وقال سماحته: ان الشعب الإيراني والمسؤولون لن يتوانوا أبدا عن مواجهة الاستكبار العالمي والجهاز المجرم الحاكم على النظام العالمي، وتابع: إن القضية ليست مجرد انتقام، بل هي حركة منطقية؛ مواجهة تستند إلى الدين والأخلاق والشريعة وتتوافق مع القوانين الدولية، ولن يكون هناك أي تردّد أو تقصير من قبل الشعب الإيراني ومسؤولي البلاد في هذا الاتجاه، كونوا واثقين من ذلك.
وأردف سماحته: لا يمكن أن يُشكك أو يُساءل بشأن قضية "وكر التجسس"، فالسفارة الأمريكية لم تكن مجرد مركز للأنشطة الدبلوماسية والمعلوماتية فقط، بل كانت مقرًا للتخطيط لتحريض الداخل ضد الثورة والقضاء عليها، بل وحتى تهديد حياة الإمام العظيم.
واعتبر قائد الثورة الوثائق التي تم اكتشافها في وكر التجسس في غاية الأهمية، وأضاف: على الشباب أن يقرأوا كتب وثائق وكر التجسّس وغيرها من الوثائق حتى يدركوا أكثر حول ماهية تحول السفارة الأمريكية إلى مركز للتخطيط والتآمر على الثورة.
ووصف الاستيلاء على وكر التجسّس بأنه نقطة تحول وحادثة تاريخية لا تنسى نظرا لتوضيح الطبيعة الحقيقية للسفارة الأمريكية، وأضاف: ولهذا السبب وافق الإمام على تحرك الطلاب بتلك الرؤية الثاقبة.
وتابع: إن المسألة هي مسألة مواجهة الظلم الدولي، بالنسبة للشعب الإيراني، واستلهاماً من تعاليم الإسلام، فإن التصدي للظلم واجب، وأردف سماحته: مواجهة الاستكبار واجب. فالاستكبار يعني الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية الشاملة وإذلال الأمم؛ لقد تم الإساءة للشعب الإيراني على مدار سنوات طويلة، لذا فإن نضال الشعب الإيراني ضد الاستكبار كان ولا يزال قائماً، وسيستمر حتمًا.
وقال إنه يكذب من يقول أن "الخلاف بين إيران وأمريكا بدأ في 4 من نوفيمبر/تشرين الثاني 1979" خلاف الأمريكان مع الشعب الإيراني يعود إلى ما قبل الثورة متسائلا: من أسس السافاك؟ مشيرا إلى أن كفاح الشعب الإيراني ضد الغطرسة الأمريكية ناشئ عن الهيمنة الظالمة والوقحة للحكومة الأمريكية على شعبنا وبلدنا العزيزين.
وتابع: كما ان لتواجد الأمريكان ومساعيهم قبل 28 أغسطس/اب 1953، قصة طويلة، لكن ما يراه الجميع وينظر إليه هو أحداث 19 من اغسطس، في ذلك الوقت كانت تحكم البلاد وتُسيّر امورها حكومة وطنية شعبية، وجاء الأميركيون الذين طعنوا بالثقة التي منحتهم إياها الحكومة التي وثقت بالأميركيين بكل سذاجة، وأطاحوا بهذه الحكومة وأسّسوا الحكم الملكي الظالم، ولمس الإيرانيون على مدار سنوات طويلة العداء الأميركي للشعب الإيراني.
وأضاف لقد قام الأمريكيون بانقلاب في إيران ففي الثلاثينيات أسسوا منظمة السافاك التي تعتبر مركز التعذيب والضغط على المقاتلين وطالبي الحرية، متسائلا كم عدد الشباب، المتدينين، الأشخاص وعشاق الحرية الذين ماتوا أو أصيبوا بالشلل أو تعرضوا للتعذيب على يد عملاء السافاك التابع للشاه ومنظمة الاستخبارات التابعة له.
ولفت إلى أن من صنع السافاك هم عملاء أميركا وهم من علموهم اساليب التعذيب، وجاؤوا بعشرات الآلاف من المستشارين إلى إيران للتدخل في شؤون الجيش والمخابرات والحكومة وكل شيء، والتجسس والتسلل وتغيير ثقافة الشعب ولتزداد هيمنتهم يوما بعد يوم على البلاد.
وحول آخر التطورات في المنطقة، قال سماحته: "للأسف، وحتى اليوم، تُقدّم بعض الحكومات مساعدات اقتصادية وحتى عسكرية للعدو المتعطّش للدماء، متجاهلة الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان".
وأدان آية الله الخامنئي الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة واستشهاد 50 ألف مدني في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال، والمآسي الحالية في لبنان، والتي تتم جميعها بدعم عسكري وسياسي وقح وصريح،
مؤكداً سماحته أن مشاركة امريكا تسبّبت في فضيحة لمزاعم حقوق الإنسان، وأضاف: إن الحرب ضد الاستكبار هي معركة عقلانية وحكيمة وتنسجم مع المنطق الدولي.
واعتبر قائد الثورة المكانة التي يحظى بها الشعب الإيراني في الرأي العام العالمي، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها وسائل إعلام نظام الهيمنة، خير دليل على فعالية النضال الناجح والمنطقي للجمهورية الإسلامية، وقال سماحته: إنه وبعد عملية الوعد الصادق، كشفت فرحة الشعوب في شوارع مختلف البلدان، أن حركة الشعب الايراني مقبولة بالمنطق الدولي وبالطبع المنطق الإسلامي والقرآني.
ودعا إلى استمرار هذا المسار وفق خطّة صحيحة، وقال: إن استمرار هذا المسار يعتمد على التقدم العلمي والتكنولوجي، وعلى وجود خارطة طريق يمكن للشباب الأعزاء في كل أنحاء الوطن أن يعززوها من خلال تطوير البلاد فكريا وعلميا.
واعتبر أن الجرائم الحالية التي يرتكبها كيان الاحتلال بمساعدة وتدخل ومشاركة الولايات المتحدة هي تشويه كامل للادعاءات الخادعة لـ "حقوق الإنسان الأمريكية"، وأضاف: لقد أدرك العالم اليوم أن المطالبين المجرمين بحقوق الإنسان الذين يطلقون جوراً على أشخاص كبار من قبيل الشهداء السيد نصر الله وهنية وسليماني "إرهابيين"، هم نفسهم أعتى العصابات الإرهابية والإجرامية.
ودعا الإمام الخامنئي الشعوب إلى خلق حراك شعبي ضد هذا الكم من الإجرام والخداع الغربي، وقال: عليكم أيها الشباب والطلاب توضيح الحقائق وتذكيرهم بها من خلال الاتصال بشباب الدول الإسلامية والمنطقة وخارجها، ينبغي أن تكون هناك موجة عامة واسعة النطاق ضد الغطرسة.
وفي ختام كلامه قال قائد الثورة الإسلامية: بفضل الله، ومع هذه الحركة الإسلامية والإنسانية، سيجد الشعب الإيراني وجبهة المقاومة مكانهما في العالم وسيهزمان العدو حتما.
واعتبر صحوة الشباب واستعدادهم وشعورهم بالقوّة والإقتدار هو من نعم الله العظيمة الأخرى، وأضاف سماحته: بعون الله وبعون أرواح الشهداء الأعزاء والمستنيرين من قبيل كل من الشهداء السيد حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، والقائد سليماني ويحيى السنوار، عليكم مواصلة هذا الطريق.
نورنيوز/وكالات