نورنيوز- استطاعت المسيّرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية اليمنية، التي لم تمسّها بشكل طبيعي التكنولوجيا الحديثة، من ضرب منشآت أرامكو النفطية مخترقة كامل المعدات الدفاعية السعودية الحديثة التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، مما عطل إنتاج وتصدير 50 في المائة من إنتاج وتصدير النفط السعودي.
تحمي أجواء
السعودية ومنشآتها النفطية ستة بطاريات متطورة من منظومة الدفاع الصاروخي
الاميركية باتريوت كلّفت الرياض عشرات المليارات من الدولارات،
آخر التقارير
تشير إلى أن السعودية قد أضافت مؤخرًا نظامًا مضادًا للصواريخ من طراز باتريوت إلى
الشبكة الوقائية للمنشآت النفطية في حقل بقيق، لكن تعزيز الأنظمة الدفاعية في المجمع
النفطي الضخم الذي يعدّ قلب الاقتصادي السعودي لم يجلب أية نتيجة وعجز عن إسقاط
الطائرات المسيّرة التي نفّذت الهجوم.
بعيدا عن الميزات
العسكرية البارزة للهجوم اليمني على منشآت أرامكو، التحدي الأبرز هو أن الأنظمة العسكرية
فائقة التطور باتت في مواجهة الأسلحة العسكرية البسيطة والأقل تكلفة وهو ماسيفضي عن
تغير في موازين القوة الدفاعية لمختلف البلدان في مواجهة بعضها البعض.
كانت أميركا
تفرض هيمنتها على العالم من خلال القوّة الاقتصادية والعسكرية، وكانت تتسلط على
الدول من خلال فرض العمليات والمعادلات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تصبّ
في صالحها، إلاّ أن الاستخدام المفرط لسياسة العقوبات والتدابير المضادة التي
لاقتها من عدّة دول والتراجع الكبير في النفوذ العسكري الأميركي على مستوى العالم.
معظم هذه النكسات أسقطت وهم القوّة الاميركية بعد أن فقدت أدواتها المذكورة آنفا والتي
بسببها فقدت واشنطن مصداقيتها أولا وحلفائها الدوليين ثانيا.
من المقرر أن يعلن ترامب اليوم الجمعة (20
سبتمبر 2019) عن تردده في القيام
بعمل عسكري ويطلب من جنرالاته تقديم خيارات أفضل، لكن من غير المرجح أن تتمكن
واشنطن من العثور على وسيلة للخروج من عجلة الفشل المستمرة واسترداد اعتبارها
الدولي بعد أن خسرته جرّاء سياساتها الفردية والبرغماتية.
تحوّل جديد في
موازين ومعادلات القوّة الدولية بات جليّا أمام الجميع، وعلى المسؤولين الأميركيين
أن يتقبّلوا هذا الواقع الجديد على الساحة العالمية، لكن لا يوجد أي مؤشر على أن
الادارة الاميركية الحالية ستدرك هذه المتغيرات الجديدة.
نورنيوز