معرف الأخبار : 39475
تاريخ الإفراج : 1/7/2020 10:58:25 AM
تخبّط في مواقف أمريكا بشأن سحب قواتها من العراق

تخبّط في مواقف أمريكا بشأن سحب قواتها من العراق

اعترت واشنطن حالة من التخبّط على خلفية طلب البرلمان العراقي انسحاب القوات الامريكية من الأراضي العراقية، والتي جاءت عقب استشهاد قائد فيلق القدس الفريق القائد قاسم سليماني يوم الجمعة الماضي.

وخلال ساعتين، بين الثانية والنصف والرابعة والنصف بتوقيت العاصمة الامريكية، خرجت تصريحات أمريكية رسمية عدة متناقضة بصورة ربما تعكس الاختلافات الكبيرة التي تشهدها أروقه الإدارة الامريكية في إدارة ملف علاقتها بالعراق، خاصة بعد الإقدام على قتل قاسم سليماني داخل الأراضي العراقية.

وبعدما خرجت أنباء الانسحاب مدعومة بصورة خطاب يبدو أن العميد وليام سيلي الثالث قائد قوة المهام الامريكية في العراق وجهه لوزارة الدفاع العراقية، وذكر فيه أن قواته ستعيد تمركز قواتها خارج العراق خلال الأسابيع المقبلة، نفى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ذلك.

وأضاف إسبر خلال زيارة يقوم بها للأردن أن بغداد لم تطلب من واشنطن سحب قواتها، مضيفا أن اللعبة وقواعدها في المنطقة قد تغيرت.

ونصح مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي الإدارة الأمريكية بضرورة أن "تعلن بصورة واضحة التزامها بسيادة العراق، وأن مهامها العسكرية هناك تقتصر على تدريب الجيش العراقي ومحاربة تنظيم داعش الارهابي".

وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده ستتخذ إجراءات ردع وإجراءات احترازية إذا دعت الحاجة لحماية القوات الأمريكية في المنطقة، ليعكس تغير الطبيعة الجيوإستراتيجية لتموضع القوات الأميركية داخل الحدود العراقية.

واعتبر السفير السابق لدى العراق روبرت فورد أن هجوم الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري (قتل سليماني) لم ينل موافقة أي جماعة أو زعيم عراقي، فقد أجمع العراقيون على أن الهجوم "يعد انتهاكا للسيادة العراقية، حيث لم تبلغ واشنطن الحكومة العراقية مسبقا بالهجوم، ولم تحصل على موافقتها".

وفي خضم تصريحات كبار المسؤولين العسكريين بشأن نفي وجود أي خطط انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ذكر رئيس قيادة الأركان المشتركة الجنرال مايك ميلي أنه "كان من الخطأ نشر هذه الخطاب، لقد كان مسودة مبدئية ولم يتم التوقيع عليه، نحن نتشاور مع العراقيين، والخلاصة أن القوات الأمريكية لن تغادر".

ويرى الخبير العسكري ديفد دي روش من جامعة الدفاع الوطني في واشنطن الذي سبق له أن تبوأ مناصب عسكرية رفيعة أن "ترامب يريد الانسحاب مما يراه مستنقع العراق وسيكون سعيدا بذلك إذا اقتنع أنه بانسحابه لن يضطر للعودة إلى هناك بعد سنتين أو ثلاث سنوات كما حدث مع آخر انسحاب من العراق".

وذكر روش أن "واشنطن يمكنها التعامل مع نتائج رغبة البرلمان العراقي بإخراج القوات الأمريكية، لكن حتى الآن ليس هناك طلب رسمي من الحكومة العراقية بذلك، وما جاء من طلب برلماني كان في إطار لعبة سياسية داخل البرلمان العراقي، وأتصور أن الأمر سيتغير خلال أسابيع قليلة".

أما الخبيرة كاليه توماس في معهد الأمن القومي الأمريكي الجديد فقالت للجزيرة إنه لو تجاهلت إدارة ترامب طلب الحكومة العراقية بسحب قواتنا من الأراضي العراقية فستتضرر علاقات الدولتين وسيخدم ذلك الجماعات المناوئة للولايات المتحدة داخل العراق، حيث سيوفر بيئة مناسبة تفتح الباب أمام استخدام القوة ضد القوات الأميركية.

ويتفق تشارلز دان من معهد الشرق الوسط مع كاليه، ويقول إذا مرر البرلمان العراقي قرارا ملزما يقضي بسحب القوات الأجنبية من العراق، وأنهت الحكومة العراقية اتفاقيتها الثنائية الدفاعية مع الولايات المتحدة فإن ذلك سيمثل ضغوطا كبيرة على واشنطن لتسحب قواتها من العراق. 

"وربما تعجل أي هجمات على دبلوماسيين أو أمريكيين أو على المصالح الأمريكية داخل العراق من وتيرة الانسحاب" طبقا لما ذكره دان.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك