معرف الأخبار : 195836
تاريخ الإفراج : 10/26/2024 5:33:39 PM
الشهيد الكبير السنوار حفر إسمه خالداً في سماء القادة الكبار

قيادي في جمعية الامل البحرينية لـ نور نيوز:

الشهيد الكبير السنوار حفر إسمه خالداً في سماء القادة الكبار

* عندما يتقدم القادة الكبار الصفوف الأمامية في المجابهة فإن هذا طرازاً فريداً ومتقدماً لحال الأمم المنتصرة..

نور نيوز -  استشهد القائد في حركة المقاومة الفلسطينية حماس المُجاهد يحيى السنوار مُشتبكاً مقبلاً وليس مُدبراً، في مشهد بطولي لم يسبق له نظير، مُشهدٌ رغم طائرة الـ "كواد كوبتر" التي وثقت المشهد كان يريد منها العدو الصهيوني الأحمق أن يُذل المقاومة ويضعفها ويبث في قلوب شبابها الخوف والرهبة، إلاّ أن استبسال مهندس طوفان الاقصى الشهيد يحيى السنوار حتى الرمق الأخير قلب الموازين وأفشلت حسابات العدو وبعثر أوراقه كلها، إذ دخل هذا المشهد البطولي للسنوار التاريخ من أعرق أبوابه.

من دون شكّ أن العدو الصهيوني ندم كثيرا على بث هذا التسجيل، لأنه وبكل بساطة جعل من مشهد السنوار وهو يطارد الموت، يتحول الى أيقونة دخلت التاريخ من اوسع ابوابه وأكثرها إعتزازاً وفخراً.

الكيان الصهيوني فشل دون شك في الوصول الى هدفه الذي كان يرنو له من خلال هذه الجريمة، إذ تحوّل السنوار الى رمز للأحرار في جميع أنحاء العالم حتى أولئك المتعاطفين مع الصهاينة دُهشوا وذهلوا من مشهد استشهاد السنوار البطولي، على إثر هذه التطورات أجرى موقع "نور نيوز" حوارا مع القيادي في جمعية الامل البحرينية الدكتور "راشد الراشد".

فيما يلي نصّ الحوار:

أعلنت حركة حماس بشكل رسمي ارتقاء القائد المقاوم يحيى السنوار شهيدا على طريق القدس، حدثونا عن ابرز منجزات هذا الشهيد في مواجهة العدو؟

بحق يمكن لنا أن نسمي هذا العام الذي فقدت فيه الأمة الإسلامية مجموعة من قيادة الصف الأول وخيرة كوادرها القيادية ورجالاتها البررة بأنه عام شموخ الأمة وعظمتها، ذلك عندما يتقدم القادة الكبار الصفوف الأمامية في المجابهة ولا يختبئون وراء الظل أو في الصفوف الخلفية فإن هذا طراز فريد ومتقدم لحال الأمم المنتصرة والتي تهزم بإرادتها الصلبة وإيمانها العميق كل قوى الشيطان التي تستهدف هوية الأمة وكرامتها وتصنع بدماء شهادة القادة الكبار أمجادها لتكون مناراً وشعلة للأجيال الحاضرة ولأجيال المستقبل تنير لهم دروب الإيمان والشرف والعزة والكرامة. لقد فقدنا بالأمس قائداً تاريخياً عملاقاً وسيداً هصوراً ومقداماً هو الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله ”رضوان الله تعالى عليه“ الذي ألهمنا بحضوره ومواقفه وقيادته التي لم تعرف الخضوع والهزيمة والإنكسار أمام أعتى جيوش وقوى الشر في العالم، لم يهن ولم يضعف مهما تكالبت عليه قوى الظلم والشر، وكان أيقونة في مشروعه وأخلاقياته ومناقبه الرسالية العظيمة، واليوم أيضاً يتكرر المشهد بفقدان الأمة الإسلامية أحد قياداتها الكبار في مشهد يجسد كل معاني الشرف والصدق والشهامة والإخلاص هو القائد الأسطوري الشهيد الكبير الحاج يحى السنوار ”عليه الرحمة والرضوان“، الذي قدّم أنموذجاً وطرح تعريفاً جديداً لنوع قيادات التحرير الذي يقودون معركة الشرف من أجل التحرير والكرامة، وكيف أنهم يتمترسون خلف السواتر في الصفوف الأمامية وليس في أي مكان آخر. بشهادة هؤلاء القادة الكبار الدامية وهم في مواقع التصدّي جعلوا من كل الأيقونات الملهمة في تاريخنا المعاصر تتراجع للخلف ليتصدروا بجدارة وإستحقاق قمتها السامية بلا منازع أو منافس رغم السقوط الأخلاقي المريع الذي حدث عند مرضى النفوس وجموع التافهين الذين رقصوا إبتهاجاً على شهادتهم الدامية، ولم ينكروا على الصهيونية العالمية جرائمهم البشعة في وحشية القتل والتدمير ومجازرهم المروعة في قتل أكثر من ٤٥ ألف مدنياً جلهم من الأطفال والنساء.

لقد حفر الشهيد الكبير السنوار إسمه خالداً في سماء القادة الكبار الذين قلما يجود بهم الزمن خاصة في زمن الإنحطاط والتردي الأخلاقي، فلم يبع شرف أمته ووطنه ومقدّساته، رغم العروض الهائلة، وأبى إلا أن يمضى شاهداً وشهيداً على قضيته الكبرى فلسطين المحتلة، وبأسلوبه وطريقته الأسطورية الخاصة، فقد أمتطى صهوة القيادة في أصعب الظروف وأقساها وتقبل المسؤولية بروح الاستشهاد، وكان قد قضى أكثر من ربع قرن من الزمن أسيراً في سجون الإحتلال، لم يتوقف لحظة واحدة عن حقده المقدّس ضد الإحتلال وحين تحرر من الأسر امتطى صهوة المقاومة فارساً من الطراز الأول، ليحمل الأمانة الرسالية الكبرى بصدق وإخلاص، ليرقى شهيداً وهو شامخاً بعنفوان الكبار الذين لم تسقط إرادتهم وراياتهم في وحل الإستسلام والخنوع للأمر الواقع رغم قسوة الظروف ووحشية العدو.

إن من أبرز ما تركه الشهيد الكبير السنوار في الأمة بل ولجميع الأحرار والشرفاء في العالم الذين لم تتلوث طهارتهم بالسحت والمال الحرام، ولم تتلوث ذاكراتهم الإنسانية الطاهرة الزكية بأدران الخنوع والخضوع لقوى الشر والشيطان والإحتلال وإهانة الكرامة الإنسانية، هو ذلك الإرث العظيم في فكر وثقافة الإنسانية من أن الحرية والكرامة والشرف لا يمكن توضع في بازار المساومات المبتذلة والرخيصة، وأنهم لم يروا الموت إلا سعادة وأن الحياة مع الظالمين إلا برما! والشهيد الكبير ”رحم الله“ لم يركع ولم يسجد إلا لله ولم تنحي قامته لغير الله حتى لحظة شهادته الكبرى، وقد أصبح اليوم مدرسة وقدوة بل وأيقونة لجيل المقاومة والشهادة ببسالة الرجال والقادة الكبار وهو أهم ما أنجزه الشهيد الكبير يحى السنوار”رضوان الله تعالى عليه“، وأعظم ما خلفه من أرث جهادي عظيم للأجيال المعاصرة وكذلك الأجيال اللاحقة ليس لمجتمع فلسطين وإنما لكل الأحرار والشرفاء في العالم، وقد رحل بعد أن صنع المعجزة الكبرى بإنجازه العظيم بطوفان الأقصى والذي بكل المقاييس يعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ هذا الصراع ونقطة تحول عظمى في طبيعة وأسلوب عمل التحرير والمقاومة من أجل استرداد الأرض، وأعاد قضية فلسطين إلى واجهة الأحداث العالمية، بعد أن كادت تطمسها مسارات الإستسلام والخنوع في فنادق الخمسة نجوم في أوسلو ومدريد، ولله در هذا الشهد الكبير أنه أنجز هذا الإنجاز برجولة وشرف وكرامة ورحل بعد أن ثبت بدمائه بأن المقاومة وفكر الشهادة هو الخيار أمام جميع الصادقين وليس المتربحين والمنهزمين للتحرير وإستعادة الكرامة والعزة والشرف أولاً وثانياً تحرير واستعادة فلسطين إلى أهلها وناسها وإلى العالم الإسلامي.

- هل سيعزز استشهاد السنوار إرادة المقاومة في مواجهة العدو؟ وكيف تقيمون ادارته للمعركة مع العدو ؟

من المؤكد بأن شهادة السنوار هي نقطة تحول كبرى وفاصلة في تاريخ الصراع الإسلامي مع الكيان الصهيوني المحتل، بين خيارات الهزيمة والاستسلام لواقع الإحتلال واغتراب الأرض وانتهاك الكرامة، وبين خيارات العزة والشرف والكرامة. لقد فرض السنوار إيقاع المقاومة الشريفة على الأرض وفي الميدان بأبهى صورة، عندما زادته سنوات الأسر الطويلة قوة وعزيمة وإصراراً، وحمل بعد تحريره من الأسر لواء الكرامة بيد وراية العزة بيد، رافعاً بشموخ كبير إلى السماء بأن الأرض المغتصبة والكرامة المسلوبة لا تسترد إلا بخيار المقاومة حتى التحرير أو الشهادة. وقد أثبت بشهادته التاريخية صدق المشروع والرسالة. لقد استطاع بصدقه وأخلاصه أن يغير معادلات كثيرة كانت سائدة، ومهيمنة على الأوضاع، وقاد معركة التحرير بعيداً عن كواليس ومحطات المهزومين، ليجعل من قصة ٧ اكتوبر قضية كبرى فاصلة في تاريخ المجابهة مع الكيان المحتل والغاصب، التي سوف تظل تداعياتها مستمر في العقل والوجدان وعلى أرض الواقع، حيث أصبحت المقاومة خياراً أوحداً ونهائياً لكل الصادقين والمخلصين من طلاب التحرير والدفاع عن الكرامة والسيادة وشرف الأمة.

لقد أصبح السنوار أيقونة للثوار الأحرار ليس في فلسطين وحدها، وإنما في جميع بقاع الكرة الأرضية التي تعيش الظلم والإضطهاد والقهر السياسي، حيث وضع العالم برمته أمام تحدي جديد هو فكر وثقافة المقاومة لتحرير الأرض واستعادة الكرامة، في مقابل فكر وثقافة الهزيمة والإستسلام للأمر الواقع. لقد كان شعار ”شعب الجبارين“ ربما أسطورة خيالية خاصة بعد انحناء الكثير من النخب واستسلامهم لفكر وخطاب الهزيمة، ولكن السنوار بقوة ثباته وعزيمته وتضحيته الكبرى جعل من شعار ”شعب الجبارين“ حقيقة متحركة على الأرض بل وأسطورة تحدي يمكن الرهان عليها لتحرير الأرض واستعادة السيادة والكرامة. هناك أجيال عريضة كانت تنتظر مثل هذه القدوات في المقاومة، وأصبح لديها اليوم مثل أعلى في طريق المقاومة والتحرير.

لقد قاد المعركة مع الكيان الصهيوني بإرادة واعية وفهم كبير لحجم القضية وتداعيات الأمور، واستطاع بشخصيته الكارزمية أن يعيد الثقة لخيار المقاومة والتضحية من أجل الكرامة والسيادة والدين بعد أن حاول الصهاينة أن يجعلوا من طريق وهم التسويات وكأنه خيار العقلاء والحكماء وأنه الخيار الأوحد للوصول إلى معالجة واقع الإحتلال واستعادة الأرض والسيادة والكرامة. فوضع الجميع، خاصة بعد طوفان الأقصى أمام خارطة طريق مغايرة ومختلفة كلية عن مسارات التسوية الموهومة، تقوم على أساس المقاومة والتحدي والإرادة. ووضع بذلك قضية فلسطين في الواجهة وأعاد الثقة في إمكانية التحرير والانتصار على قوى الإحتلال، وبإمكانية تحقيق مسألة إستعادة الأرض والسيادة والكرامة من خلال مسار الرفض القاطع لفكر ومنطق الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع، والإيمان بقدرات الأمة وشبابها ورجالها على التحرير من خلال الاستبسال في المقاومة وجعله الخيار الاستراتيجي فى التخطيط والحركة والعمل.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك