القضية المهمة هي عدم تهنئة أي من قادة دول العالم أشرف غني حتى الآن، هذا يعني أن المجتمع الدولي يشك في النتائج. التقى خليل زاد وروس ويلسون، بعبد الله بعد إعلان النتائج. فقرار عبد الله بإعلان الفوز بعد الاجتماع يشير إلى أنه لم يواجه معارضتهم، بل تلقى موافقتهم بشكل ما. الآن يطرح السؤال حول سبب دعم الأميركيين له، واللقاء بأشرف غني الأسبوع الماضي على هامش قمة ميونيخ، ودعمه، بينما الآن وفي هذه الظروف الحرجة منحوا الضوء الأخضر لعبد الله؟ لا شك أن للإجابة يجب النظر فيما يحدث بين أمريكا وحركة طالبان وتوقيع الاتفاقية بينهما.
بالنظر إلى قوة النفوذ الأمريكي في المؤسسات التنفيذية، وخاصة دائرة الانتخابات، تم الإعلان عن النتائج بالتزامن مع انتهاء المفاوضات بين أمريكا وطالبان. أصبح من الواضح الآن أن توجه أفغانستان نحو أزمة سياسية هو أحد المتطلبات الأساسية الخطيرة واللازمة لتنفيذ شروط اتفاقية طالبان وأمريكا. قد تمنح أمريكا طالبان السلطة الكاملة إزاء تحقيق مصالحها أو قد تطبق نموذج الحكومة السعودية الحالية (الليبراليون والعلمانيون في المناصب السياسية والمتعصبون الدينيون في المناصب الثقافية والدينية) في مستقبل أفغانستان، ولكن في الحالتين، من الضروري أن ينهار هيكل النظام الحالي. لن يكون تحقيق هذا الهدف ممكنا إلا بخلق أزمة كبيرة في الساحة السياسية وحتى الصراعات حول الرئاسة. لذا يجب الاعتراف بأنه في الظروف الحالية، نشهد مرة أخرى هندسة الساحة السياسية على يد أمريكا، وتدخل جميع الفصائل، من طالبان إلى أشرف غني وعبد الله وغيرها، بحبل أمريكا في نفق لن يعود بالفائدة على الشعب الأفغاني.
نورنيوز - وكالات