عزاء بعدد كل قطرة دماء انهمرت من أجساد حجاج بيت الله الحرام وهم في حالة
الطواف حول بيت الله الآمن، وسقطوا ضحايا فشل سلطات آل سعود.
وللتذكير وقعت الحادثة يوم 24 سبتمبر عام 2015، حيث أدى تدافع من قبل الحجاج
إلى مقتل 769 شخصاً على الأقل وإصابة 694 آخرين حسب مازعمته الرواية الرسمية السعودية.
بينما وصل عدد القتلى إلى أكثر من 2121، حسب تعداد أجرته وكالة أنباء أسوشييتد برس
وهو أعنف حادث يكون في الحج منذ التدافع الأخير عام 1990 الذي أدى إلى مقتل 1426 شخص،
وكانت الحادثة سبقها بإسبوعين سقوط رافعة في الحرم المكي أودت بحياة 108 شخصا. وكان
وراء كل هذه المآسي فشل سلطات آل سعود في إدارة الأماكن المقدسة في السعودية.
وأعلن حينها رئيس منظمة الحج الايرانية قائلا: \"ما زلنا لا نملك إحصائيات
محددة حول عدد الشهداء وهوياتهم فيما إذا كان الحجاج الإيرانيون حاضرين أم لا\".
إلا أن عدد الشهداء الإيرانيين ارتفع بشكل كبير في هذه المأساة.
أدت صدمة الكارثة وتوقع الناس الاتصال بحجاجهم إلى تهميش هذه الحادثة في البداية. لكن في نفس اليوم، وفي رسالة لقائد الثورة الاسلامية، كان هذا الأمر مطلوبًا بشدة. جاء في جزء من رسالته: \"على السعودية تحمّل مسؤوليتها الثقيلة في هذا الحادث المأساوي والتصرف وفقًا لضرورياتها في حكم القانون. يجب عدم التغاضي عن سوء الإدارة والإجراءات غير المناسبة التي تسببت في هذه الكارثة\".
واعتبرت ايران أن السعودية أظهرت عدم كفاءتها وعدم مسؤوليتها بإهدار دماء آلاف
المسلمين، وأكدت الجمهورية الاسلامية أن السعودية بلا حياء ليس فقط لأنها لم تستجيب
لحادثة منى إنما لم يسمحوا أيضا بالتحقيق فيها وكشف أسبابها.
ودعت طهران جميع الدول الإسلامية في ذلك الوقت الى أن تحارب الفكر التكفيري
وأن تخرج إدارة الحرمين الشريفين من أيدي السعودية وقالت حينها: من الضروري على الأمة
الإسلامية أن تشترك في مسؤولية مناسك الحج لكي يشعر الزوار بالأمان عندما يشاركون في
المراسم.
لم تشكك حادثة منا في كفاءة السعوديين في إداراة شؤون الكعبة فقط، بل وأيضاً
سفك الدماء الذي تعرّض له شهداء الواقعة. نعم! وكما أكد المرشد الأعلى للثورة
الامام الخامنئي، فإن هذه المأساة لن تنسى أبداً، فالدماء التي سكبت لايمكن أن
تصير ماء.....