ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن مصادر سعودية -وصفتها بالمطلعة- قولها إن اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك السعودي، والأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، وأخيه الأمير نواف بن نايف؛ جاء على سبيل الإنذار لجميع أفراد العائلة المالكة الذين ربما يشعرون بأنهم مهمشون "من أجل التوقف عن التذمر، وبدء دعم القيادة".
وأضافت الوكالة -نقلا عن مصادرها- أنه إذا أمكن اعتقال الأمير أحمد شقيق الملك، فإن أي أمير يمكن أن يكون عرضة للاعتقال، وسيظل الأمر كذلك.
وذكر تقرير الوكالة أن اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف قد يكون خطوة استباقية لإدارة ولي العهد السعودي المخاطر التي تحول دون تسلمه العرش خلفا لأبيه، لأنهما بديلان محتملان لتولي الحكم في المملكة، مستشهدة على ذلك بتقرير سابق من "مجموعة أوراسيا الاستشارية".
ونفت الوكالة -نقلا عن مصادر مقربة من الديوان الملكي- ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال من أن الأميرين كانا ينويان الانقلاب على الأمير محمد بن سلمان، وأكدت أن اعتقالهما جاء بمثابة "رسالة إلى بقية الأمراء"، مفادها أنه "لا حصانة لأحد بعد الآن".
من جهة أخرى، قال ديفد هيرست رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي البريطاني في اتصال مع الجزيرة إن الاعتقالات الأخيرة للأمراء أمر غير مسبوق في السعودية. وأضاف أنها تأتي في وقت لا تمضي فيه الأمور بالمملكة على ما يرام.
في غضون ذلك، ظهر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اليوم الأحد مع عدد من المسؤولين، للمرة الأولى منذ الخميس الماضي وسط حالة بالغة من الغموض تكتنف طبيعة التطورات الجارية هناك.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية صورا جديدة للملك سلمان بن عبد العزيز وهو يستقبل سفيرين جديدين للسعودية لدى أوكرانيا وجمهورية الأورغواي الشرقية، ويؤديان القسم أمامه، بحضور وزير الخارجية فيصل بن فرحان بن عبد الله، وتميم بن عبد العزيز السالم السكرتير الخاص للملك سلمان بن عبد العزيز، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
وجاء ظهور الملك -حسب الصور التي نشرتها الوكالة- بعد حديث واسع في وسائل التواصل الاجتماعي وتساؤلات في وسائل إعلام غربية حول إذا كانت الاعتقالات الأخيرة جزءا من خطة لولي العهد السعودي من أجل تسلم زمام الأمور في البلاد.
ومنذ أمس السبت، تنشر صحف غربية -منها صحيفة وول ستريت جورنال- تأكيدات عن اعتقالات واسعة طالت عددا من أبناء العائلة الحاكمة ومسؤولين حكوميين وعسكريين.
أسماء بعضهم مجهولة
من جانبه كشف موقع “ميدل ايست آي” البريطاني أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اعتقل 20 أميراً على الأقل من العائلة المالكة، مشيراً إلى تحققه من 4 أسماء بين المعتقلين هم الأمير أحمد بن عبد العزيز، ونجله نايف رئيس جهاز المخابرات والأمن للقوات البرية، بالإضافة إلى ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف وأخيه نواف.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه تمَّ استدعاء وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووالده الأمير سعود بن نايف لاستجوابهما، مضيفةً أن ولي العهد السعودي نفذ عملية قمع أمني واسعة باعتقال ضباط وموظفين مؤيّدين للأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف.
وفي سياقٍ متصل، أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” أن التُهم التي يواجهها الأمراء الذين تم اعتقالهم، تصل عقوبتها إلى الإعدام.
بدورها، كشفت وكالة “رويترز” أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وافق على احتجاز الأمراء الثلاثة، ووقّع أمر الاعتقالات بنفسه، وهو يتمتع بحالة عقلية ونفسية جيدة.
نورنيوز-وكالات