معرف الأخبار : 220834
تاريخ الإفراج : 4/19/2025 10:13:34 AM
مهاجراني: لانربط شؤون البلاد بالمفاوضات

مهاجراني: لانربط شؤون البلاد بالمفاوضات

صرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني أن الحكومة تؤكد على نهجها الاستقلالي واعتمادها على الطاقات الذاتية، ولاتربط شؤون البلاد بالمفاوضات الخارجية
مهاجراني كتبت في مقال لها تناولت فيه مفهوم "التوافق الوطني"، قائلة: من المسلّمات الأساسية في الحوكمة، وسط عالم يشهد تحولات متسارعة، أن تمتلك الدولة قاعدة دعم داخلية عميقة ومستدامة؛ وهي قاعدة لا تُختزل في الثروات الطبيعية أو أدوات القوة، بل تكمن في رأس المال الاجتماعي، الذي يتولد من الثقة، والتضامن، والمشاركة، والأمل المجتمعي. وحده هذا الرأسمال قادر على تمهيد الطريق الوعر نحو التقدم والتنمية. وأضافت أن الحكومة الرابعة عشرة، إذ تدرك عمق الأوضاع الراهنة داخليًا وإقليميًا، اختارت شعار "التوافق الوطني" ليكون بوصلة حركتها؛ وهو شعار يتجاوز مجرد التوافق الشكلي أو الإجماع السياسي، بل يعني استعادة الثقة بين الشعب والحكومة، الاستماع إلى الأصوات المختلفة، تقليص الفجوات الاجتماعية، والاعتماد على الإمكانات الوطنية لحل القضايا الكبرى. ضمن هذا الإطار يكتسب رأس المال الاجتماعي معناه ويتحول إلى قوة فاعلة. وتابعت مهاجراني أن تجارب السنوات الماضية أثبتت أن إهمال رأس المال الاجتماعي أو حصره في الاستحقاقات الانتخابية فقط يجعل الدولة أكثر ضعفًا وهشاشة أمام الأزمات. وإعادة بناء هذا الرصيد اليوم يتطلب الصدق، والشفافية، وتحمل المسؤولية، والتخطيط الواقعي بعيدًا عن الوعود الزائفة أو ربط آمال الشعب بعوامل خارجية. وفي هذا السياق، جددت الحكومة الرابعة عشرة تأكيدها على أن نهجها الاستقلالي القائم على الاعتماد على الذات لا يتناقض مع الدبلوماسية النشطة التي تشمل الحوار والتفاعل مع العالم، وخصوصًا في ملفات حساسة كـالبرنامج النووي، لكنها شددت على أن هذا الحوار لا يمكن أن يكون بديلًا عن السياسات المستقلة والمبنية على القدرات الذاتية في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأردفت المتحدثة قائلة: إن التوافق الوطني لا يمكن تحقيقه من دون ثقة عامة، وهذه الثقة لا تتولد إلا عندما يرى الشعب أن الحكومة لا تنتظر انفراجات خارجية، بل تنزل إلى ميدان العمل وتبذل أقصى طاقتها لحل الأزمات الداخلية. وأشارت إلى أن تمكين النخب، والاستفادة من الطاقات المحلية، ودعم الإنتاج الوطني، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة، كلها عوامل محورية في تعزيز رأس المال الاجتماعي وتحقيق التوافق الوطني. واختتمت مهاجراني بالقول إن الحكومة الرابعة عشرة تعتبر نفسها ملتزمة بالسير في طريق التنمية بمشاركة الشعب ومن أجله، وأن هذا الالتزام سينعكس على الخطاب والقرارات والسياسات الكبرى. فلا حكومة تستطيع تحقيق الإصلاح والتقدم دون دعم شعبي، ولا شعب يمكنه أن يكون متفائلًا بالمستقبل ما لم يشعر بالانتماء ودوره الحقيقي في إدارة شؤون البلاد. ومن هنا، فإن حكومة "التوافق الوطني" تسعى إلى تعزيز الآليات العملية لمشاركة الشعب الحقيقية في صناعة القرار والرقابة العامة، لأن رأس المال الاجتماعي يبقى حيًا وفاعلًا حين يدرك الناس أن أصواتهم وآرائهم وانتقاداتهم وتعاونهم تصنع الفارق. مستقبل إيران مرهون بالتآزر، والمشاركة، والاعتماد على قدراتنا الذاتية. المفاوضات قد تأتي وتذهب، لكن إذا تآكل رأس المال الاجتماعي، فإن استعادته ستكون أكثر صعوبة. إن السبيل نحو التقدم المستدام يكمن في الثقة المتبادلة، والتوافق الوطني، والعزيمة الجماعية لصناعة غدٍ أفضل
نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك