نورنيوز- ضابط في القوات الجوية السعودية يدعي محمد الشمراني كان قد بدأ دورات تدريبية خاصة بالطيران في أميركا منذ العام 2017، وكان يتلقى دورة تدريبية على الطيران في قاعدة \"بنساكولا\" العسكرية في ولاية فلوريدا مؤخرا، وجه سلاحه يوم الجمعة 07/12/2019 نحو جنود في القاعدة الأميركية ما أسفر عن مقتل 4 عناصر منهم وإصابة 8 آخرين.
بعد هذا سارعت القوات المتواجدة في القاعدة للتصدي
للشمراني وأردته قتيلا.
بعد الهجوم تم اعتقال 6 سعوديين آخرين بالقرب من القاعدة
الجوية، إلا أنه لم يتم تحديد علاقتهم بالشمراني، ولكن طبقا لما تناقلته وسائل
الإعلام كان 3 أشخاص منهم يصوّرون الحادثة.
بعد الهجوم مباشرة سارع الملك سلمان للاتصال بدونالد
ترامب مبديا أسفه لما حصل وأعرب عن مواساته مع ضحايا الهجوم، زاعما أن منفّذ
الهجوم لايمثل الشعب السعودي.
وامر سلمان بناء على هذا الجهات الأمنية السعودية بالتعاون
مع الأمن الأميركي في التحقيق بهذه الحادثة، داعيا قوات بلاده لإعطاء كامل
المعلومات التي تحتاجها الجهة الأميركية في هذه القضية.
حالة من التخبط أصابت السلطات السعودية بعد الهجوم، فلم
تكن تبريرات الملك سلمان كافية، بل توالى تقديم التبريرات والاعتذارات للطرف
الاميركي الذي أبدى غضبه مما حصل وتوعّد بمراجعة علاقاته العسكرية مع السعودية.
فقد أدان الأمين العام لهيئة كبار العلماء في السعودية
الحادثة وكرّر الاعتذارات من الجهة الاميركية، كما كتب مساعد وزير الدفاع السعودي
(خالد بن سلمان) الذي تلقى تدريباً مكثفا في القاعدة نفسها، في تغريدة له على موقع
تويتر مشيرا الى أن العديد من السعوديين تخرّجوا من قاعدة \"بنساكولا\"
العسكرية: جميع السعوديون يدينون وقوع هذه الحادثة التراجيدية.
من هذه التبريرات يتجلى أن السعودية
تنأى بنفسها عن المتدرب العسكريّ الذي أرسلته بعناية فائقة لتلقي هذه الدورات
الخاصة في الطيران، ولكنه كشف وجها آخرا للسعودية بعد أن قتل ثلاثة جنود داخل القاعدة
العسكرية التابعة للبحرية الأميركية في فلوريدا، وقوّض محاولاتها على مدى الاعوام
الماضية لإصلاح صورتها والابتعاد عن التطرف والتشدد الذي تفشّى في مجتمعها.
وبشأن هذه الحادثة وحواشيها، يسلّط موقع نورنيوز الخبري التحليلي الضوء على ردود الافعال للمسؤولين السعوديين والاميركيين بشأن هذه الواقعة من جهة، وطريقة تعاطي وسائل الاعلام العالمية مع الهجوم من جهة أخرى، وفيما يلي أهم النقاط في هذا السياق:
ألف) انعكاس محدود ومضبوط على وسائل الاعلام
انعكاس هذه الواقعة في وسائل الاعلام الاميركية والسعودية
كان محدودا ومقيدا لدرجة كبيرة. ومن المثير للاهتمام أن وسائل الإعلام القطرية من
قبيل قناة الجزيرة لم تكن نشطة للغاية في هذا الصدد. يمكن أن تستند هذه الأساليب بشكل
أساسي إلى سببين رئيسيين:
أولاً ، يمكن لإطلاق النار الذي قام به الضابط العسكري السعودي
على القاعدة العسكرية في فلوريدا، أن يذكّر الاميركيين بحادثة 11/سبتمبر التي كانت
السعودية متورطة بها ايضا، الامر الذي سيفاقم كراهية الاميركيين تجاه السعودية،
ولهذا عمدت وسائل الإعلام الأميركية الى عدم التركيز على هذه القضية وصبّت جهودها لإكمال
مشروع أقصى قدر من الضغوط على الجمهورية الاسلامية الايرانية، لاسيما أن إضعاف
سمعة الرياض في هذا السياق من شأنه أن يزعزع سمعة الرياض وإفشال المؤامرة المعادية
لايران.
ثانيًا، يبدو أن عدم اهتمام وسائل الإعلام القطرية بالحادث
يرجع إلى التغيير التدريجي في مقاربة قطر والسعودية تجاه بعضهما البعض، ومبادرة تقوم
بها قطر لتخفيف حدة التوتر مع السعودية.
ب) نوع ردود أفعال المسؤولين السعوديين والاميركيين
إن إطلاق النار على الضابط العسكري السعودي على القوات الأميركية
يدل على وجود قوات متطرفة في صفوف القوات المسلحة السعودية ويمكن أن يخلف تداعيات غير
مسبوقة على الرياض. تبعا لذلك ، لم يُفصح أي طرف أميركي أو سعودي عن الدوافع وراء إطلاق
النار.
ومع ذلك ، بناءً على العديد من الأدلة والوثائق، يمكن استنتاج
أن مطلق النار كان لديه دوافع دينية عميقة (الوهابية) وكان قريبًا من تيارات
ارهابية على غرار داعش والقاعدة.
في أعقاب الحادث، أدانها بعض المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم
السيناتور تيم سكات ومات غاتز، وطالبوا بمراجعة معايير التدريب العسكري الأجنبي
ووقف تدريب العسكريين السعوديين.
وفقًا لفريق السيناتور سكوت، تأثر هذا الشخص (الشمراني) بالفكر
الإسلامي الراديكالي أو كان يعاني من اضطراب عقلي، لذلك لا يوجد سبب لنا لتقديم تدريب
عسكري لأولئك الذين يريدون إلحاق الأذى بنا.
ومع ذلك ، من ناحية أخرى، تشير بعض الأدلة إلى أن تقرّب عدد
من مسؤولي آل سعود (وخاصة محمد بن سلمان) من البيت الأبيض أدى إلى استياء بعض الوهابيين
المتطرفين، لأنهم يعارضون الايديولوجيا المناوئة للفكر السلفي كالتي لدى واشنطن.
مايمكن استخلاصه من هذا التحليل، هو أن هذه الحادثة كان
لابد أن يتم التعتيم عليها والسبب:
1- من الممكن أن يتم وضع هذه الحادثة في موازاة أحداث
11 سبتمبر من قبل الشعب الاميركي، علاوة على أن الأصوات المؤيدة لترامب ستتضائل
بشكل كبير لتعميقه علاقات بلاده مع السعودية..
2- ستفشل مساعي السعودية الحثيثة لإصلاح سمعتها التي باتت
في الحضيض بسبب معاداتها للبشرية (خصوصا بعد تقطيع الصحفي البارز جمال خاشقجي في
السفارة السعودية بتركيا).
3- شاركت السعودية، بصفتها لاعباً إقليمياً رئيسياً في نظام الهيمنة، في مشروع جديد معاد ضد الجمهورية تحت عنوان الضغوط القصوى ضد ايران، ولعبت دورًا رئيسيًا في الاضطرابات وزعزعة الاستقرار والسلام في البلدان المستقلة في المنطقة، خاصة لبنان والعراق.
4- كانت ستبرز مجموعة من المشاكل الداخلية التي تعاني منها سلطات آل سعود لاسيما المعارضين لسياستها ولتوجهات ولي العهد محمد بن سلمان وتعمل على منع استلامه للمملكة.
5- كان سيجبر البيت الابيض على اتخاذ خطوات عملية عقابية ضد السعودية، استجابة لضغوط الرأي العام الاميركي، لاسيما مسؤولي الحزب الديمقراطي.
موقعنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880
على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg
نورنيوز