نورنيوز- خاطب رئيس الوزراء القطري الاسبق \"الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني\"، قادة الدول العربية المطلة على منطقة الخليج الفارسي، قائلا: ان رسائل ايران بشأن إجراء الحوار تحت اشراف الامم المتحدة يجب اخذها على محمل الجد في مجلس التعاون لانها تشكل فرصة قد لاتتكرر في المستقبل.
واورد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في تغريدة له:
ان \"ما نسمع هناك رسائل من إيران لدول المجلس لبدء حوار جاد تحت مظلة الأمم المتحدة. وأنا أعتقد أن هذه فرصة مهمة يجب مناقشتها بكل مسؤولية من دول المجلس، وأن يضع الطرفان على الطاولة كل مخاوفهم بشكل واضح للوصول إلى تفاهم واتفاق يطبع الوضع المتأزم في المنطقة على الأقل من قبل أهله..وهذه الفرصة قد لا تتكرر إذا تم اتفاق بين إيران وأميركا لأنها ستكون غير ضرورية لإيران\".
موقف وزير الخارجية القطري الاسبق هذا جاء بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية الايراني \"محمد جواد ظريف\" الى الدوحة للمشاركة في موتمر الامني حيث جدد ظريف دعوته لدول المنطقة من اجل الانضمام الى مبادرة ايران لبناء الثقة بين الجانبين. وكذلك في المقابلة التي اجرتها معه قناة الجزيرة القطرية.
وكان رئيس الجمهورية حجة الاسلام حسن روحاني، قد صرح في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 74 : بناءً على المسؤولية التاريخية لبلدي في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار والتقدم في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز، فإنني أدعو كافة الدول التي تتأثر بتطورات الخليج الفارسي ومضيق هرمز إلى \"تحالف الأمل\"، حيث تختزل كلمة HOPE عبارة \"Hormoz Peace Endeavor\" أي\"مبادرة هرمز للسلام\".
وأكد الرئيس روحاني، أن الهدف من تحالف الأمل هو الارتقاء بالسلام والاستقرار والتقدم والرخاء لكل شعوب منطقة مضيق هرمز والتشجيع على التفاهم المتبادل والعلاقات السلمية والودية والتعاون فيما بينها؛ هذه المبادرة تشمل مجالات التعاون المختلفة كالعمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة والتدفق الحر للنفط وغيرها من الموارد من وإلى دول منطقة مضيق هرمز وأبعد منها.
وقدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية مبادرة هرمز للسلام الى الدول العربية الست المطلة على الخليج الفارسي بعدما ازدادت التوترات في هذه المنطقة الهامه والاستراتيجية خلال الاشهر الاخيرة؛ بحيث ان التواجد العسكري وتدخل الاجانب خاصة الولايات المتحدة اصبح العنصر الرئيسي لزعزعة الامن والاستقرار في الخليج الفارسي ومضيق هرمز.
وبناء على ذلك فقد تم تقديم مبادرة هرمز للسلام بهدف توفير الامن والاستقرار في المنطقة من قبل الدول المطلة على الخليج الفارسي بالتعاون مع اهم جارتها الشمالية اي ايران.
مبدئيا، ان احد الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى حدوث المشاكل والاختلافات في منطقة الخليج الفارسي هو تواجد بعض القوى الاتية من خارج المنطقة وسياساتها المثيرة للتفرقة لانها تسعى وراء اثارة هذه الخلافات وتعتبرها السبيل الوحيد لتوفير مصالحها وبيع الاسلحة واعادة العائدات النفطية من المنطقة، كما ان هذه القوى لاتسمح بان تقوم دول المنطقة بمعالجة مشاكلها بنفسها ومن خلال التعاون مع بعضها البعض وان تعود الى حياتها الطبيعية بعيدا عن التواترات.
لقد اتضح لمختلف دول العالم خاصة الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي عقب زيادة التوترات في هذه المنطقة خلال الاشهر الاخيرة، بان القوى الاتية من خارج المنطقة وخلافا للمواقف التي كانت تبديها بصورة رسمية، تجنبت القيام باي اجراء في حين حدوث المشاكل لحلها، وذلك بذرائع مثل انجاز مزيد من الدراسات او التحقيقات.
وفي نفس السياق فان احد الاسباب التي اثارت القلق لدى الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي هو توفير الارضية لانجاز اي اتفاق بين ايران والقوى الكبرى على غرار القلق الذي اثير سابقا لدى بعض هذه الدول من توصل ايران والدول الست الى \"خطة العمل المشترك الشاملة\" (الاتفاق النووي).
وبشان هذا القلق اشار وزير الخارجية القطري الاسبق في تغريدته، ايضا:
\"من المهم أن تكون هناك مسؤولية وتقدير موقف لهذا الوضع. وعلى دول المجلس ألا تبني سياستها على الوضع الحالي بين أميركا وإيران\".
المواقف الاخيرة التي اتخذها الدبلوماسي القطري المخضرم بعين الاعتبار تحمل في طياتها معاني لـ \"بعض الشباب قليلي الخبرة في بعض دول المنطقة\" من انه اذا حدث تطور في اوضاع المنطقة وتغيرت على اثره مواقف القوى الكبرى بشان ايران وان تم اتفاق اخر فعندها لن تبقى فرصة للحوار بينهم وايران، ذلك ان القوى الكبرى العالمية تسعى دوما وراء توفير مصالحها وباقصى حد.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي والخبير في شوون الدول العربية المضلة على الخليج الفارسي، \"ميرابيان\" انه \"اذا تم الاتفاق بين ايران والولايات المتحدة فان هذه الدول لن تكسب شيئا\".
واضاف ردا على مراسل \"ارنا\"، ان عدم الاستقرار في المنطقة لا يخدم مصالح اي جانب، بل ان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فقط سينتفعان من هذه التطورات.
واخيرا، فان على الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي بان تتحرك نحو توفير الامن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي الستراتيجية والحساسة قبل فوات الاوان، في ظل التاريخ والمصالح والجغرافيا الذي يرتبطها ببعضها البعض وذلك بعيدا عن بعض الضغوط واملاءات القوى الاتية من خارج المنطقة.
نورنيوز/ارنا