وأوردت الصحيفة الاميركية: يعد توليد النفط في ولاية تكساس لوحدها ضمن هذه الظروف أكثر من توليد كل عضو من أعضاء منظمة أوبك. لذا فإن قلة إهتمام الولايات المتحدة لتدفق الطاقة التي لدى الخليج الفارسي قد يشغل بالها.
فيما لا تصدّر السعودية أكثر من سبعين في المائة من نفطها الخام للولايات المتحدة فقط و إنما لآسيا أيضا. خصوصاً وأن هذا السلوك أثّر في القرارات الأميركية الأخيرة فيما يخص الخليج الفارسي.
أما السؤال الذي يطرح نفسه، هو ما إذا كان الإقتصاد الصناعي والنقل الأميركي الديناميكي لا يزال يعتمد على النفط الخام حتى عام 2035 ؟ و في هذا السيناريو المحتمل يمكن أن يؤدي التنازل الأمني الأميركي في الخليج الفارسي إلى تقويض بعض من الإهتمامات الإستراتيجية لدى واشنطن. ولو أن أميركا تعدّ أكبر منتج للنفط في العالم إلا أن هذا لا يعني عدم أخذ منافعها و تطوير إقتصادها من خلال ما يحدث في الخليج الفارسي بعين الإعتبار.
فائض النفط الذي تم إنتاجه داخليا أدى إلى إنتفاع أميركا في قطاع النفط في التعاملات السياسية الخارجية. خلال السنوات العشر الماضية، لم يكن من المتوقع قطع صادرات النفط الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الاميركية . لكن النهج الجديد الذي تتّبعه السياسة الأميركية مبني على هذا الامر، وذلك يعود لواردات النفط التي قلّت عن الفترة الماضية، كما ليس من المفترض لأميركا أن تقوم بالدور القيادي لضمان أمن تدفق الطاقة في المنطقة.
المسؤولون الأميركيون لا يستوعبون الحقيقة، حيث أن دول الخليج الفارسي تمتلك ثلث النفط اللازم للعالم. هذه الكمية المذكورة آنفا أدّت في الثمانينيات لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إستعانتها بالقوة العسكرية للحفاظ على مصالحها النفطية.
فيما يرجع قلة إستهلاك اميركا لنفط الخليج من أي وقت مضى إلى إنتاج النفط الصخري، كما أن التغيرات في أسعار نفط الخليج الفارسي لا تغير سوق النفط فحسب، بل تغير سوق المنتجات بأكمله.
الإكتفاء الذاتي في إنتاج النفط، لا يقلل من إعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على نفط الخليج الفارسي. على عكس فإن المجريات التي تحدث في الخليج الفارسي ستأثر سريعا على أسواق النفط الأميركية. تقلّب مجريات الطاقة في الخليج الفارسي وإن لم ترتفع أسعاره سيدعو إلى رفع أسعار التأمين. كما أن مثل هذه الزيادة في الأسعار سوف تؤثر بالتأكيد على المستهلك الأميركي.
إن الإبتعاد عن إرساء الأمن في الخليج الفارسي يرجع إلى إفتقار السلطات الاميركية للدبلوماسية الجيدة لاسيما في عصر ترامب. هذه السياسة قد تضع الولايات المتحدة الاميركية هي وحلفائها في موقف صعب يتمثل في دفع تكاليف باهظة في المستقبل القريب لإعادة بناء بنية الأمن في المنطقة.
ناشونال انترست