معرف الأخبار : 223129
تاريخ الإفراج : 5/7/2025 11:37:56 AM
قائد الثورة: المسؤولية الاهم للحوزة العلمية هي تمهيد الارضية للحضارة الإسلامية الجديدة

قائد الثورة: المسؤولية الاهم للحوزة العلمية هي تمهيد الارضية للحضارة الإسلامية الجديدة

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في رسالة وجهها إلى الملتقى الدولي بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم إن أهم مهمة للحوزة العلمية هي البلاغ المبين وتمهيد الارضية للحضارة الإسلامية الجديدة.
في رسالة إلى ملتقى "الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم"، أوضح قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي العناصر والوظائف المختلفة للحوزة العلمية، وحدد المتطلبات اللازمة لتحقيق "حوزة علمية متقدمة ومتميزة" ان تكون مبتكرة وتقدمية ومستحدثة ومستجيبة للقضايا الناشئة ومتحضرة وتتمتع بروح التقدم والنضال والهوية الثورية، فضلاً عن كونها قادرة على تصميم أنظمة لحكم المجتمع. وأكد: أن أهم مهمة للحوزة هي "البلاغ المبين"، وأفضل الأمثلة على ذلك رسم الخطوط الرئيسية والفرعية للحضارة الإسلامية الحديثة، وشرح الثقافة ونشرها وبنائها في المجتمع. وفي بداية رسالته، استعرض قائد الثورة الإسلامية تاريخ تأسيس الحوزة العلمية في مدينة قم المباركة في ظل الأحداث العظيمة والرهيبة في فجر القرن الرابع عشر الهجري، ودور آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري في تأسيس واستمرار ونمو الحوزة العلمية، وأضاف: من شرف الحوزة العلمية في قم أن شمساً كروح القدس خرجت منها، وفي أقل من ستة عقود زادت هذه الحوزة من قوتها الروحية ومكانتها الشعبية إلى درجة أنها تمكنت من اقتلاع نظام الشاه الخائن والفاسد وغير الأخلاقي بأيدي الشعب، وبعد قرون من الزمان، أقامت الإسلام حاكماً سياسياً للبلاد. وأكد آية الله الخامنئي أن الحوزة العلمية ليست مجرد مؤسسة للتدريس والدراسة، بل هي مجموعة من المعارف والتعليم والوظائف الاجتماعية والسياسية، وشرح المواضيع التي يمكن أن تجعل الحوزة العلمية "متقدمة ومتميزة" بالمعنى الحقيقي. وفي شرحه للفصل الأول اعتبر الحوزة العلمية في قم مركزاً ذا رأسمال علمي شيعي كبير، وهو نتاج فكر وأبحاث آلاف العلماء الدينيين في علوم الفقه والكلام والفلسفة والتفسير والحديث، على مدى ألف عام. وأشار قائد الثورة إلى الظواهر المعقدة والكثيرة في حياة الإنسان والأسئلة غير المسبوقة التي يجب على الفقه المعاصر أن يكون مستعدا للإجابة عليها، وقال: اليوم، مع تشكيل النظام السياسي الإسلامي، فإن السؤال الرئيسي هو كيف ينظر المشرع إلى الأبعاد الفردية والاجتماعية للحياة الإنسانية وأسسها الأساسية، ويجب أن تعكس فتوى الفقيه في كل قضية جزءا من هذه النظرة الواسعة. واعتبر آية الله الخامنئي أن من أهم واجبات الحوزة العلمية، باعتبارها مركزاً علمياً قيماً ذو أساس علمي يمتد لألف عام، الرد على القضايا المتعلقة بالحكم الإسلامي وكيفية حكم المجتمع، وأضاف: قضايا مثل علاقة الدولة بالشعب ومع الدول والشعوب الأخرى، وقضية نفي الشارب، والنظام الاقتصادي والأسس الأساسية للنظام الإسلامي، وأصل السيادة من منظور الإسلام، ودور الشعب فيها واتخاذ موقف من القضايا المهمة وضد نظام الهيمنة، ومفهوم العدالة ومحتواها، وعشرات القضايا الأساسية والحيوية أحياناً، هي من بين القضايا التي يجب أن يكون هناك رد فقهي عليها. وفي شرحه للفصل الثاني من مجال «التقدم والتميز»، أكد سماحته أن الحوزة العلمية مؤسسة منفتحة على الخارج، مخرجاتها على كافة المستويات تخدم فكر وثقافة المجتمع والإنسان. واعتبر أن أهم مهمة حوزة العلمية هي "البلاغ المبين" وأشار إلى: أن الشرط الأساسي للقيام بهذه المهمة هو تدريب قوة عاملة مهذبة وفعالة. واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن نطاق البلاغ واسع جداً، بدءاً من التعاليم التوحيدية السامية إلى الواجبات الدينية الشخصية، ووصولاً إلى شرح النظام الإسلامي وبنيته وواجباته تجاه نمط الحياة والبيئة وحماية الطبيعة وسائر مجالات وجوانب الحياة الإنسانية. وأكد أن إحدى مشاكل الحوزة هي عدم التناسب بين مساهماته الدعائية والواقع الفكري والثقافي بين الناس وخاصة الشباب، مشيرا إلى أن مئات المقالات والمجلات والخطابات البرلمانية والتلفزيونية وما شابه ذلك في الحوزة العلمية، في مواجهة سيل من التلميحات المغلوطة، لا تستطيع أن تؤدي واجب "البلاغ" بالشكل المطلوب والمناسب. واعتبر آية الله الخامنئي أن الأداء الصحيح لواجب "البلاغ المبين" في الحوزة العلمية يتطلب عنصرين أساسيين هما "التعليم" و"التهذيب"، وأضاف: إن إيصال رسالة محدثة تملأ الفراغ وتحقق هدف الدين يتطلب بالتأكيد التعليم والتعلم. ويجب تدريب الطالب على أساليب الإقناع القوية، والإلمام بأسلوب الحوار، والوعي بنوعية التفاعل مع الرأي العام ووسائل الإعلام والفضاء الافتراضي، والانضباط في مواجهة العناصر المعارضة، حتى يكون من خلال الممارسة والتطبيق مستعداً لدخول الميدان. وأكد سماحته أن الموقف الإيجابي وحتى الهجومي في العمل الدعائي أهم من الموقف الدفاعي، وأضاف سماحته: لتحقيق هذا الهدف يجب على الحوزة العلمية أن تنشئ "مجاهدين ثقافيين"، وبالإضافة إلى تدريب هذه القوى يجب الاهتمام أيضاً بتدريب القوى لمهام محددة في نظام وإدارة البلاد، فضلاً عن التنظيم داخل الحوزة العلمية. واعتبر قائد الثورة أن التعرف على "الهوية الجهادية" للحوزة العلمية والحفاظ عليها وتعزيزها هو العنوان الثالث لـ"الحوزة العلمية الرائدة والمتقدمة". وفي إشارة إلى رسالة الإمام الخميني (رض) الغنية والمؤثرة إلى رجال الدين أواخر عام ١٩٨٨، أضاف: "في تلك الرسالة، وصف الإمام الراحل العلماء بأنهم رواد في مجال الجهاد، ونصرة الوطن، ونصرة المظلومين. وفي الوقت نفسه، أعرب عن قلقه من أن يُغري تيار التجميد والتقديس الحوزة العلمية بفصل الدين عن السياسة والأنشطة الاجتماعية، مما يسد الطريق الصحيح للتقدم". واعتبر آية الله الخامنئي هذا القلق لدى الإمام الجليل نتيجة لتيار خطير يعتبر تدخل الحوزة العلمية في القضايا الأساسية للشعب وانخراطها في الأنشطة الاجتماعية والسياسية ومكافحتها للظلم والفساد مناقضاً لقدسية الدين، ويوصي علماء الدين بالسلمية وتجنب مخاطر الدخول في السياسة. وفي هذا الصدد أكد سماحته: أن قدسية الدين تتجلى في ميادين الجهاد الفكري والسياسي والعسكري، وتتجلى بتضحية وجهاد حاملي المعارف الدينية وبذل دمائهم الطاهرة. ولذلك فإن الحوزة العلمية، من أجل حماية مصداقيتها الروحية وولائها لفلسفتها الوجودية، يجب أن لا تنفصل أبداً عن الشعب والمجتمع وقضاياه الأساسية، وأن تعتبر الجهاد بكل أشكاله في أوقات الحاجة واجبها النهائي. واعتبر قائد الثورة المشاركة في إنتاج وتوضيح أنظمة الحكم في المجتمع الباب الرابع من "الحوزة المتقدمة والمتميزة"، وقال: يجب على الحوزة أن تملأ هذا الفراغ، وهذا من الواجبات الأساسية للحوزة العلمية. واليوم لا يمكن اعتبار الفقه كالجاهل منغمساً في الأحكام الفردية والشرعية، لأن "فقه بناء الأمة" لا يقتصر على الأحكام الشرعية والواجبات الفردية. واعتبر آية الله الخامنئي أن اطلاع الحوزة العلمية على المستجدات العالمية، وكذلك التعاون مع الجامعات، أمر ضروري لتصميم وتنظيم الأنظمة الاجتماعية. واعتبر الموضوع الخامس "للحوزة الرائدة والمتميزة" الابتكارات الحضارية في إطار الرسالة العالمية للإسلام، وأكد: إن أبرز ما ينتظر من الحوزة العلمية هو إرساء أسس "إقامة الحضارة الإسلامية"، حضارة تستخدم فيها العلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية والموارد الطبيعية وكل القدرات وكل التقدم البشري والحكومة والسياسة والقوة العسكرية وكل ما في متناول البشرية في خدمة العدالة الاجتماعية والرفاهية العامة، وتقليص الفجوات الطبقية، وزيادة الثقافة الروحية والتقدم العلمي وزيادة المعرفة بالطبيعة وتقوية الإيمان. واعتبر قائد الثورة الحضارة الإسلامية بأنها النقيض للحضارة المادية المشوهة السائدة، وأكد: هذه الحضارة زائلة، وواجبنا هو المساعدة في دحض هذا الباطل وإعداد حضارة بديلة نظريا وعمليا. ويقع على عاتق الحوزة العلمية في هذا الصدد واجب خطير، وهو أولاً رسم الخطوط الرئيسية والفرعية للحضارة الإسلامية الحديثة، ثم شرحها وترويجها وتنميتها في المجتمع. وهذا أحد أفضل الأمثلة على "البلاغ المبين". وأكد آية الله الخامنئي على أهمية الاهتمام بعنصري الزمان والمكان في الاجتهاد وضمان عدم تحول الفهم الجديد إلى تحريف للشريعة، وأشار إلى الأوضاع الحالية للحوزة العلمية في قم وقال: وجود الآلاف من المعلمين والمؤلفين والباحثين والكتاب والمتحدثين والمفكرين في التعاليم الإسلامية، ونشر المجلات العلمية والبحثية، وكتابة المقالات المتخصصة والعامة، والعدد الكبير من الطلاب والمثقفين، والحضور النشط في جميع مجالات الثورة وحتى في المجال العسكري، وفتح ساحة الدعاية العالمية وتدريب الآلاف من طلاب العلم من مختلف الشعوب، واهتمام الفقهاء الجدد بالقضايا المعاصرة، واهتمام العلماء الشباب بالنقاط المعرفية للنصوص الإسلامية الموثوقة، وخاصة القرآن الكريم، والمبادرة المهمة لإنشاء الحوزات العلمية النسائية، كل ذلك يدل على أن الحوزة العلمية في قم هي مجمع حي وديناميكي. وخصص الجزء الأخير من رسالته للتوصيات اللازمة لتحقيق "الحوزة المتقدمة والمتميزة"، ومن التوصيات التي ذكرها قائد الثورة في هذا القسم: "ضرورة مواكبة الحوزة العلمية للعصر"، "إعطاء أهمية لتدريب الكوادر في جميع الأقسام"، "تعزيز العلاقة بين طلاب الحوزة العلمية والجمهور"، "مواجهة مدروسة من قبل إدارة الحوزة العلمية للاقتراحات المتحيزة التي تثني الطلاب الشباب عن مستقبلهم"، "النظر بتفاؤل إلى جيل الشباب والتفاعل معهم"، "تطوير المقررات العلمية الحوزية على أساس فقه مستنير ومتجاوب وعصري، مع فلسفة واضحة ذات بُعد اجتماعي ومعرفة لاهوتية فصيحة ومتينة ذات قوة إقناع"، و"تعزيز روح الزهد والتقوى والرضا والزهد في غير الله والتوكل والتقدم والاستعداد للجهاد
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك