نورنيوز- كتب فريد زكريا الصحفي والمؤلف الأميركي المعروف الذي يعتبر من أكبر المنتقدين لسياسة ترامب الخارجية مقالاً في صحيفة واشنطن بوست ينتقد فيه سياسة الرئيس الجمهوري العدائية ضد ايران.
وأورد زكريا في مقاله الذي ترجمه موقع نورنيوز الخبري-التحليلي: تتمثل إستراتيجية إدارة ترامب في ممارسة المزيد من الضغوط على إيران وإجبار الدول الأخرى على الالتزام بالعقوبات الأميركية أحادية الجانب لتتمخض هذه الاستراتيجية في نهاية المطاف عن خضوع إيران. في المقابل كان رد فعل طهران في البداية دبلوماسيا الى أبعد الحدود، سعت إيران ببساطة إلى اجتياز العقوبات الاميركية؛ وتمسكت بالاتفاق النووي حتى آخر لحظة وحاولت التجارة مع البلدان الأخرى. لكن هذه الجهود باءت بالفشل بسبب دور الدولار في النظام المالي الدولي، وبالتالي أخذت العقوبات مفعولها.
تابع هذا الكاتب ومقدّم البرامج الاميركي زاعما: الخطوة التالية لطهران
تمثّلت في إظهار أن هذا النوع من الضغوط القصوى سيكلّف كثيرا. سلسلة الردود التي
وقعت بشكل تدريجي بدءا من اعتراض السفن في الخليج الفارسي، والإطاحة بالطائرات الأميركية
بدون طيار، واستخدام قوات الوكلاء الإقليمية، والغارات الأخيرة على منشآت النفط السعودية،
جاءت في سياق هذه الضريبة التي ستدفعها اميركا وحلفائها. رسائل هذه الخطوات واضحة:
يمكن أن تنتشر عواقب العداء لإيران في جميع أنحاء الخليج الفارسي وسيؤدي في
المحصلة الى تعطيل إمدادات النفط العالمية.
وعرّج المقدم والمحلل الأميركي البارز على عدم فعالية سياسة الضغوط القصوى على
إيران، قائلا: سياسة الضغط الأقصى على إيران لا يمكن أن يوازن أو يعيد البلاد إلى طاولة
المفاوضات، لكنه دفع طهران إلى اتخاذ تدابير انتقامية. جعلت العقوبات الشديدة إيران تشعر أنها لا تملك
ما تخسره في حال أقدمت على اتخاذ إجراءات تصعيدية أو حتى خطيرة للغاية في المنطقة.
كما أشار فريد زكريا ضمن مقاله الى تجاهل ترامب لحلفائه الأوروبيين في
سياسته تجاه ايران، وقال: وفقًا لوزير دفاع ترامب المستقيل، جيمز
ماتيس: \"الدول التي لديها تحالف تتحرك إلى الأمام والبلدان التي ليس لديها تحالفات
تتراجع الى الوراء. من الغريب أن اشنطن وبدعم من عدد قليل فقط من حلفائها، اختارت استراتيجية جديدة
ومحفوفة بالمخاطر ضد إيران. لم يعير ترامب أي اهتمام رأي حلفائه الأوروبيين
في إطلاق هذه الاستراتيجية، ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي لاستقالة ماتيس. للأوروبيين أيضا الحق في التصويت،
وبالإضافة إلى التعاون، يسعى البعض بنشاط إلى إحباط السياسات الأميركية تجاه إيران. حتى الإمارات، الحليف الأكثر
ولاء للسعودية، كانت تنأى بنفسها عن الرياض في الأشهر الأخيرة وتخطط للخروج من اليمن
باعتباره تدخلا فاشلا في بلد آخر.
وتطرق زكريا في ختام مقاله الى كتاب \"فن الحرب\" للكاتب الصيني
الشهير سون تزو متناولا مقتطفات منه: لا يمكن أن يتحقق النصر إلا عندما يعرف
الزعيم متى يختار ويكون مستعدًا للقتال، الفشل مضمون عندما يكون القائد
غير موقر ، متعجرف ومتغطرس.
نورنيوز