أخيرا، وبعد أسبوع من إعلان دونالد ترامب أنه سيرسل رسالة إلى قائد الثورة، تم تسليم الرسالة إلى وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي من قبل أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، بعد ظهر الأربعاء.
ويأتي ذلك على الرغم من أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن قبل يومين أن هناك أدلة على أن الولايات المتحدة طرحت في هذه الرسالة مطالب تتجاوز القضية النووية الإيرانية.
وأكد: "ما يثير القلق هو أن هناك مؤشرات على أن الأميركيين يرغبون في أن يأتي هذا الاتفاق الجديد مصحوبا بشروط سياسية ويصرون على أنه يجب أن يكون هناك ترتيب يمكن التحقق منه لكي لا تدعم إيران مجموعات في العراق ولبنان وسوريا وأي مكان آخر، وهو ما لا أعتقد أنه سيؤدي إلى أي شيء".
وكان لافروف قد صرح قائلا: "نحن نؤيد استئناف صيغة يمكن من خلالها تطوير الاتفاق الأولي الذي وافق عليه مجلس الأمن". "سنرى كيف ستسير الأمور."
وأدلى لافروف بتصريحات مماثلة لما قاله أوليانوف، مندوب روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق، قائلا: "هذه المطالب غير واقعية ولن تتحقق".
إن العملية المطولة لإرسال الرسالة من جهة، والتصريحات التي أدلى بها لافروف من جهة أخرى، تثير أسئلة مهمة، وقد تكون الإجابات عليها مفيدة في تفسير الوضع الحالي:
ما هو محتوى الرسالة وما هي المواضيع التي تتناولها؟
كيف علمت روسيا بمحتوى الرسالة قبل تسليمها لإيران؟
ما هي أسباب تأخر إرسال الرسالة قرابة أسبوع، ولماذا لم يتم توضيح أسباب تأخر إرسال الرسالة بعد أن أعلن ترامب عن إعدادها وإرسالها حتى الأربعاء عندما حمل أنور قرقاش الرسالة إلى إيران؟
لماذا بعد أسبوع من التأخير لم يتم إرسال الرسالة عبر القنوات التقليدية لإرسال الرسائل من الولايات المتحدة إلى إيران وحتى روسيا التي كان من المفترض أن تكون الوسيط، بل أوكلت مهمة تنفيذ هذه المهمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى وزير الدولة، وهو ما قد يعكس انخفاض أهمية الرسالة؟
وبحسب تصريحات لافروف السابقة، فإن الولايات المتحدة طلبت من روسيا النظر في دور الوساطة بين طهران وواشنطن. وأعربت روسيا أيضا عن أملها واستعدادها لحل القضية النووية الإيرانية عبر الدبلوماسية.
لماذا رفضت روسيا إرسال الرسالة؟
وبناء على ذلك، يبدو من المنطقي أن تطلب الولايات المتحدة من روسيا أولاً تسليم رسالة ترامب إلى إيران. لكن نظرا للعلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران وفهم روسيا الأفضل لمواقف إيران، اعتبر الكرملين هذه الرسالة عاملا في تعقيد الوضع ورفض نقلها. ولهذا السبب اضطرت أميركا إلى اختيار طريق آخر لإرسال الرسائل، وواجهت تحديات في هذا الصدد.
مستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية
في حين تسعى الولايات المتحدة إلى مسار منفصل للمفاوضات مع إيران، فإن الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي، وهي الدول الأوروبية الثلاث والصين وروسيا، تتحرك نحو محادثات متعددة الأطراف. وفي الأسابيع الأخيرة، عقدت إيران عدة جولات من المفاوضات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي والدول الثلاث بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وأعلن أن هذه المحادثات سوف تستمر.
ومن المقرر أيضا أن تبدأ المحادثات الثلاثية بين إيران وروسيا والصين في بكين في 13 مارس/آذار. وتشير هذه التطورات إلى أن جميع الأطراف الرئيسية في الاتفاق النووي - باستثناء الولايات المتحدة - دخلت في عملية جديدة من المشاورات. ولهذا السبب، يمكن القول إن واشنطن تواجه في الوضع الحالي مسارين مختلفين: إما أن تلتزم بإطار اتفاق 2015، أو أن تواصل استراتيجية الضغط الأقصى وتقبل خطر تصعيد التوترات.
نورنيوز