نورنيوز- أصبح عام 2025 عامًا حاسمًا في السياسة الدولية مع اقتراب نهاية القيود المحددة في الاتفاق النووي ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني.
في ضوء هذه التطورات، تتطلع الدول الأوروبية إلى إعادة رسم سياساتها تجاه إيران، وتؤكد تصريحات إيمانويل ماكرون الأخيرة والتقارير الواردة من مصادر مثل أكسيوس أن أوروبا تشعر بالقلق إزاء فقدان أدوات المراقبة والأدوات الاقتصادية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال لقاء مع السفراء الأجانب يوم الاثنين 6 كانون الثاني/يناير، إن البرنامج النووي الإيراني وصل إلى نقطة اللاعودة، وأضاف أن فرنسا بحاجة إلى استراتيجية وحوار استراتيجي بشأن إيران مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وستفعل ذلك. وذكر أيضًا؛ أنه على قادة الدول أن يسألوا أنفسهم ما إذا كانوا يريدون تفعيل آلية عودة العقوبات على إيران (آلية الزناد) قبل تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام أم لا.
والآن تحاول الدول الأوروبية انتهاج سياسة بين الضغط والتفاوض. وهذا النهج، الذي يكمل بطريقة ما عدم الالتزام والتقاعس من جانب الولايات المتحدة وأوروبا تجاه تنفيذ التزاماتهما في خطة العمل الشاملة المشتركة، مع تعزيز أجواء عدم الثقة بين إيران والغرب، يمكن أن يخلق منصة من خلال زيادة الخلافات بين إيران والغرب، في ظل الأجواء غير الدافئة للعلاقات بين إيران والدول الغربية، ستكون هناك جولة جديدة من التوتر في العلاقة بينهما.
* أوروبا أمام تحدّ
وفي وقت اتخذت فيه ايران اجراءات احترازية إزاء خروج امريكا من الاتفاق النووي وعدم وفاء الأطراف الأوروبية بتعهداتها، تحاول الدول الأوروبية استخدام ذريعة جديدة للضغط على العلاقات الدفاعية بين إيران وروسيا المستمرة منذ سنوات ولا علاقة لها بالحرب في أوكرانيا، متذرعة بكذبة كبيرة تحت عنوان بيع الأسلحة الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا، وتقديم إيران كلاعب جيوسياسي يهدد اوروبا.
وفقًا لـ "شرط الغروب" من الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، في أكتوبر 2025، سيتم الانتهاء بالكامل من القيود المتوقعة على الأنشطة النووية السلمية الإيرانية، والتي ظلت مفروضة بشكل غير قانوني وتحت ذرائع حتى الآن. لقد استخدموا بشكل خاطئ أداة العقوبات الاقتصادية لممارسة هيمنتهم السياسية على إيران، وهم قلقون من إضعاف هذا النهج فيما يسمى باحتواء إيران. وفي هذا الإطار، لا تزال الدول الأوروبية تحاول استخدام الوسائل القسرية للضغط على بلادنا من خلال التخطيط لإمكانية تفعيل آلية الزناد، الأمر الذي سيؤدي إلى تعقيد الوضع القائم مع الإجراءات المضادة التي تتخذها إيران.
*أهداف أوروبا واستراتيجياتها: تفاعل أم مواجهة؟
وفي الوقت الذي تحاول فيه الأطراف الغربية التوصل إلى اتفاق يقضي بفرض المزيد من القيود على البرنامج النووي الإيراني وتقليص دوره طهران الإقليمي، تحاول أوروبا فرض وجهات نظرها السياسية على إيران من خلال استغلال التهديد باستخدام آلية الزناد.
إذا استخدمت أوروبا آلية الزناد، فإن شروط الأطراف في خطة العمل الشاملة المشتركة ستعود إلى ما كانت عليه قبل التوقيع على هذا الاتفاق.
في مثل هذه الحالة، ومع إلغاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، سيتم إعادة تفعيل مجموعة العقوبات المفروضة على إيران قبل التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة. هذا على الرغم من أن القرار 2231 لم يلغ، إلا أن الجزء الأهم والأكثر تأثيراً من هذه العقوبات يتم تنفيذه تحت ضغط الولايات المتحدة، وحتى أوروبا ستتبعها.
إن الاهتمام بهذه الحقيقة يدل على أن تطبيق آلية الزناد لن يحدث أي تغيير معين في وضع العقوبات الحالي على إيران.
وذلك على الرغم من حقيقة أن القدرة النووية السلمية الإيرانية قد زادت بشكل كبير منذ عشر سنوات (بداية اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة) والظروف التي تشير إليها أمريكا وأوروبا على أنها تهديد لإيران من خلال تنفيذ عمليات إعادة فرض العقوبات ورد إيران على هذا الإجراء سيكون حاسم.
علاوة على ذلك، إذا كانت أوروبا تعتزم استخدام إعادة فرض العقوبات، فإن الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمتها إيران مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتطوير التعاون من أجل حل القضايا بينهما، ستواجه أيضًا تحديات.
وتظهر تقارير مثل تحليل أكسيوس الأخير أن حكومة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يعتبرون كيفية التعامل مع إيران أحد التحديات الرئيسية لعام 2025. وكما جاء في تقرير أكسيوس الأخير، فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف العام يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الوضع الحالي ويدفع غرب آسيا إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.
نورنيوز