نورنيوز- قال اصغر زارعي الخبير في شؤون المنطقة: إن السعودية غارقة بالكامل في أزمة ذاتية وهي لا تستطيع إنفاق المزيد من الأموال في أزمات الخارج، لذلك نراها تبحث عن مخرج من الحرب اليمنية والأزمات الاخرى التي أشعلتها في المنطقة.
أضاف المحلل زارعي متطرقا الى التغيير في نهج السعودية تجاه بعض القضايا الإقليمية، بما في ذلك استعداد النظام لإقامة علاقات دبلوماسية مع طهران، قائلا: ترجع السياسة الجديدة التي ينتهجها المسؤولون السعوديون تجاه قضايا المنطقة إلى التطورات التي حدثت في الأشهر القليلة الماضية، مما أدى الى جعل حكام المنطة يشعرون بالاحباط وفقدان الأمل من التعامل مع أميركا واتخاذهم قرار مفاده \"إقامة علاقة جيدة مع طهران وإنهاء النزاعات\".
وتابع الخبير الايراني بشؤون المنطقة: لقد توقعت السعودية أن تقف الولايات المتحدة بحزم معها ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية وجبهة المقاومة في المنطقة، وأن تدعمهما وتخدم مصالح حلفائها، لكن واشنطن لم تفعل ذلك.
وأكد زارعي أن اعتماد السعودية وبعض الدول العربية الأخرى على الولايات المتحدة بلا فائدة و مضيعة للوقت، مشيرا الى أنهم لا يستطعيون شراء الأمن لبلادهم، قائلا: إن قوة الجمهورية الاسلامية الايرانية وجبهة المقاومة لاتفسح المجال لأميركا وحلفائها بتحقيق أهدافهم.
أردف زارعي: الإخفاقات والهزائم المتتالية للنظام السعودي في سوريا والعراق واليمن ولبنان ودول أخرى في المنطقة، جعلتهم يوقنون أن أهدافهم لم تتحقق، وأن عليهم اتباع نهج جديد.
ونوه الخبير زارعي، قائلا: الهزائم الأخيرة للسعودية في المنطقة لاسيما على ساحة الحرب اليمنية كلفّتها الكثير، ولم تستطع تحمل كل هذه التكاليف الباهظة، لذا فقد توصل النظام السعودي الى واقع جديد مفاده أنه من الأفضل تبني نهج مزدوج تجاه قضايا المنطقة. وعلى هذا النحو، أنهم يرغبون في حل مشاكلهم و لكن في نفس الوقت لا يريدون الاعتراف بالهزيمة، فهم مصرين على عنادهم.
وقال موضحا: ما نراه اليوم في الميدان يشير الى أن النظام السعودي يضغط على بعض الحكومات الإقليمية، بما في ذلك العراق والأردن، ومؤخراً باكستان، في السياق الذي تكلمنا عنه آنفا. وهذا ماتشير إليه الزيارات الأخيرة المتلاحقة التي قام بها مسؤولي هذه الدول إلى السعودية وإيران.
وعرّج الخبير الايراني على حالة التخبط في الداخل السعودي، قائلا: إن السعودية غارقة بالكامل في أزمة ذاتية ولا تستطيع إنفاق المزيد على حروبها، لذلك فهي تبحث عن مخرج من الأزمة اليمنية ومشكلاتها في المنطقة.
اختتم هذا المسؤول مقابلته مع نورنيوز بالقول: لكي تتمكن السعودية من اصلاح أخطائها يجب عليها، أولاً، وقف إطلاق النار في اليمن ووضع المفاوضات اليمنية-اليمنية على جدول أعمالها؛ وثانياً، أن تعتمد سياسة اللجوء للدبلوماسية وتوفير بيئة مواتية للتعاون الإقليمي والتفاهم المتبادل لكي تتمكن من إنقاذ نفسها من الأزمات التي غرقت بها.
موقعنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880
على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg
نورنيوز