معرف الأخبار : 218996
تاريخ الإفراج : 4/3/2025 9:08:02 AM
هل كشف لاريجاني عن تغيير في السياسة النووية الإيرانية؟

هل كشف لاريجاني عن تغيير في السياسة النووية الإيرانية؟

احدثت تصريحات علي لاريجاني المستشار الاعلى لقائد الثورة حول إمكانية تغيير السياسات النووية الإيرانية في مواجهة التهديدات العسكرية من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، قد أحدثت تداعيات واسعة النطاق في الداخل والخارج. وأكد لاريجاني أن إيران وفقاً للفتوى وسياسات القيادة تمتنع عن تطوير الأسلحة النووية، إلا أن الضغوط الخارجية قد تدفع إيران إلى الاستفادة من الأحكام الثانوية وتطوير الأسلحة.
نورنيوز - كانت للتصريحات الأخيرة لعلي لاريجاني بشأن تغيير محتمل في السياسات النووية الإيرانية ردا على التهديدات التي اطلقتها كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تداعيات واسعة النطاق محليا ودوليا. وأكد لاريجاني في مقابلة تلفزيونية خاصة أنه في حال تعرض إيران لتهديد عسكري واسع النطاق من الولايات المتحدة، فقد تتحرك نحو تغيير سياساتها النووية تحت ضغط الرأي العام. وتكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة، لا سيما في ضوء الحساسيات المحيطة بالسياسات النووية الإيرانية وفتوى المرشد الأعلى بشأن حظر إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، فضلاً عن أنها تثير أيضاً بعض الغموض. تحليل مفصل لتصريحات لاريجاني وتحديات التفسير الخاطئ وفي حين انتقد بعض المحللين والمسؤولين في البلاد تصريحات لاريجاني، فإنه من الضروري الانتباه إلى دقة وصدق هذه التصريحات. وأكد لاريجاني في كلمته بشكل واضح أن إيران، وفقاً لفتوى المرشد الأعلى واستراتيجيته المبدئية، تمتنع عن صنع واستخدام الأسلحة النووية. لكنه أكد أن التهديدات الخارجية، وخاصة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، في الحالات التي يتم فيها الهجوم على وجود وجوهر النظام الإسلامي، قد تجبر إيران على تغيير هذه السياسات. إن هذا التغيير ليس خيارا طوعيا من جانب إيران، بل هو استجابة للضغوط الخارجية والتهديدات للأمن القومي. ولذلك فإن أي تحليل أو تفسير يحاول وصف نهج لاريجاني باعتباره تغييراً في الموقف المبدئي لإيران في المجال النووي سيكون غير صحيح. التأكيد على الأحكام الثانوية وضرورة الحفاظ على سلامة النظام وأشار لاريجاني بشكل صحيح إلى أنه في أوقات الأزمات والتهديدات للأمن القومي، تستطيع إيران استغلال الأحكام الفقهية الثانوية. وقد تؤدي هذه الأحكام إلى تعليق بعض الواجبات الدينية الأساسية. وهذا الرجوع إلى الأحكام الفرعية يعني التكيف مع الحالات الطارئة التي يعتبر فيها الحفاظ على النظام الإسلامي وسلامة البلاد من الواجبات. إن قول الإمام الخميني رضوان الله عليه الشهير بأن "الحفاظ على النظام الإسلامي من الواجبات" يؤكد أيضاً هذا التوجه الفقهي والاستراتيجي. ولذلك، ففي ظل التهديدات الخطيرة، تستطيع إيران أن تتجاوز مؤقتاً بعض المبادئ الأساسية لضمان بقاء النظام الإسلامي. إن تصريحات لاريجاني، في حين أن لها أدلة لا يمكن إنكارها من الناحية الفقهية، فهي مفهومة ومقبولة تماما من منظور استراتيجي. ليس إيران فقط، بل كل نظام سياسي في العالم، عندما يتعرض لتهديد خارجي ويصبح وجوده في خطر، فإنه سيستخدم كل الوسائل المحتملة والفعلية للدفاع عن نفسه كإجراء مشروع ومقبول. الرد على الانتقادات وأهمية تعزيز الردع وفي الأيام الأخيرة، تفاعل بعض المحللين والمسؤولين في البلاد مع تصريحات لاريجاني وانتقدوها. وقد تكون هذه ردود الفعل نتيجة لسوء فهم أو سوء تفسير تصريحاته. لكن النقطة المهمة هي أن تصريحات لاريجاني تشير في الواقع إلى ضرورة تعزيز مبدأ الردع في حالات الأزمات. إن مبدأ الردع هذا يعكس في الواقع قدرة إيران على مواجهة التهديدات الخارجية، وقد أشار لاريجاني بحق إلى أن تجاهل هذا المبدأ قد يعرض إيران لمخاطر جسيمة. في المواقف الحرجة، من الضروري اتخاذ إجراءات رادعة حتى لا يتمكن الأعداء من استغلال تهديداتهم. تهديدات ترامب وتداعياتها على السياسة النووية الإيرانية أثارت التهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن قصف ضخم على إيران مخاوف عميقة على الصعيد العالمي وخاصة داخل إيران. وفي مقابلة مع شبكة إن بي سي، صرح ترامب صراحة بأن الولايات المتحدة مستعدة لشن ضربات عسكرية ضخمة ضد إيران إذا تحركت إيران نحو تطوير الأسلحة النووية. وتأتي هذه التهديدات في الوقت الذي حذر فيه لاريجاني بشكل صحيح من أن مثل هذه الإجراءات لن تؤدي إلى وقف البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل قد تدفع إيران أيضاً نحو تسريع عملية استحواذها على الأسلحة النووية. ويشير هذا الوضع إلى تغيرات جوهرية في نهج إيران نتيجة للضغوط الخارجية، وستقع مسؤولية هذه التطورات بالكامل على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها. دور الكيان الصهيوني في تصعيد التوترات وأشار لاريجاني إلى أن الكيان الصهيوني يعد أحد العوامل الرئيسية في تصعيد التوترات في المنطقة. إسرائيل التي تسعى منذ سنوات إلى تغيير البنية الأمنية في الشرق الأوسط لصالحها، تواجه الآن أزمات داخلية ومشاكل اقتصادية. يسعى النظام الصهيوني إلى إدارة أزماته الداخلية من خلال تحريض الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات عدائية ضد إيران. ولكن التجربة أثبتت أن السياسات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل لن تؤدي إلا إلى زيادة الاضطرابات في المنطقة وتفاقم الأزمات الأمنية. إن هذه السياسات لا تصب في مصلحة النظام الصهيوني فحسب، بل إنها تعرض أمن المنطقة والعالم للخطر. وقد تم تقديم تصريحات علي لاريجاني باعتبارها تحذيرا استراتيجيا بشأن تأثيرات التهديدات الخارجية على السياسات النووية الإيرانية والحاجة إلى تعزيز الردع في أوقات الأزمات. لن تتجه إيران طواعية نحو إنتاج الأسلحة النووية تحت أي ظرف من الظروف، ولكن التهديدات المستمرة من الأعداء قد تخلق الظروف التي تدفع إيران إلى اتخاذ قرارات تجنبتها حتى الآن. ولذلك، من الأهمية بمكان أن ننتبه إلى أن التغيرات في السياسات النووية الإيرانية ناجمة عن ضغوط خارجية، وخاصة في مواجهة التهديدات العسكرية من جانب الولايات المتحدة والنظام الصهيوني. ولمنع هذه التطورات، لا بد من تعزيز مبدأ الردع واتخاذ تدابير استراتيجية ضد التهديدات الخارجية.
نورنيوز
الكلمات الدالة
ایرانلاریجانیالثانویة
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك