معرف الأخبار : 214512
تاريخ الإفراج : 2/26/2025 11:21:11 PM
الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا؛ ما الذي يبحث عنه لافروف في طهران؟

نور نيوز في حوار مع نجاح محمد علي، حول أبعاد زيارة وزير الخارجية الروسي إلى إيران:

الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا؛ ما الذي يبحث عنه لافروف في طهران؟

الزيارة تعكس جهود البلدين لمواصلة التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
في حوار مع نجاح محمد علي، المحلل البارز في قضايا الشرق الأوسط، تناول موقع نورنيوز أبعاد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى طهران. وتأتي هذه الزيارة في وقت وصلت فيه التوترات بين موسكو وواشنطن إلى ذروتها، ووصول القضية النووية الإيرانية إلى مرحلة حساسة. وتعكس المشاورات بين طهران وموسكو بشأن التطورات الإقليمية والحرب في أوكرانيا والمفاوضات الروسية الأميركية جهود البلدين في التنسيق الاستراتيجي ضد الضغوط الغربية. وفي الوقت نفسه، يطرح هذا السؤال نفسه: هل يمكن لتحسن العلاقات الروسية الأميركية أن يؤثر على العلاقات بين موسكو وطهران؟ نورنيوز: كيف تقيمون الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران في ظل الظروف الحالية؟ نجاح محمد علي: هذه الزيارة تعكس جهود البلدين لمواصلة التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وتعتبر هذه الزيارة واللقاءات التي عقدت مهمة للغاية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة في العلاقات الروسية الأمريكية. وتضمنت الموضوعات الرئيسية للمفاوضات بين الجانبين قضايا مهمة مثل لبنان وسوريا وفلسطين، وهو ما يشير إلى إرادة طهران وموسكو في تعزيز التعاون الإقليمي. والنقطة المهمة هنا هي توقيت هذه الزيارة التي جاءت مباشرة بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين، وكذلك بعد المفاوضات بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي في الرياض. ويشير هذا إلى أن روسيا تحاول التنسيق بشكل أكبر مع إيران، في إطار سعيها إلى خفض التوتر في علاقاتها مع واشنطن. ويمكن أن يوفر الاجتماع المقبل بين الرئيسين الأميركي والروسي صورة أكثر وضوحا عن نهج روسيا في كيفية تفاعلها مع الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين بشأن القضايا المعقدة في غرب آسيا. نورنيوز: في الأخبار التي نشرت عن اللقاء بين المسؤولين الإيرانيين والروس، وردت انباء أيضاً أن البلدين يتشاوران بشأن القضية النووية الإيرانية. هل هناك احتمال أن تعود روسيا إلى النشاط في هذه القضية؟ نجاح محمد علي: نعم، تصريحات لافروف وعباس عراقجي تشير إلى وجود اتفاق قوي بين إيران وروسيا بشأن قضايا رئيسية مثل الأمن والاستقرار في سوريا، والأزمة الفلسطينية، والملف النووي الإيراني. وأكد لافروف أن حل هذه القضايا يجب أن يتم عبر القنوات الدبلوماسية، وهو ما يعكس جهود موسكو لمنع المزيد من تصعيد التوترات والضغوط على إيران، خاصة في ظل انخراط روسيا والولايات المتحدة في مفاوضات حول القضايا الاستراتيجية الإقليمية والدولية. من جهة أخرى، أكد عراقجي موقف إيران الثابت في دعم الحكومة اللبنانية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب البلاد. وأكد أيضاً استمرار الدعم القوي لمحور المقاومة في المنطقة، وهو ما يدل على التزام طهران بحقوق الفلسطينيين ورفضها لسياسات تل أبيب الاحتلالية. نورنيوز: في ضوء هذه التطورات، كيف تقيمون مستقبل التعاون بين إيران وروسيا بشأن القضايا الإقليمية؟ نجاح محمد علي: أحد أهم مجالات التركيز بين الجانبين هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومواجهة النزعة الانفصالية التي تتعارض مع نهج الولايات المتحدة وإسرائيل. إن تأكيد لافروف وعراقجي في تصريحاتهما على الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، نظراً لاحتلال إسرائيل جزءاً من أراضي البلاد، ولالولايات المتحدة قاعدة عسكرية وقوات بالوكالة في البلاد، هو قضية مهمة للغاية. تغييرات مهمة: بينما تشارك في المحادثات مع الولايات المتحدة، تعتزم روسيا تعزيز تحالفها الاستراتيجي مع إيران والصين ضد الضغوط الغربية المستقبلية. كما أن لإيران مواقف ثابتة وواضحة بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وخاصة في القضية النووية، فهي غير مستعدة للتفاوض تحت الضغط. وبناءً على ذلك، ينبغي تقييم آفاق العلاقات المستقبلية بين طهران وموسكو بشأن القضايا الإقليمية على أساس تقاطع مواقف ومصالح البلدين، والتي تتفق في جوانب مهمة. نورنيوز: يرى بعض المحللين أن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا قد يؤثر على علاقات موسكو مع طهران. ماذا تعتقد؟ نجاح محمد علي: رغم أن تشكيل اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا قد يؤثر على سياسات موسكو تجاه إيران، إلا أن روسيا من المرجح أن تفكر في تحقيق التوازن بين مصالحها في أوروبا والمنطقة. إن تعاون روسيا مع إيران في غرب آسيا يشكل خياراً وضرورة استراتيجية. ولذلك، لا يمكن اعتبار تحسن علاقات روسيا مع الغرب عاملاً في انفصال روسيا عن إيران. ونظراً لموقع إيران المستقل كقوة فاعلة قوية ومؤثرة في منطقة غرب آسيا على وجه الخصوص، فإن روسيا ستلتزم بالتزاماتها تجاه إيران في إطار موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران، وهي جارة قوية إلى الجنوب من البلاد. نورنيوز: هل ستغير إيران سياساتها ردا على هذه التطورات؟ نجاح محمد علي: موقف إيران كان دائما يتمتع بمبادئ وأطر ثابتة تحت قيادة آية الله خامنئي. إيران ترفض المفاوضات تحت الضغط وتقبل أي اتفاق مبني على الاحترام المتبادل والعدالة. وحتى لو تغيرت العلاقات الروسية الأميركية، فمن غير المرجح أن يكون لذلك تأثير كبير على سياسات طهران. إيران مستعدة للتفاوض على أساس مصالحها الاستراتيجية، ولكنها غير مستعدة لقبول التنازلات تحت الضغط. لقد كانت سياسة طهران دائما هي الحفاظ على الاستقلال في صنع القرار الدولي، وأعتقد أن هذا النهج سيستمر في المستقبل. نورنيوز: هل ستظهر إيران مرونة في سياستها الخارجية؟ نجاح محمد علي: إيران انتهجت دائما سياسة متوازنة ومرنة، لكن هذه المرونة لا تعني التراجع عن المبادئ الأساسية. إن القرارات في إيران يتم اتخاذها على مستويات مختلفة من الحكم، بما في ذلك المرشد الأعلى، والرئيس، والمجلس الأعلى للأمن القومي، مما أدى إلى صياغة استراتيجية توازن بين الكرامة والحكمة والمصلحة. ويسمح هذا الهيكل لاتخاذ القرار بالاستجابة السريعة للتطورات الدولية ويساعد إيران على مقاومة الضغوط الخارجية. نورنيوز: في ظل التحديات القائمة، كيف سيكون التعاون بين إيران وروسيا في المستقبل؟ نجاح محمد علي: رغم أن التوقعات تشير إلى تحسن في العلاقات الروسية الأميركية، إلا أنه في ضوء التطورات الإقليمية والنظام الجديد الذي يتم تشكيله، فإن التعاون بين إيران وروسيا سيزداد في إطار تأمين المصالح المشتركة. وهناك مسألة مهمة للغاية لا ينبغي إغفالها وهي تعقيدات الظروف الإقليمية، التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير العديد من التقديرات. في الوقت الحاضر، مستقبل سوريا غير مؤكد تماما، والأوضاع في لبنان غير مستقرة، والإخوان والحركات المعادية لهم تزن وتغير المعادلات لصالحها، والملف النووي الإيراني وعلاقات طهران بالغرب قضية ذات تأثير دولي ومكانتها لا تزال غامضة، ومستقبل غزة لا يزال غامضا، والأوضاع الداخلية لإسرائيل ومستقبل نتنياهو السياسي غامضة تماما. كل هذه القضايا، إلى جانب قضايا أخرى ثانوية وكبرى، قد تمهد الطريق لتطورات غير متوقعة تماما. وأعتقد أن بعض الصراعات الإقليمية لا تزال ممكنة وأن المنطقة لا تزال على مسار التوترات المتزايدة، ولكن الحلول السياسية لا تزال ممكنة، شريطة أن تنظر الأطراف المعنية والجهات الفاعلة الرئيسية إلى هذه التحديات بواقعية.
نورنيوز
الكلمات الدالة
النوویالقضایاالملف
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك