معرف الأخبار : 52308
تاريخ الإفراج : 7/20/2020 2:04:22 PM
أبعاد زيارة الكاظمي المرتقبة الى طهران.. هل نأى العراق بنفسه عن ايران؟

خاص نورنيوز..

أبعاد زيارة الكاظمي المرتقبة الى طهران.. هل نأى العراق بنفسه عن ايران؟

العلاقات الشعبية العميقة بين ايران والعراق فريدة من نوعها ولاتسمح بالتفريق بين البلدين، لاسيما في النواحي الدينية والثقافية. وبناء على ذلك، لا يمكن لأي قيادة تتسلم مقالية الحكم في العراق، سواء كان شخصها المالكي أو العبادي أو عبد المهدي أو الكاظمي، أن يتجاهل هذه المكونات ويجد حليفًا أفضل وأكثر صدقًا وأكثر موثوقية من إيران، هذا هو الواقع الذي يصعب على أمريكا أن تدركه وتعتبره مشكلة بحدّ ذاتها.

نورنيوز- كانت التطورات التي أدت بوصول "مصطفى الكاظمي" الى دفّة رئاسة وزراء العراق، وفقًا لكثير من المحللين والخبراء في شؤون غرب آسيا، واحدة من أكثر التطورات السياسية بعيدة المدى والأمنية التي تحصل في العراق مؤخراً.

يمرّ الكاظمي، الذي انتخب رئيسًا للوزراء بعد أشهر من فراغ السلطة في العراق بتوافق الفصائل الشيعية وبدعم من غالبية الأحزاب السنية والكردية، بفترة صعبة ومعقدة من حيث الموازنة وقيادة كتل السلطة في البلاد. ويسعى لاتخاذ اجراءات عاجلة للخروج بالبلاد من الوضع الحالي عن طريق التفاعل مع البيئة الإقليمية والدولية.

ومن بين الجهات الأجنبية ، فإن الأمريكيين الذين واجهوا رداً قاسياً من الشعب والحكومة العراقية بعد اغتيال قادة المقاومة مطلع العام الحالي وأجبرهم البرلمان العراقي على تحضير أنفسهم وجمع عتادهم لمغادرة البلاد، بذلوا قصارى جهدهم لتعويض هذه الهزيمة، ولإظهار أنفسهم على أنهم الطرف المنتصر في الميدان.

في مثل هذه الظروف، أصبحت زيارة الكاظمي إلى طهران، التي من المقرر أن تتم يوم الثلاثاء وستتضمن "برامجاً خاصة وفعالة" وفقًا للخطط الموضوعة، مكلفة للغاية لقادة البيت الأبيض، هو مايفسر سبب تكثيف تحركاتهم مؤخرا لإعاقة هذه الزيارة الهامة.

بأي حال؛ للعراق أطول حدود مع جيرانه خصوصاً مع إيران، والمزايا الاقتصادية الإيرانية للعراق، لا سيما في الأمور الاستراتيجية مثل الكهرباء والغاز، لا غنى عنها وواضحة تماما.

من جهة، العلاقات الشعبية العميقة بين ايران والعراق فريدة من نوعها ولاتسمح بالتفريق بين البلدين، لاسيما في النواحي الدينية والثقافية. وبناء على ذلك، لا يمكن لأي قيادة تتسلم مقالية الحكم في العراق، سواء كان شخصها المالكي أو العبادي أو عبد المهدي أو الكاظمي، أن يتجاهل هذه المكونات ويجد حليفًا أفضل وأكثر صدقًا وأكثر موثوقية من إيران.

هذا هو الواقع الذي يصعب على أمريكا أن تدركه فهي تعتبره مشكلة بحدّ ذاته عويص على الحل، لذلك نرى الامريكان يعملون على نطاق واسع، إظهار العلاقات الاستراتيجية بين إيران والعراق والروابط التي لا تنفصل بين البلدين، على أنها مليئة بالثغرات وسوء الفهم، والترويج إلى أن العراقيين ليس لديهم رغبة في مواصلة علاقاتهم الجيدة مع طهران. دفع الامريكان كل مساعيهم وعلى نطاق واسع نحو قضايا مختلفة بهدف تخريبها مثل قضايا الحدود، ومسألة إمدادات الكهرباء من إيران، والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتفاعل السياسي الواسع بين الحكومتين وفصائل المقاومة، وما إلى ذلك.

ووسط كل هذه المساعي التخريبية، يواصل كلا البلدين توثيق العلاقات المشتركة بينهما، الأمر الذي يشير بكل وضوح إلى الثقة المتبادلة بين ايران والعراق والتي سترسم ملامح المستقبل المشرق للعلاقات بينهما.

من دون أدنى شكّ، إن كل الجهود الأمريكية لتعطيل العلاقات الإيرانية العراقية تعود، قبل كل شيء، إلى قرار البرلمان العراقي بطرد إرهابيي الجيش الأمريكي من البلاد، حتى لو كانت المحادثات الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد تتعارض مع رغبات البيت الأبيض. ففي هذا المنعطف قال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء العراقي: إن "الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا يسعى إلى تحديد موعد مغادرة الأمريكيين من البلاد".

وكان هذا القرار العراقي بالنسبة للأمريكيين مصيري الى درجة أن قائد القيادة المركزية الأمريكية انشغل خلال الاونة الاخيرة بخلق الأعذار السخيفة والمبالغ فيها حول ضرورة استمرار تواجد القوات الامريكية في العراق.

ولو عدنا بالذاكرة قليلا، الى اليوم الذي تعرّض فيه الجنرال فرانك ماكنزي قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، لتوبيخ شديد اللهجة من البنتاغون لإفشائه خلال اجتماع مشترك مع ماتيو تولي سفير واشنطن في بغداد معلومات تفيد بمخطط امريكي لإحياء خلايا داعش والقاعدة من جديد بهدف زعزعة أمن العراق وإرغامه على التراجع عن قراره بإخراج القوات الامريكية. لهذا زعم ماكنزي مؤخرا دون أي وثائق أو دلائل؛ أن إيران متورطة في هجماتها الأخيرة على القواعد والقوات الأمريكية بالعراق!

وفقا لهذا؛ يبدو أن زيارة الكاظمي الخاصة لطهران، والتي ستتخذ بالتأكيد أبعادًا إعلامية كبيرة، قد أثارت قلق الأمريكيين بالفعل من تداعيات هذه الزيارة الهامة، وهو مادفعهم لتوجيه فوهات مدفعيتهم الإعلامية نحوها.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك