معرف الأخبار : 36430
تاريخ الإفراج : 9/19/2019 9:06:12 PM
لماذا ترفض السعودية واميركا تبني اليمنيين هجمات آرامكو؟!

لماذا ترفض السعودية واميركا تبني اليمنيين هجمات آرامكو؟!

منذ فجر الرابع عشر من ايلول/سبتمبر 2019، والى الآن اي منذ ان نفذت "انصار الله" هجماتها على المنشآت النفطية لشركة آرامكو في حقلي بقيق وهجرة خريص، والى الآن حيث تمضي عدة ايام، يبين لنا رصد المواقف السعودية والاميركية، نوعا من التخبط في هذه المواقف.


فتارة تراها تقول ان الهجمات انطلقت من العراق، ثم قالت انها من ايران، وبعض المواقف توجه الاتهامات الى قطر، وموقف يقول انها نفذت بصواريخ كروز وآخر يقول بطائرات مسيرة، وآخر يقول بكلا السلاحين. لكن هناك نقطتين تجمعان بين هذه المواقف، الاولى انها تحاول توجيه اصابع الاتهام الى ايران، والثانية انها تتناول كل الاحتمالات باستثناء الاحتمال الاصح والاقرب وهو تنفيذ \"انصار الله\" لهذه الهجمات، فما هو السبب في ذلك؟





بشأن النقطة الأولى، اي توجيه اصابع الاتهام الى ايران، فهذا امر يبدو غير مستغرب، خاصة مع وجود العداء والصراع بين ايران الاسلامية واميركا منذ اكثر من اربعة عقود، فلذلك حتى لو سقط نيزك من السماء وألحق اضرارا في بعض المناطق، لقالت اميركا وأذنابها أن ايران هي السبب. لذلك كان معروفا توجيه الاتهامات حتى قبل اجراء اي تحقيق معتبر. ولكن ما يجب ان نعرفه هو ان السعودية لن تفلح في إقناع ترامب بتوجيه ضربة الى ايران.
وأما النقطة الثانية، اي رفض ان تكون الهجمات قادمة من اليمن، فهذا ايضا لعدة اسباب، لأن القبول بهذا الامر يجعل الرياض وواشنطن أمام حرج شديد، لأنه يبين عجزها امام مجموعة لا تكاد تصل امكاناتها حتى الى امكانات حزب الله اللبناني، الذي هو بدوره لا تصل امكاناته الى عشر معشار امكانات ايران الاسلامية، خاصة ان السعودية تشن عدوانا تدميريا على اليمن منذ اكثر من اربع سنوات ونصف السنة، ودمرت كل البنى التحتية، ولم تفلح في القضاء على \"انصار الله\" فضلا عن منعهم من استهداف العمق السعودي.





إذن ما هي فائدة كل هذه المليارات التي صرفت لشراء الاسلحة الاميركية والغربية المتطورة وأنظمة الانذار المبكر ومنظومات الدفاع الالكترونية وأجهزة التنصت وصواريخ باتريوت؟ انها لم تستطع ان تحمي السعودية من أبسط مجموعات المقاومة.. إذن الاعتراف يفضح الرياض ويثبت فشلها، كما يفضح عدم فاعلية الاسلحة الاميركية، رغم الدعايات الاعلامية التي تهول قدراتها.





إن من حق اليمنيين وبعد اكثر من اربع سنوات ونصف السنة من استهداف بلادهم من قبل العدوان السعودي، والذي حاولت السعودية ان تظهره أنه تحالف عربي، لكن هذا التحالف انهار، بعد اشتداد المقاومة اليمنية، التي حققت مبدأ توازن الرعب في مواجهة هذا العدوان. وهنا الرياض امامها طريقان لا ثالث لهما، فإما ان تتجرع السم وتتحمل مسؤولية الهزيمة مثلما تتحمل مسؤولية العدوان.. أو ان تبقى في مكابرتها وذلك يعني ان تتلقى المزيد من الهجمات اليمنية سواء بالطائرات المسيرة او الصواريخ التي نجح اليمنيون في تطويرها وزيادة مدياتها.





وللعلم، فإن الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، وكما أعلن بصريح العبارة، انه مستعد لمساعدة الرياض لكن عليها ان تدفع، إذن هو ينظر الى هذا الامر كفرصة لمزيد من الابتزاز وحلب الضرع السعودي، ولكنه ليس مستعدا لخوض حرب من اجلها. لذلك لابد ان تدرك الرياض ان لا احد يمكنه ان يحميها من هجمات \"انصار الله\" إن لم تنهي الحرب على اليمن وتغير سياساتها العدوانية.



فارس
الكلمات الدالة
هجمات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك