) مع إسرائيل للمحافظة على فرص حل الدولتين».
ويشمل الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي تبادل فتح السفارات والطيران المباشر واتفاقيات التعاون الأمني.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية: ستجتمع وفود من الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة.
ويأتي الإعلان عن اتفاق السلام بين تل أبيب وأبو ظبي بعد تصريح نتنياهو ومسؤولين آخرين في أكثر من مناسبة بوجود تقارب مع الإمارات، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.
كما زادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين الاحتلال والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات.
نورنيوز