يفتقر تقرير وكالة أسوشيتد برس الإخباري، الذي ينقل عن مصدرين مجهولين زعمهما أن ترامب ينوي استخدام اسم "الخليج العربي" المزعوم عشية زيارته إلى السعودية، إلى أي وثيقة رسمية أو إعلان حكومي. هذا النوع من التقارير أشبه بأداة لقياس ردود الفعل واختبار الأجواء السياسية منه بإعلان سياسة نهائية. وقد أثبتت التجربة أن استخدام مصادر مجهولة أسلوب شائع لخلق أجواء إعلامية، وبث أخبار، وممارسة الضغط النفسي في مجال الدبلوماسية العامة؛ خاصةً عندما يتعلق الأمر بالحساسيات الوطنية والهوية.
تزامنٌ مُريب مع التطورات الإقليمية
نُشر هذا الخبر في خضمّ مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وبالتزامن مع تحركات أمنية جديدة في المنطقة، قد يكون جزءًا من مشروعٍ مُتعدد الأبعاد: إثارة المشاعر الإيرانية، وصرف الانتباه عن الملفات الاستراتيجية، وجذب دعمٍ أكبر من بعض الحكومات العربية للولايات المتحدة. تُثبت هذه الحيلة القديمة مجددًا أن سياسة واشنطن الإعلامية جزءٌ لا يتجزأ من جهاز الضغط السياسي والأمني. فبثّ أخبارٍ مُريبة يُضعف الرأي العام ويُضغط على المواقف التفاوضية.
ردٌّ حكيم على التشويه المُستهدف
في مواجهة مثل هذه الأخبار، يجب الرد بهدوءٍ واستراتيجية. الخليج الفارسي ليس مجرد اسم، بل وثيقةٌ واضحةٌ في الذاكرة التاريخية والجغرافيا العالمية؛ من الوثائق اليونانية والإسلامية والأوروبية إلى الاسم الرسمي للأمم المتحدة. خرائط جوجل وكلام ترامب لا يملكان القدرة على تشويه هذه الحقيقة. الرد المناسب يكمن في التركيز على الدبلوماسية العامة، وبناء الخطاب الإعلامي، والاستفادة من القدرات القانونية والتاريخية لإيران على الساحة الدولية. مواجهة التشويه تتطلب ذكاءً إعلاميًا، لا غضبًا عاطفيًا.
نورنيوز