فقد اعتبر رئيس حركه الشعب اللبناني "نجاح واكيم" إن الرد الايراني يحمل معنى كبير و هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد للرد على الإعتداءات الامريكية وانه يوصل رسالة قوية لأمريكا بأن عليهم أن ينسحبوا، وكما قال السيد ظريف عندما استشهد الفريق سليماني بأن الرد على هذه الجريمة هو خروج أمريكا من المنطقة.
النائب اللبناني السابق "نجاح واكيم" تطرّق خلال حوار له مع وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء الى أهداف أمريكا من اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الفريق قاسم سليماني": ان الغاية الحقيقية هو أن الولايات المتحدة الامريكية كانت تدرك أن توالي فشلها في المنطقة في عدد من المواقع من سوريا إلى اليمن إلى فلسطين سوف يؤدي حتما إلى خروجها من المنطقة و تحديدا من العراق و سوريا.
وقال المسؤول اللبناني: أمريكا تعرف الدور الكبير للفريق سليماني ورفاقه في كل مواقع المقاومة في اليمن و سوريا و فلسطين و لبنان و العراق لعلها توقف هذا الإنحدار نحو حتمية الخروج من المنطقة.
فهي لم تكن تتوقع ردة الفعل الهائلة من قبل الشعب الإيراني الذي أعطى في الحقيقة تفويضا مطلقا للقيادة الإيرانية لكي ترد، لم تكن الولايات المتحدة الامريكية تتوقع ردة الفعل من قبل الشعب العراقي و البرلمان العراقي و رئيس الوزراء العراقي.
وبين انها كانت تراهن على تعميق الانقسامات في العراق و إحداث فتنة ولكن ما حصل هو عكس ذلك تماما لذلك أرى أن الغاية أو الهدف الذي سعت إليه الولايات المتحدة الامريكية انقلب عليها فمسار الإنحدار الذي تسير سياستها في المنطقة عوضا عن أن توقفه الضربة التي نفذتها سرعت في وتيرة الأحداث.
ويرى واكيم ان خروج امريكا من سوريا و العراق سوف تتسارع وتيرته و لن يستغرق الأمر سنة كما تنص الإتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية و العراق. وقال: أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تنسحب خلال وقت أقصر من هذا بكثير من العراق و سوريا.
وقال ايضا في الحقيقة كنت أتوقع ردا ما و أعتقد أن هذا ليس الرد الوحيد ولكن أنا فوجئت بسرعة الرد أي قبل دفن جثمان الشهيد سليماني من دون الدخول في النتائج المباشرة لهذا الرد.
ويعتقد السياسي اللبناني أن الضربة التي نفذها الحرس الثوري تحمل هذا المعنى و قد قرأتها الولايات المتحدة الامريكية بشكل جيد و أعتقد أنها سوف تسارع إلى الإنسحاب.
واضاف أستشهد بما قاله سماحة السيد حسن نصرالله إذ أن الفريق سليماني لم يكن قائدا عسكريا في ايران فقط ولكن له دور في كل محور المقاومة كما ذكرت من اليمن إلى فلسطين، سوريا و العراق لذلك ترى كل فصائل المقاومة في كل هذا المحور أنها هي التي كانت مستهدفة باغتيال الشهيد قاسم سليماني.
متوقعا أن تكون هناك ردات على هذه الضربة وأن الضربة التي وجهها الحرس الثوري اليوم لن تكون الوحيدة من قبل الحرس الثوري و أيضا لن يقتصر الأمر على ردات الحرس الثوري بل يعتقد أن فصائل المقاومة المتعددة سوف ترد على هذه الضربة.
التهديد بضرب مراكز حضارية و ثقافية جريمة إنسانية
من جهته اعتبر الإعلامي و الباحث اللبناني في الشؤون الثقافية "رضا اسكندر" ان الامم المتحدة مقصرة و يجب أن تحاكم الرئيس الأمريكي في المحاكم لأنه لو تم السكوت على ذلك سيتطاول الآخرون و قد يجرؤون من ليس لديهم قيمة سياسية أو عسكرية على ارتكاب جريمة بحق مواطنين فقط لأن لديهم انتماء حضاري راق.
وقال الأكاديمي اللبناني الدكتور و الإعلامي و الباحث في الشؤون الثقافية "رضا اسكندر" حول تغريدة ترامب على موقع تويتر و التي أكد فيها، في حال رد ايران على اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني سوف يرد على ايران في 52 هدفا منها مراكز حضارية، قال: إن اختيار الأماكن هو بحد ذاته خطأ فادح لأنه ربط هذا الاختيار بمجموعة الأسرى الذين كانوا في السفارة الامريكية أوائل الثورة الإسلامية، و هو بذلك يذكر الشعب الإيراني بجرائم أمريكا أي أن الاختيار في الأصل خاطئ و غير مدروس و هو بذلك أساء لأميركا لأنه ذكر الشعب الإيراني بأن امريكا كانت تؤذي الشعب الإيراني و تسيء له حتى قبل الثورة الإسلامية بفترة طويلة.
الأماكن الاخرى التي أعلن عنها ترامب هي أماكن حضارية و ثقافية و أماكن تركيبتها إنسانية و اجتماعية فكيف يحق لشخص يحمل صفة رئيس جمهورية امريكا أن يدعي الحضارة من جهة ويهدد بضرب أماكن في الأصل روادها من المدنيين و إدارتها من المدنيين. كل دولة لديها حضارة و لديها آثار و عادات و تقاليد و الآثار هي من صلب التراث فإذا ما أراد ترامب أن يستقوي بضربه الآثار الايرانية فعوامل كثيرة غيره لم تستطع أن تزيل التاريخ الإيراني و ليست هجماته سوى مناورة أو محاولة إثارة غبار في المكان الخاطئ.
وتابع الاعلامي اللبناني: الشعب الإيراني لديه تركيبة خاصة، التركيبة الدينية الإسلامية و التركيبة القومية و هذا العمل لا يقبل به لا المتدين و لا غير المتدين.
وقال: نحن رأينا حركة الإدانة و الشجب الكبيرين عندما تم استهداف تمثال بوذا مع أن ذلك التمثال قد مر عليه النبي و كل الخلفاء و لم يستهدفوه و قامت طالبان بتفجيره، فهذه العقلية الطالبانية التكفيرية قد آمن بها ترامب و أتى ليستغلها و كأنه يعري نفسه و يقول أنه من نفس النموذج و نفس التركيبة بالهجوم على هذه الأماكن.
وأضاف: الشعب الايراني شعب مثقف و واعي و متعلم و ترامب يحاول أن يقضي على ذلك و لن يستطيع لأنه ذلك ممتد في جذورهم منذ قبل الإسلام و إلى اليوم.ترامب بذلك يسيء لنفسه و يسيء لمستشاريه و إدارته بالكامل، و يكشف عقليته ليس أكثر فعقليته لا تختلف عن العقلية الوهابية التكفيرية الإقصاءية بكل معنى الكلمة.
كما أوضح آلية توجيه شكوى دولية ضد ترامب، قائلا: لا شك أن اليونسكو يجب أن تحرك دعوى قضائية ضد ترامب فهو يهدد بضرب أماكن هي معروفة و لديها أثرها الحضاري و لديها تأثيرها على المجتمع و لديها مكانتها العالمية.
مضيفا: كل قومية تعتز بآثارها و تعتز بقوميتها، فإذا ما قام ترامب بهذا العمل و لو شفهيا دون أن يجرؤ على فعل ذلك فمن الضروري أن تقوم المؤسسات العالمية المختصة بهذا المجال و اليونسكو تحديدا أن تقوم بمواجهة ترامب و مخاطبته باللغة التي يفهمها لكي يتجنب التهديد ضد هذا المجال ثانية لأنه لو أقدم كل شخص امتلك قوة عسكرية على تهديد حضارة الآخر لوصلت البشرية إلى مكان لا يمكن لبلدين أن يتعايشا فيه و أن يكونا جارين على الإطلاق و هي منافية للأعراف و التقاليد و منافية للسياسات العالمية و خاصة أن أميركا تتبجح بأنها هي الآن هي الدولة الأكبر عالميا من حيث اللغة الإنغليزية الثقافة الإنغليزية.
كما اتهم الباحث والاعلامي رضا اسكندر الامم المتحدة، معتبرا أنها مقصرة و يجب أن تدين تصريحات ترامب و كل الجمعيات الإنسانية و حقوق الإنسان يجب أن تدين و يجب أن تواجه و يجب أن تحاكمه في المحاكم لأنه لو تم السكون على ذلك سيطاول الآخرون على ترامب و قد يجرؤوا من ليس لديهم قيمة سياسية أو عسكرية على إرتكاب جريمة بحق مواطنين فقط لأن لديهم إنتماء حضاري راق.
وأضاف: الآثار العراقية هي من أقدم الآثار البشرية فجائت داعش لسرقتها و مالم يستطيعوا سرقته كسروه و مالم يستطيعوا تكسيره قاموا بتشويهه و عمدوا الإساءة، و قد ترك ذلك تأثيرا على شخصية الإنسان الحضاري العراقي و كل ذلك بسبب الإحتلال الأميركي، فداعش ربيبة أميركا و السعودية و الفكر التكفيري.
نورنيوز-وكالات