واعتبرت رئاسة الجمهورية في العراق في بيان لها، الهجوم "انتهاكاً للسيادة الوطنية" مجددة التأكيد على أن معالجة ألأوضاع الأمنية تأتي من خلال دعم الحكومة العراقية للقيام بواجباتها وتعزيز قدراتها وإرادتها لفرض القانون وحماية السيادة، ومنع تحول أراضيها إلى ساحة حرب بالوكالة.
ولفتت الى ان الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها الدولة هي إضعاف ممنهج وخطير لقدراتها وهيبتها، بالتزامن مع مرحلة يواجه فيها العراق تحديات جسيمة وغير مسبوقة، سياسياً، اقتصادياً ومالياً، أمنياً وصحياً. واوضحت ان هذه اللحظة التاريخية تستوجب التماسك الوطني ورص الصفوف حول مشروع وطني يرتكز إلى مرجعية الدولة ذات السيادة و القرار المستقل، ومنع تحول العراق إلى ساحة حرب للأخرين، والتركيز على استكمال وحماية النصر على الإرهاب.
وأهابت بالمجتمع الدولي دعم العراق في هذا المسعى واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل. في حين طالب رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي السيد عمار الحكيم في تغريدة له على تويتر قائلا "اننا في الوقت الذي نحذر فيه من تحول العراق الى ساحة صراع وتجاذب سياسي وعسكري فإننا نطالب الحكومة العراقية بأخذ دورها الصحيح والمناسب للحفاظ على هيبة الدولة وحماية سيادتها من اي انتهاك، رحم الله الشهداء والشفاء العاجل للجرحى".
من جانبه أكد تحالف الفتح في البرلمان العراقي، على أن القصف الاميركي لمقار القوات الامنية والحشد الشعبي اسفر عن الحاق اضرار بالغة بالمنشآت المدنية والعسكرية للدولة العراقية، فيما شدد على انه "لا حل الا بخروج القوات الاجنبية من العراق، معتبرا العدوان الأمريكي محاولة لخلط الاوراق على الراي العام الدولي والتعامل مع العراق بطريقة عنجهية خارج سياقات القانون الدولي وذلك امر ستواجهه الساحة العراقية بالرفض وهي موحدة في مواجهة المعادلة الامريكية الحالية في استهداف السيادة العراقية.
مشيرا الى ان هذا العدوان السافر الذي لم يستثن احدا يدفعنا للتأكيد ان العراقيين بحشدهم وجيشهم وقياداتهم السياسية الوطنية الحالية صف واحد وكتلة واحدة ومشروع للمقاومة والممانعة في مواجهة خطط الاحتواء وعمليات التطويع والترويع. وعبر تحالف الفتح عن استنكاره باشد العبارات هذا العدوان السافر وجدد موقفه وقراره السياسي برفض العدوان وان تلك العمليات لن تثني ارادة العراقيين في الذود عن بلدهم وترابهم وحفظ السيادة الوطنية والدفاع عنها، وان لا حل الا بخروج القوات الاجنبية من العراق.
في حين شدد النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن كريم الكعبي، على ان لا شرعية لتواجد القوات الاجنبية داخل البلد بعد قرار مجلس النواب الاخير. وطالب الكعبي في بيان له، الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بالتحرك دوليا بشكل رسمي لادانة الاستهداف الهمجي الامريكي على منشآت عسكرية ومدنية والمباشرة باتخاذ الاجراءات القانونية عبر القنوات الدبلوماسية لاخراج المحتل، واستنكر الكعبي بشدة القصف الامريكي على منشآت عسكرية ومدنية ، مما ادى الى استشهاد واصابة عدد من القوات الامنية والمدنيين ، فضلا عن تدمير لبنى ومنشآت تحتية وحيوية ليس لها اي علاقة باستهداف معسكر التاجي او ما قبله.
وأكد ان هذا الاستهداف ردة فعل مرتبكة و غير مبررة او متزنة وتدل على نية مسبقة على خرق السيادة العراقية سيما بعد التصريحات غير المسؤولة التي ادلى بها بعض العسكريين والمستشاريين الامريكيين التي تدل سبق الاصرار بتحديد مجموعة من الاهداف التي يرغبون بقصفها. وقال الكعبي انه طالما حذر من افعال و ردود افعال اذا ما تم تسويف قرار مجلس النواب الذي يرفع الغطاء عن اي تواجد للقوات المحتلة، مشيرا الى ان ما حدث ينسف ادعاءات البعض بوجود شراكة بين البلدين او ان القوات وجدت لاغراض التدريب فحسب، داعيا الى ضرورة تكاتف الموقف السياسي والحكومي ازاء التحديات الراهنة التي تعصف بالبلد والعمل معا لتعزيز هيبة الدولة وصون السيادة الوطنية".
كما دعت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة العدوان الأميركي الذي استهدف مقاراً للجيش والحشد الشعبي، مطالباً الحكومة باتخاذ موقف حازم وشجاع وطرد قوات الاحتلال الأميركي من العراق. وقال عضو اللجنة كريم عليوي ، ان الغارات الجوية التي نفذتها واشنطن فجر الجمعة، ما هي الا جزء من الغطرسة والتعدي السافر على سيادة العراق وان واشنطن بعدما خسرت جميع أوراقها بالعراق بدأت باستهداف الحشد الشعبي، الذي أفشل جميع مؤامراتها وخططها. ودعا رئاسة البرلمان العراقي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة هذا العدوان والتطور الخطير الذي يتعرض له البلاد، داعيا الحكومة إلى اتخاذ موقف حازم وشجاع تجاه الأميركان وطردهم من البلاد.
من جانبه دعا النائب عن تحالف الفتح نعيم العبودي، الحكومة إلى الإسراع بإجراءات مغادرة القوات الأجنبية من العراق، معتبرا الانتهاك السافر على سيادة العراق من قبل الطيران الأميركي والبريطاني يستدعي من الحكومة الإسراع بإجراءات مغادرة القوات الأجنبية من العراق.
وأضاف العبودي في تغريدة على موقع (تويتر)، إن على القوى الوطنية ان توحد موقفها تجاه هذا الاعتداء البربري. بدوره قال النائب السابق في البرلمان العراقي، محمد اللكاش، ان تواجد القوات الامريكية وشركاتها الامنية وغيرها وقنصلياتها وسفارتها وعملائها على الأراضي العراقية أصبح تهديدا خطيرا على الأمن والسلم الأهليين في العراق، وعلى مجلس النواب والحكومة والقوى الوطنية المناهضة لهذا التواجد والفعاليات الرسمية وغير الرسمية باتخاذ القرارات الشجاعة والحازمة لإنقاذ البلد من سطوة الأمريكان وما الفوضى التي يشهدها العراق في الأشهر الأخيرة هي نتاج عمل السفارة الامريكية وقنصلياتها واخواتها".
وطالب اللكاش بإلغاء جميع الاتفاقيات الامنية مع الجانب الأمريكي وجدولة انسحاب القوات الامريكية وتقديم شكوى الى مجلس الأمن حول الخروقات والانتهاكات المتكررة على سيادة العراق. فيما ندد بالمواقف المتخاذلة والتي تصل الى حد الخيانة من بعض الساسة وغيرهم في البلاد بتبريرهم للاعمال الاجرامية التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية بالعراق. وكانت العمليات المشتركة العراقية أفادت يوم الجمعة انه في تمام الساعة الواحدة والربع فجرا تعرض العراق إلى اعتداء سافر وغادر من طائرات أميركية مقاتلة استهدفت قطعات الجيش العراقي مغاوير الفرقة التاسعة عشر ومقر ل٤٦ الحشد الشعبي وفوج شرطة بابل الثالث في مناطق محافظة بابل ( جرف النصر، السعيدات، البهبهاني، منشأة الاشتر للتصنيع العسكري السابق، ومطار كربلاء قيد الإنشاء الواقع على الطريق الرابط بين كربلاء والنجف). وتأتي هذه التطورات بعد ان أسفر هجوم على معسكر التاجي الأربعاء عن مقتل جنديين أمريكيين وآخر بريطاني وإصابة 14 آخرين.
نورنيوز-وكالات