نورنيوز – في 30 ديسمبر 2024، شهدت مدينة نيو أورلينز الأمريكية هجوماً مميتاً، وهاجم شمس الدين جبار، وهو سائق يبلغ من العمر 42 عاماً، حشداً في شارع بوربون بشاحنة وقتل 15 شخصاً. كما أصيب في هذا الحادث 35 شخصا آخرين، من بينهم ضابطا شرطة. وأثار الهجوم، الذي صنفه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على أنه عمل إرهابي مرتبط بداعش، موجة من ردود الفعل داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وعقب ساعات وقع انفجار في لاس فيغاس، حيث انفجرت سيارة تيسلا الكهربائية أمام فندق ترامب. وأثار الرئيس بايدن احتمال وجود صلة بين الحادثتين، فيما استغل دونالد ترامب هذه الحوادث لانتقاد السياسات الأمنية لإدارة بايدن واعتبرها علامة على انهيار الأمن الأمريكي.
*سياسات الهجرة والأمن في دائرة الضوء
وتزامن هذه الأحداث مع بداية الولاية الثانية لرئاسة ترامب المشهورة بسياسات الهجرة المتشددة وأمن الحدود، لفت الانتباه إلى تبعات السياسات الحدودية لإدارة بايدن. وأشار ترامب إلى تعليق الجدار الحدودي وسياسات بايدن الحدودية كعوامل أدت إلى إضعاف الأمن القومي. وقد تكون هذه الأحداث ذريعة للعودة إلى السياسات الصارمة المناهضة للهجرة التي طالما دعمها ترامب.
*استغلال الصهاينة للحادثة
إن نشر خبر إصابة يهود في حادثة نيو أورليانز ورد الفعل السريع من قبل السلطات الصهيونية التي وصفته بالإرهابي، عزز التكهنات حول استغلال الكيان الصهيوني لهذه الحادثة بشكل فعال. إن مجموعات مثل داعش، التي لم تتخذ بعد أي إجراء ضد إسرائيل، أصبحت عمليا أداة سياسية لكسب المزيد من الدعم من أمريكا وتبرير سياسات الكيان الصهوني العدوانية.
*المعايير الأمريكية المزدوجة في الحرب ضد الإرهاب
لقد كشفت الحادثة التي وقعت في نيو أورليانز مرة أخرى عن المعايير المزدوجة التي تتبعها أميركا في التعامل مع الإرهاب. إن اعترافات هيلاري كلينتون وباراك أوباما حول دور أمريكا في تشكيل وتعزيز مجموعات مثل داعش والقاعدة هي تأكيد على استخدام هذا البلد للإرهاب لتحقيق مصالح جيوسياسية.
ولا يزال هذا النهج المزدوج يظهر في السياسات الأمريكية الحالية، على سبيل المثال، فإن هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، المدرجين على قائمة الجماعات الإرهابية، يخضعان في الوقت نفسه لتعامل دبلوماسي أميركي مباشر. ورغم أن مثل هذه السياسات تشكك في صحة ادعاءات أميركا فيما يتصل بالحرب ضد الإرهاب، فقد أصبحت تشكل تهديداً للأمن العالمي والداخلي لهذا البلد.
إن الحادث الذي وقع في نيو أورليانز يشكل رمزاً للضرر الناجم عن المعايير المزدوجة التي تتبعها أميركا في التعامل مع الإرهاب. ولم تؤد هذه السياسات إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في العالم فحسب، بل إنها واجهت أيضاً تحديات خطيرة للأمن الداخلي في أميركا. إن مراجعة هذه التوجهات وتبني سياسات عادلة وشاملة في التعامل مع الإرهاب ضرورة لا يمكن إنكارها للحد من التهديدات والحفاظ على الأمن العالمي.
نورنيوز