وقد سجلت أمريكا أكبر عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم، حيث سجلت جامعة جونز هوبكنز 115547 إصابة إجمالية في أمريكا حتى الساعة "18:55 توقيت غرينيتش"، أمس السبت، أي 21309 إصابة جديدة خلال يوم واحد (بزيادة قدرها 23 بالمئة عن اليوم السابق)، وهو ما يمثل أيضا رقما قياسيا.
وترتفع الحصيلة الاجمالية في الولايات المتحدة إلى 1891 وفاة منذ ظهور الفيروس، وهو عدد يقل عن إيطاليا (10023 وفاة) وإسبانيا 5812 والصين 3299 وحتى فرنسا 2317، وفق نفس المصدر.
وبحسب وكالة الأنباء "رويترز" يحذر خبراء الصحة العامة من أن الوباء لم يبلغ ذروته بعد في أمريكا، لكن هناك عوامل عدة خلف تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات في هذا البلد.
والسؤال الذي يطرح نفسه "لماذا تم تسجيل هذا الكمّ من الإصابات؟". وكالة "رويترز" أجابت عن هذا السؤال، وأشارت إلى أن أمريكا رفضت في بادئ الأمر رفع بعض القيود للسماح بتطوير فحوصها بنفسها، ما زاد من التأخير في مواجهة الأوضاع.
وبدأ تفشي الفيروس التاجي في ولايتي واشنطن وكاليفورنيا غربي البلاد، وبسبب عدم إجراء فحوصات واسعة، بدا البلد عاجزًا عن رصد الأشخاص الذين كانوا على صلة مع المصابين. وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلّ على تقصير السلطات الأميركية في مواكبة ومتابعة شؤون شعوبها.
فقد نوّه مدير قسم طب الطوارئ في جامعة "جون هوبكي" غابور كيلن نز، إلى أنه "لو تمكنّا من الوصول إلى رصد الذين تواصلوا مع الأشخاص المصابين، لكنا ربما عثرنا على المزيد من الحالات بشكل سريع، وعزلنا مواقع الانتشار الكبير".
وما زاد الأمر تعقيدًا، عدم استفادة أمريكا من تجارب غيرها من الدول، فلم تستفد من الفحوص التي طورتها كوريا الجنوبية والصين بداية الأمر، وبالطبع يعود ذلك إلى عنجهيتها.
وتذرّع المسؤولون الأمريكيون بإنّ الفحوص التي طورتها كوريا الجنوبية، كانت تعطي أحيانًا نتائج إيجابية بالخطأ.
ويدحض غابور كيلن ذرائعهم فيقول: "الأمر الذي أعلّمه لتلاميذي في الطب: أي شيء أفضل من لا شيء، وكلما كان الوقت أبكر كان الأمر مجديًا أكثر".
بدوره، قال أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد، توماس تساي، إنه يجدر بالولايات التي لم تشهد تزايدًا في انتشار الوباء في الوقت الحاضر، أن تسرع إلى استخلاص العبر.
هذا، واعتبر خبير علم الأوبئة في جامعة "تورونتو" ديفيد فيسمان، في تصريح لوكالة "فرانس بريس" أن "نسبة الوفيات لا تطمئن"، منوهًا إلى أنها "ستزداد لأن الأمر يستغرق وقتًا حتى تحصل وفيات"، متوقعاً أن تكون الولايات المتحدة على أبواب "وباء كارثي بالمطلق".
وتتوقع كلية الطب في جامعة واشنطن أنه في حال استمرار الوباء في مساره الحالي فإنّ ذروة انتشار الوباء ستسجل في منتصف أبريل/نيسان، على أن يراوح عدد الوفيات حوالي 80 ألفًا اعتبارا من حزيران/يونيو، ووضعت الكلية نموذجًا أشارت فيه إلى أن هذا العدد سيتراوح بين 38 ألف وفاة كحد أدنى و 162 ألفًا كحد أقصى. ويبقى السؤال "حتى ذلك الحين هل نشهد أميركا أخرى؟".
نورنيوز-وكالات