وخلال جولة ميدانية إلى ريف حماة الشمالي، بتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة أن الجيش السوري سيبقى ضمانة أبناء الوطن والمدافع عن الأرض والسيادة.
والتقى العماد إبراهيم وحدات من القوات المسلحة المتقدمة على اتجاه ريف حماة الشمالي وتفقد المواقع الأمامية التي استعادها الجيش.
وأكد مصدر عسكري في تصريح نقلته وكالة «سانا» وصول تعزيزات إضافية للجيش العربي السوري إلى مواقع انتشاره في ريف حماة الشمالي، تضم أفراداً وعتاداً مختلفاً لدعم تقدم وحدات الجيش على هذا المحور، بالتوازي مع مواصلة الطيران الحربي السوري- الروسي المشترك تنفيذ عمليات مركزة ضد مواقع الإرهابيين ومحاور تحركهم.
وقال المصدر: إن «المزيد من التعزيزات العسكرية من قواتنا المسلحة وصلت إلى ريف حماة الشمالي تضم أفراداً وعتاداً ثقيلاً وراجمات صواريخ لدعم وإسناد تقدم قواتنا المسلحة على هذا المحور وسط حالة من الفرار الجماعي لعناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة».
وأضاف المصدر: «إن الطيران الحربي السوري- الروسي المشترك يكثف ضرباته الدقيقة على محاور تحرك الإرهابيين الفارين ومواقعهم ومقارهم ومستودعات الأسلحة والذخيرة التابعة لهم محققاً إصابات مباشرة، وموقعاً العشرات منهم بين قتيل وجريح».
*تعزيز الخطوط الدفاعية
وذكر مصدر عسكري في وقت سابق أمس أن وحدات من قوات الجيش العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي قامت خلال ليلة أول أمس بتعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق.
كما تمكنت تلك القوات من تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم ولاذ بقيتهم بالفرار.
وفي السياق بيَّن مصدر ميداني أن الجيش السوري شكل خطاً نارياً دفاعياً عن حماة، وتركز في نقاط استراتيجية، لاصطياد الإرهابيين الذين حاولوا جاهدين التقدم نحو بعض القرى والبلدات من ريف حماة الشمالي إلى سهل الغاب الشمالي الغربي، ونجح في كبح جماحهم والتصدي لهجماتهم، فحاولوا تعويض فشلهم باقتحامها على صفحاتهم الفيسبوكية بضخ إعلامي هائل لترويع الناس الآمنين، وإيهام العالم الخارجي أن تلك الأرياف صارت بقبضتهم.
وأكد المصدر أن وحدات الجيش المقاتلة، قضت على العشرات من الإرهابيين ومنهم من جنسيات أجنبيةاً.
ولفت إلى أن الغارات استهدفت تحركات الإرهابيين وآلياتهم وتجمعاتهم ومقارهم، وهو ما أدى لمقتل عدد كبير منهم.
وأوضح المصدر أن الجيش أسقط طائرة انتحارية مسيرة للإرهابيين في أجواء بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي.
*مقتل قيادي في جماعة 'تحرير الشام'
أعلنت الجماعات الارهابية عن مقتل القيادي في ما يسمى "هيئة تحرير الشام"(النصرة) الإرهابية "أبو ذر محمبل" في استهداف غرفة عمليات الإرهابيين في ريف حلب الغربي.
وقتل أبو ذر محمبل في حلب جراء خلافات مع مسلحي ما يسمى "جيش الإسلام" الإرهابي في حلب.
وحقق الجيش السوري، مكاسب ميدانية كبيرة في محافظات حلب وحماه وإدلب، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 1300 من عناصر تنظيم "جبهة النصرة" وفلول التنظيمات الإرهابية المرتبطة بها.
وأفادت مصادر عسكرية سورية بأنّ الطيران الحربي السوري استهدف بدقة مواقع وتجمعات إرهابية، كان أبرزها مقر رئيسي على أوتوستراد الحمدانية في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بينهم قادة ميدانيون بارزون.
وفي ريف حماه الشمالي، أعلن الجيش السوري سيطرته على قلعة المضيق وبلدة معردس، بالإضافة إلى بلدة حلفايا وعدد من البلدات الأخرى، بعد مواجهات عنيفة مع المجموعات المسلحة التي بدأت بالتراجع أمام زخم الهجوم.
*تحذير دولي
من جهته أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أنه مستعد للعمل على دعوة أطراف الأزمة السورية والجهات الدولية المعنية لإجراء مفاوضات سلام جديدة وشاملة حول سوريا.
وقال بيدرسن في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لبعثة الأمم المتحدة في سوريا: "أدعو إلى مشاركة سياسية عاجلة وجادة للأطراف السورية والدولية المعنية لتجنب إراقة الدماء والتركيز على الحل السياسي وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأضاف: "سأواصل العمل مع جميع الأطراف وسأكون على استعداد لاستخدام مساعي الحميدة لدعوة الجهات المعنية الدولية والسورية لإجراء مفاوضات سلام جديدة وشاملة حول سوريا".
وأشار إلى أنه يتابع الوضع في سوريا عن كثب، لافتا إلى "تغيرات جذرية على خطوط التماس" في الأيام الأخيرة.
واعتبر أن الأحداث الأخيرة في سوريا تشكل "تهديدا خطيرا" على المدنيين وتترتب عليها "عواقب وخيمة" على السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
وشدد بيدرسن على "الضرورة الملحة" لجميع الأطراف للوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي في مجال حماية المدنيين والبنية التحتية كأولوية. مضيفا أنه سيواصل الضغط من أجل حماية المدنيين ووقف التصعيد.
وأكد أنه بدون مشاركة جادة من قبل الأطراف المعنية السورية والدولية الرئيسة في مفاوضات هادفة لإيجاد مخرج من النزاع، فإن سوريا تواجه "مزيدا من الانقسام والتدهور والدمار".
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، شنّ تنظيم "تحرير الشام" الإرهابي (جبهة النصرة) ، هجومًا عنيفًا على نقاط الجيش السوري في أرياف محافظات حلب وحماة وإدلب السورية. وشنّ التنظيم الإرهابي قصفا صاروخيا على بلدتي نبل والزهراء وباتجاه بلدة قيتان الجبل، في ريف حلب الغربي، على التوازي مع قصف عنيف على خطوط التماس في ريفي إدلب الجنوبي، وحماة الغربي.
وبعد هجوم المسلحين على حلب وريف حماة الشمالي قام الجيش السوري بحشد قواته وتعزيزها في ريف حماة الشمالي، وقام بهجوم معاكس تمكن من خلاله من استعادة عدة بلدات استراتيجية أهمها معردس وطيبة الإمام وخربة الحجامة وحلفايا وقلعة المضيق.
الجدير بالذكر إن التحركات الجديدة للجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا جاءت بعد هزيمة الكيان الصهيوني، وانتصار محور المقاومة ؛حيث ان المؤامرة الجديدة هي جزء من مخطط الولايات المتحدة والكيان الصهيوني غير الشرعي ضد الحكومة السورية والشعب السوري.
وكالات