نورنيوز- على مدى الاعوام الاخيرة ارتسمت ملامح الخوف على وجه قادة امريكا عندما بانت بوادر التقارب بين العراق وسوريا خصوصاً في الجانبين الاقتصادي والامني، ما دفع واشنطن لإغلاق الحدود والممرات بين البلدين عن طريق رعاية الارهاب ونشره على حدودهما والاستهداف المباشر للأراضي السورية والعراقية.
رعاية وحماية المجموعات الارهابية أحد أبرز أهداف امريكا في المنطقة، فالعديد من التقارير تكشف عن قيام واشنطن بنقل الفصائل الارهابية بين العراق وسوريا خلال السنوات الماضية. ناهيك عن عدد الحملات التي استهدفت فيها قوات امريكا الجيش العراقي دفاعاً عن التنظيمات التكفيرية.
أما عن تقويض العراق وتحويله إلى بلد غارق في الأزمات ليصبح أرضية خصبة تُشبع نزوات أمريكا في المنطقة هو هدف آخر تسعى إليه واشنطن بشدّة، كما أن إضعاف التعبئة المدنية وتخريب علاقتها بالجيش في العراق من أهم أبعاد المخطط الامريكي.
تسعى امريكا إلى استغلال الاضطرابات السياسية والاحتجاجات في الشوارع المفروضة على العراق لتقويض أوضاعه الداخلية وإضعاف دوره الإقليمي.إن دفع الاحتجاجات العراقية السلمية نحو العنف والفوضى، وعدم الاستقرار السياسي بالتدخل في تشكيل الحكومة وإضعاف قوات الأمن العراقية، من قبيل الاعتداء على مقرّات الجيش والحشد الشعبي، وتدمير علاقات العراق مع الدول المجاورة له على غرار الروابط المتينة بين بغداد وطهران، هي جوانب أخرى من هذا المشروع الامريكي.
يعد دعم الكيان الصهيوني بهدف تحويل أنظار الرأي العام عن الوضع الحرج داخل هذا الكيان، والتمتع بتأييد ترامب للوبي الصهيوني خلال استجوابه في الكونغرس طريقة أخرى تسعى امريكا لتحقيقها. ما يدلّل على كلامنا، ترحيب وزير خارجية الاحتلال "اسرائيل كاتص" بالعدوان الامريكي على مواقع الحشد الشعبي في العراق، واصفا هذا الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية بأنه خطوة في مواجهة ايران.
أبعاد العدوان الامريكي
إن خروج الاحتجاجات الشعبية عن طابعها السلمي وجرّها نحو العنف وانعدام الأمن قد أتاح فرصا للأمريكيين وأعداء العراق لإغراق البلاد في مستنقع عدم الاستقرار السياسي والأمني، والسبيل الوحيد للتصدّي لهذا المآرب أن يتضامن الشعب والحكومة معاً متّكئين على توجيهات المرجعية الدينية التي تتمتع بسجل ناجح في مكافحة الإرهاب.
لقد أظهرت امريكا أنها أكبر داعم للإرهاب وأن إدعائها بمكافحته هو مجرد خدعة وأكذوبة، لذا فإن تحالفاتها المزعومة، بما في ذلك التحالف الذي تُحيكه في الخليج الفارسي، ليس سوى دعماً آخر للإرهاب.
امريكا ليست المُنقذ للعراق كما تدّعي وإنما المُخلّة بأمن هذا البلد واستقراره، ويمكن أن تعزى الرحلات السرية واللصوية للمسؤولين الأمريكيين إلى العراق إلى خوفهم من غضب الشعب العراقي على هذا السلوك الأمريكي المخرّب.
يعكس دعم العراق الواسع النطاق للطيف السياسي والشعب والسلطة الدينية للحشد الشبعي ضد العدوان الأمريكي ثقة العراقيين في قوات المقاومة، مما يشير إلى فشل المشروع الأمريكي التخريبي في العراق.
ويشير دعم بعض الدول العربية على غرار البحرين، والتي تعد أيضًا دمية بيد السعودية للعدوان الامريكي، إلى استمرار وهم بعض دول المنطقة من خلال ربط أبدية حياتهم السياسية بتقديم أفضل الخدمات للامريكي، في حين أن الحقيقة هي أن معظم هذه الدول تمقتها الحكومة الأمريكية. إن معارضة البحرينيين القوية لنهج آل خليفة في سياق التطبيع مع الصهاينة وخيانة فلسطين هي انعكاس لحقيقة أنها ستهز أسس هذا النظام التابع للولايات المتحدة.
نورنيوز