نورنيوز- كتب غاري سيك الأستاذ في جامعة كولومبيا باميركا، والعضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد كل من الرؤساء \"جيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغان\":
\"الحرب العالمية الأميركية على الإرهاب\" كانت مبنية منذ انطلاقتها الأولى على أساس أن الطرف المقابل عاجز عن الردّ، لكن على مايبدو أن هذا العصر ذهب أدراج الريح.
مؤخراً، لخّص رئيس
أركان الجيش الأمريكي ضمن جلسة أسئلة وأجوبة بإيجاز عقيدة عسكرية بسيطة، قائلا: على
الجيش الأميركي ألاّ يدخل أبدا في حرب عادلة ومتوازنة. في هذا السياق، لا يوجد شيء
جديد ولا تردّد. إذا كان الهدف هو الفوز، فلتدخل بالمعركة التي ستتاح لك فيها الفرصة
للفوز. منذ ألفي سنة، قال \"سون تزو\" الجنرال والفيلسوف الصيني المخضرم،
\"إذا كان عدوك قادراً، فلتتجنبه\".
لدى الولايات المتحدة
حوالي 600 قاعدة عسكرية متوزعة في جميع أنحاء العالم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه
هو ما حجم مقدار الاهتمام والتخطيط الذي يتم إيلاءه للقواعد الجوية من حيث أمنها على
الأرض؟
الجواب هو أن نهج
السياسة الأميركية لا يزال يتأثر بنفس هذ الافتراض. عندما تقدّم الولايات المتحدة الدعم
المطلق للحملة الجوية السعودية التي لم يسبق لها مثيل ضد القوات اليمنية والشعب في
هذا البلد، هل هناك اعتقاد لا لبس فيه بأن المعاناة والأذى سيحلّ بجانب واحد والذي
هو اليمنيين؟
على مدى سنوات
تمكّنت الطائرات السعودية من قصف أهداف عديدة في اليمن، بما في ذلك المناطق السكنية،
دون خوف أو تردّد، ولم يكن من المرجح أن يتمكن اليمنيون من إلحاق أي أضرار جسيمة بأي
منشأة سعودية تضرّ بمصالح الولايات المتحدة ردّا على الهجمات السعودية. إلا أن
مجرى الأمور تغير هذا العام، والمعادلة انقلبت بشكل ملفت مع غارة يوم السبت الماضي
على ارامكو، والتي انقطع على إثرها نصف إنتاج النفط السعودي وخمسة في المئة من العرض
العالمي في الأسواق.
سياسة الضغوط الأميركية
القصوى على إيران تستند إلى نفس الافتراض. إذا تجاوزنا الشعارات التي أطلقها المسؤولون
الأميركيون بشأن التهديدات الإيرانية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان صناع
القرار في اميركا يعتقدون حقا أن إيران يمكن أو ترغب في الإضرار بالمصالح الأمريكية؟
كان أول مؤشر رئيسي
على ملامح التغيّر في المنطقة \"هو العشرون من يونيو\"، عندما أسقط صاروخ إيراني
طائرة أميركية متطورة بدون طيار. وعلى عكس إدعاء ترامب بأن الولايات المتحدة لا تنتقم،
تراودت أنباء بأن الإمارات التي انطلقت منها الطائرات الاميركية المسيّرة، كان
يؤرقها أن تدفع ثمن انطلاق هذه القوات من أراضيها، لنرى بعدها أبو ظبي تسارع لسحب
قواتها من اليمن وإرسال فريق أمني لها الى طهران.
هل ولّى عصر
الاجحاف؟ في الواقع، لم يكن لهذا النهج ديمومة دائمة. ومع انتشار تقنية الطائرات
المسيّرة، بات عصر التفوق الجوي لاميركا وأعوانها موضع شك. تقنية صواريخ كروز أكثر
تطوراً، لكنها متأخرة، وغير فعالة في استهلاك الوقود. ما يعنيه هذا هو أن الكثيرين
سيكونون قادرين على رفع تكلفة سياسات اميركا العالمية بطرق لم تكن متوقعة من قبل.
نورنيوز