معرف الأخبار : 37924
تاريخ الإفراج : 12/16/2019 1:37:52 AM
هل سيفتح تبادل المعتقلين بين ايران واميركا باباً جديدا للتفاوض؟

هل سيفتح تبادل المعتقلين بين ايران واميركا باباً جديدا للتفاوض؟

نظرا لسوابق التعامل مع اميركا، لا ترى طهران أي حاجة للتفاوض مجدداً مع واشنطن، لأنه لابد من توافر شروط لها الاولوية للعودة الى المباحثات، أولها عودة اميركا الى الاتفاق النووي وإلغاء جميع العقوبات المفروضة على ايران، ثانيها الالغاء الكامل لسياسة الضغوط القصوى الجائرة ضد الجمهورية الاسلامية، الشروط التي لا يزال البيت الابيض مصرّاً على رفضها.


نورنيوز- تمت مبادلة المعتقلين بين ايران واميركا بوساطة سويسرية في مدينة زوريخ على وجه التحديد، وقام حينها  كلا الطرفين بتسليم المعتقل الذي لديه للطرف الآخر في الوقت نفسه.





في غضون ذلك، سعى الجانب الأميركي، الذي تراجع منذ أشهر عن موقفه العدائي ضد
الشعب الإيراني بغية  اغتنام فرصة لإعداد
مسرحية دولية تعيد صياغة ملف المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الايرانية من أجل
إعادة الأصوات التي بات يخسرها \"دونالد ترامب\" قبل انتخابات 2020 يوما
بعد يوم. فحاول أن يستثمر هذه الخطوة التي كان لها نتيجة عملية إثر الموقف الانساني
لايران لفتح الباب أمام مفاوضات جديدة بين الجانبين.





متابعة تغريدات كل من ترامب ومايك بومبيو وبرايان هوك على موقع تويتر في
هذا السياق، تُظهر أنهم يحوالون بشتّى الطرق التمهيد لإجراء مفاوضات جديدة مع
ايران.





إلاّ أنه خلف هذا النوع من المواقف للمسؤولين الأميركيين ومساعيهم لإعادة التفاوض
مع الجمهورية الاسلامية له نقطتان مهمتان على أقل تقدير:





أولا، إن تحليل سلوكهم ليس فقط خلال الأربعين عامًا الماضية، ولكن حتى قبل ذلك
بكثير، يشير إلى أن الساسة الأميركيين كانوا يعرضون التفاوض على الطرف المقابل كلما
وصلوا إلى طريق مسدود، خصوصاً عندما يجدون أنهم أجّجوا الكثير من العداء ضدهم، على
غرار مافعلوه في أحداث الشغب الاخيرة بايران.





ثانياً، بعد تجربة الاتفاق النووي التي تلفظ أنفاسها الاخيرة، لم تعد ترى الجمهورية
الاسلامية الايرانية ضرورة للتفاوض مع اميركا، لأنه لابد من توافر شروط لها
الاولوية للعودة الى المباحثات، أولها عودة اميركا الى الاتفاق النووي وإلغاء جميع
العقوبات المفروضة على ايران، ثانيها الالغاء الكامل لسياسة الضغوط القصوى الجائرة
ضد الجمهورية الاسلامية، الشروط التي لا يزال البيت الابيض مصرّاً على رفضها.





وسط كل هذه المحاولات، أضاءت عملية تبادل المعتقلين \"العالم الايراني
مسعود سليماني مع جي يو وانغ\" آمالاً واعدة من الناحية الانسانية وليس
السياسية.





البروفيسور مسعود سليماني لم يكن مجرما كما اتهموه الاميركان فحسب، وإنما
بحسب افتراءات ترامب، شخصٌ تم احتجازه كرهينة رغم امتلاكه لتأشيرة دخول رسمية
اميركية.





أما عن \"جي يو وانغ\" الاميركي الذي اعتقلته الجمهورية الاسلامية،
فقد دخل ايران تحت مسمى أنه طالب جامعي درس التاريخ في جامعة برينستون، في حين أنه
كان يحاول سرقة أرشيف ايران للوثائق السرية وإيصاله الى أيدي مؤسسة \"مصور
رحماني\" احدى اكبر المؤسسات العميلة مع اميركا واسرائيل، لتتمكن المخابرات
الايرانية بعد كشفه من إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود.  





بناءا على ماسبق، ونظرا للاختلاف الشاسع بين أوضاع وماهية ما فعله كل من
الشخصين المحرّرين مؤخرا، يبدو جلياً أن قرار الجمهورية الاسلامية يحمل أبعادا
انسانية، ولو لم يكن كذلك لما سمحت لمن حاول المساس بأمنها القومي أن يغادر
أراضيها.





ما يمكن استخلاصه من كل ما ذُكر آنفاً، هو أن عملية تبادل المعتقلين بين ايران واميركا تمت من دون أي مفاوضات ولأن المسألة انسانية في نظر ايران بكل ما تحمله كلمة انسانية من معنى، ولن تغدو، بطبيعة الحال، أرضاً خصبة للعودة الى \"لعبة التفاوض\" التي تسعى إليها واشنطن.





موقعنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880





على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg



نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك