نورنيوز- من المتوقع أن تشهد عدد من المناطق اللبنانية اليوم الخميس تظاهرات أمام عدد من المرافق الرسمية والخدماتية. وقد نفّذ العديد من الطلاب في لبنان وقفات احتجاج مناهضة للسياسة الاقتصادية في البلاد.
الطلاب في مدينة صيدا جنوبيّ لبنان تظاهروا يومي الثلاثاء والأربعاء، وانضم إليهم طلاب في مناطق لبنانية اخرى في تحركات مطلبية.
طلاب الجامعة اللبنانية في \"عاليه\" تظاهروا داخل حرم الجامعة رافعين شعارات ضدّ الفساد والنهب، أما العاصمة بيروت فشهدت تحركات عدة واعتصام أمام وزارة التربية، ورفع الطلاب شعارات تنادي بتعزيز التعليم الرسمي، ودعم الجامعة اللبنانية وتحييدها عن المحاصصات الطائفية.
اللافت أن العديد من تحركات الطلاب تنتهي صباحاً ليعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد تظاهرات صباحية جابت المدن، وتوقفت عند أبرز الإدارات العامة.
إلى جانب التحركات الطلابية، شهدت مدن لبنانية إغلاقاً للعديد من الإدارات العامة وشركات الاتصالات الأربعاء، كما حاصر المحتجون البنك المركزي، وأقفل مبنى tva التابع لوزارة المالية، وهو متخصص بتحصيل الضريبة على القيمة المضافة، حيث رُفعت شعارات للمطالبة بفرض ضرائب تصاعدية وضرائب على الأرباح والريوع، كما عمد المحتجون إلى إقفال مداخل مصلحة تسجيل السيارات، وأخرجوا الموظفين من المراكز.
أما في إقليم الخروب جنوب بيروت، فقد أقفل المحتجون لليوم الثاني على التوالي معمل الجية لإنتاج الكهرباء، ومعمل سبلين لإنتاج الترابة، حيث رفعت شعارات تنديداً بارتفاع معدلات مرض السرطان في المنطقة.
مصدرٌ مقربٌ من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري قال إن الأخير عقد اجتماعاً إيجابياً مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بشأن تأليف الحكومة وإخراج البلاد من الأزمة الأقتصادية.
اللقاء الثنائي تمحور حول تأليف الحكومة وإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية، حيث أكّد المصدر المقرب من الحريري تفضيله تشكيل حكومة تضم شخصيات سياسية وتكنوقراط مع إبعاد السياسيين البارزين عنها بمن فيهم باسيل الذي يقترح تأليف حكومة تكنوقراط بالكامل.
الرئيس اللبناني أعلن أمس الأربعاء إحالة عدد من المسؤولين على القضاء بتهم فساد،مؤكّداً أن التحقيقات في ملفات الفساد مع مسؤولين حاليين وسابقين تدور حولهم علامات استفهام لن تستثني أحداً من المتورطين.
عون أشار إلى أن الحكومة الجديدة ستضم وزراء يتمتعون بالكفاءة وبعيدين عن شبهات الفساد، مؤكداً إحالة 17 ملف فساد إلى التحقيقات.
موقف الرئيس اللبناني جاء خلال استقباله المدير الإقليمي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي. الوفد حذّر من خطورة الوضع الاقتصادي اللبناني، داعياً إلى اتخاذ إجراءات سريعة لضمان الاستقرار الاقتصادي والمالي للبلاد.
وتوقع البنك الدولي ركوداً هذا العام أكبر بكثير من التوقعات السابقة، وحث على تأليف حكومة في أقرب وقت، كما أكّد استعداده لدعم الحكومة المقبلة.
من جهته، أكّد المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات أنه تقرر تحديد جلسة استماع لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة يوم الخميس المقبل، وذلك بسبب تعذر إبلاغه في الدعوى المقدمة ضدّه.
وكان النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم قد قرر الاستماع إلى إفادة السنيورة بشأن موضوع صرف مبلغ 11 مليار دولار إبان ترؤسه الحكومة بين عامي 2006 و2008.
أميركا فشلت في التأثير على التظاهرات في لبنان
من جانبه أكد الكاتب والصحافي الأميركي ماكس بلومنثال أنّ الولايات المتحدة تحاول التأثير على التظاهرات في لبنان لكنها فشلت في تحقيق أهدافها.
بلومنثال اعتبر في مقابلة مع برنامج المشهدية على قناة الميادين اليوم الأربعاء، أنّ فشل الولايات المتحدة يعود في الأساس إلى \"قوة حزب الله ودعم القاعدة الشعبية له\"، مبرزاً أنّه مع استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري \"قامت الإدارة الأميركية ربما بإضعاف حزب الله داخل الحكومة، ولكن هذا لا يعني إضعافه كوجه للمقاومة اللبنانية\".
وأوضح أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والولايات المتحدة \"يريدون للتظاهرات أن تتحوّل ضد حزب الله في لبنان، وضد إيران في العراق\".
بلومنثال تحدث عن أن الإدارة الأميركية قامت بإدخال حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع إلى التظاهرات \"وحينها تمّ تسييسها، بعد تظاهرات شرعية ضد الفساد والطائفية وشلل البلاد\".
وقال: \"جعجع من كبار الفاسدين ومشاركته في التظاهرات أمر مثير للسخرية ويفيد بأن هناك أجندة معيّنة موجودة\"، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة وحلفائها \"يزيدون الضغوط على حزب الله، ولم يستخدموا بعد كافة أسلحتهم ضده\".
بلومنثال أشار إلى أنّ الولايات المتحدة ستحاول استغلال التظاهرات من خلال حلفائها خاصة الخليجيين، وذلك لـ\"إلقاء اللوم على إيران وحزب الله، وهو أمر مؤسف، لأن هذه التظاهرات بدأت بمعاناة حقيقية ومشروعة\".
وشدد الكاتب الأميركي على أنّه \"يجب مواصلة الاحتجاجات واستمرار المطالبات، والمسألة تتطلب تحالف بين الطلاب والطبقة الوسطى والطبقة العاملة\"، مؤكداً أنّ الفشل الأميركي \"خير دليل على نزاهة المتظاهرين\".
وفي الشأن العراقي، رأى الكاتب الأميركي أنّ \"محاولة تحريف التظاهرات هو جزء من الهجمات الأميركية غير المسبوقة على البلاد\"، مبرزاً أنّ الأجندة الأميركية في العراق ليست واضحة حالياً \"لكن الولايات المتحدة تحاول إعادة نفسها إلى البلاد لكنها لا تستطيع بشكل مباشر\".
بلومنثال أوضح للميادين أنّ الإدارة الأميركية \"لا تريد للعراق وسوريا أن يعودا إلى العظمة الإقتصادية السابقة\"، كاشفاً عن أنّ \"مستشارون اقتصاديون للكونغرس أكدوا وجوب إعاقة تعافي سوريا من خلال منعها من استعادة النفط\".
الكاتب الأميركي تحدث عن أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركز حالياً على سوريا أكثر، مشدداً على أنّها \"تتمسك بموقعها هناك، رغم أنها فشلت بالإطاحة بالحكومة السورية من خلال حرب بالوكالة\".
لكنه لفت في المقابل إلى أن هذه البلدان ستستغل نقاط ضعف خصومها المتمثلة بملفات الفساد المطروحة في كلا البلدين، \"وبالرغم من أن الشرارة الأولى ليس مخططاً لها مسبقاً، لكن هذه الأطراف ستوجه غضب الشعب لتوصل إلى نتيجة سياسية تحقق أهدافها\".
موقعنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880
على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg\\
وكالات