معرف الأخبار : 213044
تاريخ الإفراج : 2/16/2025 7:37:04 PM
مؤتمر ميونيخ للأمن؛ الأمن العالمي من زاوية القوى الغربية

مؤتمر ميونيخ للأمن؛ الأمن العالمي من زاوية القوى الغربية

تحول مؤتمر ميونيخ للأمن مرة أخرى الى منصة لعرض الاختلافات الغربية والأولويات المحددة في السياسة الدولية. وفي الوقت الذي تنتشر فيه الأزمات الإنسانية والأمنية في مناطق مختلفة من العالم كالنار في الهشيم، كشف هذا الاجتماع مرة أخرى أن صناع القرار الرئيسيين يهتمون بمصالحهم الخاصة أكثر من اهتمامهم بالأمن العالمي.
مؤتمر ميونيخ الأمني ​​السنوي انعقد في ظل الوضع الذي أثار فيه الحادث الأمني ​​الأخير في المدينة تساؤلات حول قدرة ألمانيا على ضمان الأمن الداخلي. وفي هذه الأثناء، كشف فحص الموضوعات الرئيسية للاجتماع عن هيمنة النهج الأحادي الغربي. تمثل أغلب المشاركين في الاجتماع من الدول الغربية، مما أثار تساؤلات حول شمولية القمة. إن التركيز على الحرب في أوكرانيا، دون وجود روسيا، يعكس وجهة نظر أحادية الجانب من جانب المنظمين. اكدت الدول الغربية على دعمها العسكري لأوكرانيا، لكن امريكا اشترطت لهذا الدعم تقديم تنازلات اقتصادية واستغلال موارد البلاد. وتُظهر هذه القضية التناقض في سياسات الحلفاء الغربيين. حيث باتت الاختلافات الاقتصادية بين امريكا وأوروبا محوراً آخر في الاجتماع. في حين تنتقد أوروبا السياسات الاقتصادية لواشنطن، فإنها تنضم إلى الولايات المتحدة في فرض عقوبات على بعض البلدان. وعلى الرغم من أهمية الأزمة الفلسطينية، إلا أن هذه القضية لم تحظ بمكانة كبيرة في اجتماع ميونيخ. وكان الوضع الإنساني في غزة واستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية من القضايا الهامة التي تم تجاهلها. كما لم يتناول اجتماع ميونيخ قضية الاحتلال الاسرائيلي في لبنان وسوريا وأثره على الأمن الإقليمي. وبدلاً من ذلك، أثيرت مناقشات كانت أكثر انسجاماً مع أولويات السياسة الخارجية الغربية. اذ لم تجري مناقشة العقوبات الاقتصادية التي أفضت إلى أزمات إنسانية في بعض البلدان في هذه القمة. ويأتي ذلك في حين تعتبر الأمم المتحدة أن العقوبات تشكل عاملاً في تفاقم الأزمات الإنسانية. إن النهج الأحادي الجانب لقمة ميونيخ أثار التساؤل عما إذا كان هدف هذه القمة هو ضمان الأمن العالمي أم مصالح بعض الدول؟ وقد أدى الفشل في معالجة الأزمات الكبرى إلى تعزيز هذه الشكوك. إن العالم يحتاج إلى نهج أكثر شمولية لمواجهة التحديات الأمنية. وإذا استطاعت اجتماعات مثل ميونيخ أن تتجاوز وجهات النظر الضيقة، فإنها قد تلعب دوراً أكثر فعالية في مستقبل السياسة العالمية.
نورنيوز
الكلمات الدالة
مؤتمرالقوىمیونیخ
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك