نورنيوز- بينما تغرق اميركا في مسألة استجواب ترامب عن طريق مجلس النواب بسبب مكالمته الغامضة مع الرئيس الأوكراني بهدف رفع دعوى ضد منافسه في الانتخابات، لقد صَدم الرئيس الأميركي، بإعلانه عن انسحاب تدريجي للقوات الاميركية من سوريا، السياسيين بفرعيهم الديمقراطي والجمهوري.
دخل ترامب البيت الأبيض في عام 2016 حاملا شعار ووعود إنهاء التدخل العسكري الأميركي المكلف في أنحاء مختلفة من العالم، واتخاذ الخطوة الأولى نحو الوفاء بوعد إجراء انتخابات رئاسية في العام 2020، تلك كانت الخطوة الأولى لتحقيق وعوده في الثلاث سنوات الماضية.
وكان ترامب قد تحدث سابقًا عن نيته بشأن سحب القوات الأميركية من أفغانستان وسوريا، لكنه لم ينفذ قراره لأسباب مختلفة.
وفقا لادعاء الرئيس الأميركي المثير للضحك كان لاميركا دور كبير بتحقيق الأمن لدول المنطقة، وفي ادعاء آخر قال أن اميركا قضت على داعش في سوريا لهذا السبب ليس لديها أي دليل للبقاء في هذا البلد.
رغم أن ترامب صرّح مؤخراً: \"الآن تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد بحاجة إلى تحديد شروط جديدة وعليهم البحث في ما يريدون القيام به مع الأسرى الدواعش\" حاول تسمية العديد من الأشخاص الرئيسيين الذين ساهموا في تطورات المنطقة، لكن العديد من السياسيين الأميركيين ووسائل الإعلام العالمية فسروا هذه الخطوة على أنها \"تراجع أمام محور المقاومة\" بقيادة ايران.
قوبل قرار ترامب الجديد برد فعل حاد من قبل المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، من ضمن هيلاري كلينتون وليندساي جراهام وبريت ماكجورج ونيكي هايلي، وقضايا مثل قوة إيران وحلفائها في المنطقة، وغزو تركيا لأكراد سوريا، وعودة داعش، اضافة الى المخاوف بشأن موجة جديدة من اللاجئين الأكراد كأسباب لمعارضة قرار ترامب.
قرار ترامب المتخذ بأي نية لن ينقل رسالة واعدة إلى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وسيزيد من جو عدم الثقة تجاه رجل الأعمال الرئيس الأميركي ترامب.
كما أن رد أميركا البارد حول توقعات حلفائها الإقليميين في أعقاب التطورات الأخيرة في الخليج الفارسي (إسقاط الطائرة الأميركية بدون طيار، الهجوم على أرامكو، عملية نصر الله اليمنيين)، اخلاء ظهر أكراد سوريا ومحاولة التوصل إلى اتفاق مع طالبان الذين كانوا يطلقون عليهم في الماضي \"جماعة إرهابية\"، كما قد أظهر أن بعض الدول استثمرت بكثافة لبناء تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة لكسب الدعم السياسي والأمني في المنطقة. أدرك حلفاء أميركا أنهم يمضون معها في طريق السراب وعليهم اتباع طريق آخر، واعتماد الحلول القائمة على الحوار الإقليمي وحلول التعاون لمعالجة التهديدات والأزمات السياسية والأمنية القائمة.
نورنيوز