معرف الأخبار : 221021
تاريخ الإفراج : 4/20/2025 3:39:43 PM
مسؤول بالخارجية يكشف مواقف طهران تجاه الحكومة السورية وتحدياتها

مسؤول بالخارجية يكشف مواقف طهران تجاه الحكومة السورية وتحدياتها

أكد مسؤول شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية مهدي شوشتري، على أهمية سوريا ومصيرها وشعبها بالنسبة لإيران ، مشيرا الى مواقف طهران من أحداث سوريا والتحديات التي تواجهها سوريا بعد التطورات الأخيرة خاصة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها، وفي ظل خطر الإرهاب التي يهددها.
قال مهدي شوشتري إنه مضى 4 أشهر على التطورات السورية، التي تثير قلق الجمهورية الإسلامية الإيرانية كثيراً نظراً لأهمية سوريا في منطقة غرب آسيا والظروف الراهنة في الدول العربية والإسلامية، ناهيك عن الظروف الجيوسياسية والتاريخية والسياسية في المنطقة، وخاصة الدور الذي لعبته في القضايا الإقليمية المهمة في العقود الأخيرة، وخاصة القضية الفلسطينية. وأوضح أن السياسة الإقليمية الإيرانية تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية ودعم تطلعات شعوب المنطقة ومواجهة السياسات التوسعية للاحتلال الإسرائيلي، مما يجعل سوريا تحتل مكانة خاصة في الاستراتيجية الإيرانية. وشدد شوشتري على أن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية تستند إلى الاحترام المتبادل والصداقة والتفاهم المتبادل ووجهات نظر مشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية. وتابع أننا نولي أهمية خاصة للشعب السوري في المنطقة، ولذلك فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتابع عن كثب وبحساسية التطورات في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، مشيرا الى أن مواقف طهران تجاه سوريا واضحة جداً. ولفت أن وزارة الخارجية الإيرانية أوضحت مواقف الجمهورية الإسلامية بشكل واضح منذ البيان الأول حيث أكد على مطالبة طهران بالحفاظ على استقلال سوريا ووحدة أراضيها، وأمنها واستقرارها، مؤكدة على دعوة طهران إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل التنوع العرقي والديني والمذهبي في سوريا، حكومة شاملة تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254. وأوضح أن موقف طهران هو أن الحكومة السورية يجب أن تنبثق من كل السوريين وتمثل المجتمع السوري المتنوع بأكمله، بعيداً عن التدخل والاحتلال الأجنبي. لأن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه سوريا هو قضية الاحتلال الأجنبي لسورية، وخاصة من قبل كيان الاحتلال الصهيوني، الذي استغل التطورات السورية ونفذ سياسته المعتادة في التوسع والاحتلال والعدوان والهجوم على أراضي المنطقة على نطاق واسع خلال الأشهر القليلة الماضية، وتابع أنه بالإضافة إلى احتلاله للجولان، نفذ احتلالاً جديداً لمئات الكيلومترات من أراضيها. كما يستهدف الكيان الإسرائيلي البنية التحتية الدفاعية السورية وحتى المؤسسات العلمية في سوريا بشكل مستمر، لذا فإننا ندين هذا العدوان وندعو المجتمع الدولي والدول الإقليمية إلى اتخاذ إجراءات عملية وفعالة لمنع السياسات العدوانية الصهيونية. وتطرق شوشتري الى تأكيد إيران على مواقفها الواضحة بشأن سوريا، كما أنها تتشاور بشكل وثيق مع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن التطورات في سوريا. وفي العديد من المواقف، لدينا وجهات نظر مشتركة مع دول المنطقة في أن تشكيل حكومة شاملة في سوريا يجب أن يتم في ظل احترام حقوق الأقليات الدينية والعرقية والدينية والحفاظ على وحدة أراضيها، لأن بعض الأعداء، وخاصة الكيان الإسرائيلي، يسعون إلى تقسيم سوريا. وأكدنا أيضاً على ضرورة منع عودة ظهور الإرهاب في سوريا. وفي رد على سؤال حول إعادة العلاقات مع "الحكومة السورية الجديدة" وهل الحكومة الحالية نموذجية تحمي الاستقلال وسيادتها، أكد شوشتري أنه يجب أن يتم انتخاب حكومة من قبل الشعب السوري، ما يتطلب إنشاء منصة للشعب لانتخاب ممثليه لحكم سوريا من خلال انتخابات حرة. ولفت أن سوريا تواجه تحديات خطيرة، مثل التحدي الأمني وقضايا الإرهاب وإعادة نشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل داعش في أراضيها، والاحتلال والعدوان الأجنبي، مضيفا أنه رغم هذه المشاكل، فإن سوريا تحتاج بطبيعة الحال إلى منصة لإجراء انتخابات حرة بمشاركة كل السوريين في الداخل والخارج، بحيث يمكن انتخاب ممثلين عن كل المجموعات العرقية وشرائح الشعب. وكذلك على المجتمع الدولي أن يساعد سوريا في هذا الصدد وفي تشكيل هذه المنصة. وحول سؤال عن خطر عودة الإرهاب والجماعات المتطرفة الى سوريا والتحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا خاصة الاعتداءات الاسرائيلية ، قال شوشتري إن تنظيم داعش في سوريا كان ينشط منذ سنوات. قبل عدة سنوات انهار تنظيم داعش في سوريا والعراق وبدعم من الدول الداعمة، بما في ذلك إيران، إلا أنه لا تزال خلايا داعش النائمة موجودة ونشطة في مناطق مختلفة من سوريا. وفي الأشهر الأخيرة، أصبحت خلايا داعش النائمة أكثر نشاطاً، وتقوم بأنشطة كبيرة في بعض مناطق سوريا، لذا هناك خطر من إعادة تنشيط الإرهاب في سوريا، وهذا مصدر قلق مشترك بالنسبة لمعظم البلدان، حتى البلدان الأوروبية والغربية. وشدد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد على ضرورة مكافحة هذه الظاهرة لأنها من شأنها أن تعرض أمن واستقرار سوريا للخطر وتنشر الإرهاب إلى الدول المجاورة والمنطقة بأكملها. وفي سياق العلاقات الإيرانية التركية، أشار شوشتري إلى أن البلدين يتشاركان حدوداً طويلة ولديهما تاريخ طويل من العلاقات الثنائية المتعددة، رغم وجود خلافات في الرأي حول بعض القضايا الإقليمية، قائلا إن رؤساء البلدين متفقون على ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية وتطويرها، فيما يوجد تباين آراء بين البلجين حول بعض القضايا الإقليمية، بما في ذلك القضية السورية. أما بالنسبة للأوضاع في غزة، فقد وصف شوشتري الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بأنها جرائم غير مسبوقة، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني لا يلتزم بالاتفاقيات الموقعة، وأكد على ضرورة أن تتخذ الدول العربية والإسلامية إجراءات مؤثرة وجادة لدعم الشعب الفلسطيني. وقال شوشتري إن ما حدث في غزة هو أننا نشهد مجموعة من الجرائم المتعددة التي ارتكبها الكيان الصهيوني. لقد عرفنا الكيان الصهيوني على مدى العقود الثمانية الماضية بأنه كيان يقوم على الاحتلال والعدوان والقتل واغتصاب الأراضي وتدمير البنية التحتية وتشريد الشعب الفلسطيني. لكن خلال العام والنصف الماضيين، ارتكب الكيان الصهيوني كمية هائلة من أنواع الجرائم، بما في ذلك القتل والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات دولية وغيرها من الجرائم، في مساحة جغرافية صغيرة تبلغ 365 كيلومترًا. وهذا أمر غير مسبوق، ففي العام والنصف الماضيين استشهد نحو 51 ألف شخص وما زال نحو 10 آلاف في عداد المفقودين، أي أن أكثر من 61 ألف شخص قتلوا في مساحة جغرافية صغيرة. وتابع شوشتري أن العدوان الصهيوني المتواصل في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن يدل على أن القتل والجريمة جزء من طبيعة الكيان الصهيوني.
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك