نورنيوز- تكثفت في الأسابيع الأخيرة الأنشطة الإعلامية والدبلوماسية الغربية تجاه اليمن، وحاولت الدول الغربية لفت الانتباه إلى الوضع الإنساني في اليمن من خلال ادعاء المخاوف الإنسانية. ولكن لماذا تأتي هذه الادعاءات في وقت تتورط فيه غزة في جرائم النظام الصهيوني وتواجه سوريا تحركات جديدة للغرب والصهاينة؟
إن جلسة مجلس الأمن وتصريحات ممثلي بريطانيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة الاقتصادية في اليمن والقلق بشأن جوع الشعب هي أشبه بلفتة منافقة. وبدعوى دعم الشعب اليمني، أثارت بريطانيا ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والحد من الأزمة الاقتصادية، بينما لعبت لسنوات دوراً مباشراً في خلق هذه الأزمة من خلال دعم الهجمات واسعة النطاق على اليمن. ومن ناحية أخرى، تحاول أمريكا إضعاف المقاومة اليمنية من خلال الادعاء بمعارضة إرسال إيران وروسيا أسلحة إلى اليمن، وفي الوقت نفسه خلق أساس لوجود عسكري أوسع في المنطقة.
الحقائق التي لا يقولها الغربيتجاهل الغرب في إعلاناته عدة نقاط مهمة:
*شرعية أنصار الله: أنصار الله جزء من هيكل الحكم في اليمن، الذي يتمتع بدعم شعبي واسع النطاق. ووجود الملايين في المسيرات، وكذلك المقاومة الشرسة ضد العدوان الأجنبي، دليل على هذا الادعاء.
المقاومة اليمنية المشروعة: يقاوم الجيش اليمني، المكون من قبائل وجماعات مختلفة، العدوان الأجنبي منذ 8 سنوات، وتحظى أعماله العسكرية بدعم من الشعب.
*جذور الأزمة الإنسانية: الكارثة الإنسانية في اليمن هي نتيجة مباشرة للعقوبات الأجنبية والعدوان بدعم من الدول الغربية. وتعتبر الأغذية والأدوية الفاسدة المرسلة إلى اليمن مثالاً على هذه السياسات.
الدفاع عن الحقوق الفلسطينية: إن تحركات اليمن في البحر الأحمر والاعتداءات على السفن الإسرائيلية تأتي من أجل مواجهة عدوان النظام الصهيوني ودعم شعب غزة المظلوم، وقد دفع اليمن أموالاً كثيرة مقابل هذا العمل الشجاع.
*الأهداف الحقيقية للغربومن الواضح أن المطالبات الإنسانية للغرب ليست من باب التعاطف، بل هي جزء من سيناريو أكبر لتحقيق الأهداف التالية:
-دعم الكيان الصهيوني: يحاول الغرب قمع المقاومة اليمنية التي تعرف بأنها أحد التهديدات الرئيسية للنظام الصهيوني، وذلك تحت ذرائع إنسانية.
-تشكيل تحالف جديد: فشل التحالف السابق ضد اليمن دفع الغرب إلى محاولة تشكيل تحالف جديد بذرائع إنسانية.
-ترسيخ النفوذ العسكري: إن ادعاء مواجهة روسيا وإيران في اليمن هو ذريعة لنشر قوات عسكرية غربية في هذا البلد.
عملية مماثلة في الماضيوتاريخ التدخل الغربي مليء بأمثلة مماثلة؛ ومن احتلال العراق وأفغانستان إلى ليبيا وسوريا. لقد كانت المطالبات الإنسانية دائما غطاء للعدوان ونهب الموارد، ولم تجلب سوى الدمار وعدم الاستقرار.
وبحسب رأيها فإن الغرب يحاول الهيمنة على اليمن بسيناريوهات جديدة، لكن تجربة 8 سنوات من المقاومة اليمنية أظهرت أن هذا البلد لن يستسلم للتهديدات والعقوبات. وأكد محمد عبد السلام المتحدث باسم أنصار الله أن اليمن على استعداد تام للتصدي لأي عدوان وأي هجوم سيقابل بالرد الحاسم.
إن سلوك الغرب تجاه اليمن ينسجم مع تأمين المصالح الاستراتيجية الداعمة للكيان الصهيوني أكثر منه بسبب القلق على الوضع الإنساني في هذا البلد. إن موقع اليمن الجيوسياسي وقدراته المحلية جعلت من الشعب المجاهد في هذا البلد قوة فاعلة ستدفع المعتدين حتماً بالهزيمة كما في الماضي، في مواجهة مثل هذه المؤامرات.
نورنيوز