معرف الأخبار : 197505
تاريخ الإفراج : 10/31/2024 10:18:19 AM
حظر الأونروا.. جريمة حرب بضوء أخضر غربي

حظر الأونروا.. جريمة حرب بضوء أخضر غربي

رغم أن الإجراء الذي اتخذه الكنيست ضد الأونروا هو مؤشر على قوة الكيان الصهيوني، فإن الواقع هو أن تل أبيب ومؤيديها واجهوا دائمًا الهزيمة في الميدان، ولجأوا إلى الانتقام من المدنيين ويتخذون الآن إجراءات ضد الأونروا لقتل الفلسطينيين الذين يواجهون الجوع والعطش.

نورنيوز- وافق البرلمان الصهيوني (الكنيست) بالإجماع على مشروع قانون حظر أنشطة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي المحتلة، تأسست الأونروا عام 1949 لدعم اللاجئين الفلسطينيين في العديد من البلدان، وتدير بشكل خاص المراكز الصحية والمدارس في غزة والضفة الغربية، وتعتبر هذه المنظمة العمود الفقري لعملية توزيع المساعدات الدولية في قطاع غزة، والتي تدار من قبل منظمة المساعدات الإنسانية الدولية، وبالنظر إلى الحصار المفروض على غزة منذ 17 عاماً، فضلاً عن العدوان والهجمات الشاملة التي يشنها الكيان الصهيوني على هذه المنطقة، فإن هذا الإجراء سيؤدي بالتأكيد إلى تصعيد الإبادة الجماعية الفلسطينية، والتي يشار إليها بسياسة التجويع والمجاعة للاستسلام للاحتلال الصهيوني .

وإلى جانب عواقب وأبعاد هذه الجريمة ضد الإنسانية، التي لا تختلف عواقبها كثيرا عن القتل بالقنابل وأسلحة الدمار الشامل، فإن نوعية رد فعل الدول الغربية على هذه الجريمة ملفتة للنظر. حيث قال مسؤول أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن واشنطن تشعر بالقلق من القانون الذي أقره الكنيست لأن تطبيق هذا القانون سيهدد أكثر من 3 ملايين فلسطيني. كما أدانت دول أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا أيضًا تصرفات الكنيست في بيان مشترك، كما أصدر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بيانًا زعم فيه أن برامج هذه المنظمة الدولية ضرورية لتقديم المساعدات الإنسانية في غزة والقطاع، كما أعربت فرنسا وألمانيا عن قلقهما إزاء هذا الإجراء الذي اتخذه الكنيست، وقال وزير خارجية أستراليا، الذي طالما أيدت بلاده وجهة النظر البريطانية الداعمة للكيان الصهيوني: إننا نعارض بشدة قرار حظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وهذا النهج اتخذته الدول الغربية وبعض حلفائها بالمطالبات الإنسانية والتعبير عن المخاوف، وبالطبع ترك الأمر للكيان الصهيوني لمراقبة استمرار عمل الأونروا، في حين أن هناك عدة نقاط جديرة بالملاحظة في سلوك الغرب .

بداية، ما يحدث في غزة اليوم هو مأساة تحدث لفلسطين منذ 75 عاما، وليس يوما واحدا فقط، وليس وليد العام الماضي، والكيان الصهيوني يستخدم الجوع وأبسط حقوق الإنسان للسيطرة الفلسطينيون والهجرة القسرية والموت الجماعي كل يوم، بينما الغرب ظل دائما صامتا يدعم هذا الكيان رغم كل شيء. 17 عاماً مرت على الحصار الاقتصادي على غزة والغرب لم يتخذ أي إجراء لإنهاءه، بل ودعم عدوان الجيش الصهيوني على سفينة المساعدات مرمرة (2009)، وخلال العام الماضي، منع الغرب، إلى جانب إرسال الأسلحة إلى الكيان الصهيوني، إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حتى أن الشحنات الجوية التي أطلقتها الولايات المتحدة وصلت إلى أيدي الصهاينة.

وبناء على ذلك يمكن القول إن دموع تماسيح الغرب على الأونروا هي محض كذب وخداع للرأي العام وأراحت ضمير السياسيين الغربيين من المشاركة في الإبادة الجماعية الفلسطينية، وهم يشاركون في هذه الجريمة منذ 75 عاما. .

ثانياً، صدر قرار الصهاينة الأخير، رغم التحذيرات العديدة حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل شهر تقريباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة من العواقب الكارثية لمشروع القانون الذي يعيق أنشطة الأونروا، وتأتي هذه التحذيرات في حين لم يتخذ الغربيون أي إجراء لمنع المخطط الصهيوني، بل وعارضوا الطلب العالمي بحظر الأسلحة على الكيان الصهيوني وأكدوا دعمهم الثابت له، بمعنى آخر، أعطى الغربيون الضوء الأخضر رسمياً لمثل هذا القرار بصمتهم لعدة أسابيع وأشهر ضد ادعاء الصهاينة بإعلان الأونروا منظمة إرهابية.

ثالثا، لم يكتف الغربيون بالصمت ودعم جرائم الصهاينة والجوانب العسكرية والاقتصادية لإبادة الفلسطينيين ومؤخرا اللبنانيين، بل اتخذوا بأسلوب إجرامي موقفا تصادميا مع الدول التي أثارت صوت نصرة فلسطين ضد الجرائم الصهيونية.

وهذا النهج الغربي الأعمى في دعم الإحتلال، والذي تمخض عنه غطرسة وتعنت  الكيان الصهيوني بشكل أكبر في ارتكاب الجرائم وممارسة ارهاب الدولة، يمكن رؤيته في المواقف الداعمة لهذه الدول ضد انتهاكات الكيان الصهيوني للأراضي الإيرانية، وهو ما يتكشف في كلام نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عندما قال: "نطلب من إيران عدم الرد". كما زعم ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن "لإسرائيل الحق في الرد على هذا الهجوم"، لقد دعمنا حقهم في القيام بذلك، إذا ردت إيران بأي شكل من الأشكال، فسنواصل الدفاع عن إسرائيل".


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك