نورنيوز- مع دخول مظاهرات لبنان أسبوعها الثاني، ما زالت التيارات والحركات السياسية المتعددة تتحرك في الخفاء لركوب موجة التظاهرات وتوجيهها بما يتناسب مع مصالحها.
جهات اعلامية
تؤكد أن العديد من الدول الغربية، وخاصة فرنسا، تراقب عن كثب التطورات السياسية والميدانية
في بلاد الارز، وتتحكم وتوجه وتستغل هذه الحركات من خلال إنشاء غرف أزمات بحضور خبراء
إقليميين ولبنانيين يعملون لصالحها.
لا أحد من الأحزاب والجماعات والمشاركين في الحكومة الحالية المسؤولة بشكل طبيعي عن الوضع الراهن في المجالين السياسي والاقتصادي بلبنان، ينوي التخلي عن منصبه لأنه يشعر بأن استبعاده من الحكومة الراهنة، سيصعّب عليه الدخول في أي حكومة جديدة محتمل تشكيلها في المستقبل.
حتى وليد جنبلاط
، الذي دعا وزراءه سابقاً إلى الاستقالة، عدل عن رأيه وابتعد عن أسلوبه السابق.
من جانبهم لا يزال رجال الدولة والسياسيون التقليديون من أيام الحرب الأهلية التي استمرت سبعة عشر عاما يهيمنون على الدولة، وهناك أشبه مايكون بالمبارزة بينهم وبين المتظاهرين.
يبدو أن قادة
لبنان التقليديين المتمسكين بالسلطة، يدعمون حراك المتظاهرين ويقطعون الوعود
لتحقيق مطالبهم في الظاهر، لكن في أعماقهم ينظرون الى المحتجين باعتبارهم حفنة من
البلطجية سينهكون بعد مدّة من الزمن ويغادرون الشوارع.
الخلاف الرئيسي
يدور الآن بين المحتجين والحكومة حول إغلاق الطرقات الرئيسية بين المدن وعلى
أطرافها. في هذا الصدد، الحكوميون يخالفون بشدّة إغلاق الطرقات بين المدن داعين
المتظاهرين للعودة الى أماكن عملهم.
هم يعتقدون أنه
لا يمكن القضاء على الجوع عن طريق مفاقمة الاوضاع وقطع المعابر الرئيسية.
وسط كل هذه
الفوضى، أعلن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، في خطوة تاريخية بعد اجتماع
طارئ في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة
بطاركة وممثلين عن الكنيستين الارثوذكسية والانجيلية، تبنّي تطلعات الانتفاضة الشعبية،
داعياً إلى \"تغيير سلوكيات الحكم والحكومة والإدارة\".
إن ما تم إنجازه
حتى الآن في إصلاح الهيكل الإداري هو مجرد حل وزارة الإعلام وإجراء بعض التغييرات في
إدارة الإذاعة والتلفزيون اللبنانية الرسمية والخاصة بالدولة، وذلك بهدف مواصلة مراقبة
الطريقة التي تنعكس بها المظاهرات والتجمعات.
المثير للعجب الطريقة التي تمكّن بها بعض قادة لبنان من ركوب موجة الاحتجاجات. فهم يحاولون من خلال هذا الالتفاف الوقح، تبديل مواقف الثورة وتشويهها وإلصاق عيوبهم بها، فهم كمن يقوم بالفرار الى الامام للتخلص من سوابقه السوداء.
الحزبان اللذان يتزعمان كل من \"القوات اللبنانية\" بقيادة سمير جعجع والحركة الاشتراكية التقدمية بقيادة وليد جنبلاط،، أحد أبرز راكبي موجة الاحتجاجات الحالية في لبنان وبدعم من السعودية، وقد سعوا بشدة إلى خلق انقسامات طائفية وسياسية وعشائرية. يحاولون اتهام حزب الله والرئيس اللبناني بخلق ظروف سياسية واقتصادية صعبة.
رفع النقاب عن
قضايا الفساد والسرقات التي غرق بها كل من رئيس البنك المركزي \"رياض سلامة\"
وعدد من السياسيين ورؤساء الوزراء السابقين وتبادلهم الهجمات الكلامية والاتهامات
مع وسائل الاعلام التي فضحت أيديهم القذرة، خير دليل على هذا الطيف من السياسيين
الذي يحاول ركوب موجة الاحتجاجات وإلصاق فساده وعيوبه ونقائصه بالأحزاب والتيارات
الشريفة الأخرى.
مع دخول
الاحتجاجات أسبوعها الثاني، تمسّكت مختلف الأطياف في لبنان بحراكها الواسع معتمدة التنسيق
المنظم فيما بينها والعمل على إغلاق الطرق بهدف شل حركة البلاد، رامية خلفها
الشعارات التي عفا عليها الزمن، لتضع في مكانها هدف واحد وهو العمل على إبقاء وتيرة
الاحتجاجات في أوجها وتوسيعها وتحويلها إلى عصيان مدني وإضرابات شاملة.
الامطار
المنهمرة منذ يوم أمس وحتى اليوم الخميس وكلمة الرئيس عون عصر اليوم الباعثة
للهدوء لم تستطع تفريق الاحتجاجات وإيقافها.
تعقيدات معاهدة الطائف، التي كانت نتاج الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت سبعة عشر عاماً، والبنية السياسية الناتجة عن الظروف \"الثورية\" في لبنان، جعلت هذا الحراك مختلف تماما عن \"الثورات\" التي وقعت في العالم العربي على مدى الاعوام السابقة.
موقعنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880
على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg
نورنيوز