معرف الأخبار : 195267
تاريخ الإفراج : 10/22/2024 1:04:13 PM
السنوار نجح في تجميع كل القوى الفلسطينية الحية حول نهج المقاومة

باحثة وكاتبة سورية لـ نور نيوز:

السنوار نجح في تجميع كل القوى الفلسطينية الحية حول نهج المقاومة

بعد نحو عشرة أيام من الذكرى الأولى لـــ"طوفان الأقصى"، قدم القائد السنوار مصداقًا جديدًا على بطولة قادة المقاومة وصدقهم وشجاعتهم، حيث ارتقى شهيدًا في الصمود الأسطوري لحركة مقاومة محاصرة تواجه جيشا مدججًا بأحدث وأقوى الأسلحة الأمريكية، في وقت لم يحقّق فيه العدو هدفًا واحدًا من أهدافه المعلنة، سواء بتحرير أسراه أم القضاء على المقاومة في غزة.

بالرغم من مرارة الفقد والخسارة الكبيرة، إلّا أن استشهاد السنوار لا تخلو ملابساته من دلالات قوّة وبشارات عنفوان للمقاومة على طريق النصر القادم دون أدنى شكّ.

في ضوء هذه التحولات الكبيرة أجرى " نور نيوز" حواراً مع  د. مياده رزوق  ، حول استشهاد السنوار ومنجزات هذا الشهيد المناضل.

ميادة+رزوق

فيما يلي نصّ الحوار:

اعلنت حركة حماس بشكل رسمي ارتقاء القائد المقاوم يحيى السنوار شهيدا على طريق القدس، حدثونا عن أبرز منجزات هذا الشهيد في مواجهة العدو.

يعتبر الشهيد يحيى السنوار القائد الإسلامي الفلسطيني المقاوم من أبرز رموز النضال الفلسطيني، ومن أنبل الرجال وأشجعهم، الذي جعل تطوير قدرات المقاومة ودعمها بكل السبل هدفا استراتيحبا له، ليس في حركة حماس فحسب، بل لكل فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ نجح في تجميع كل القوى الفلسطينية الحية حول نهج المقاومة وخيارها، وحرص أشد الحرص على تعزيز تحالفات حركته مع إيران وسورية وحزب الله وكل قوى محور المقاومة في المنطقة، ارتقى يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد أن اركع كيان الاحتلال الصهيوني على ركبتيه في عملية تعد الأخطر في تاريخ النضال الفلسطيني، إذ اسقطت نظرية الردع الإسرائيلية، وأشعرت كل صهيوني في العالم أن فلسطين لن تكون مكانا امنا له، مهما بلغت قوة الاحتلال الصهيوني، بل اكثر من ذلك، افقدت المستوطنين الصهاينة ثقتهم بمؤسساتهم العسكرية والسياسية على حد سواء إنه البطل المقاوم المقبل المشتبك حتى الرمق الأخير... ذو الشخصية الميدانية لا المكتبية... كرس حياته من أجل فلسطين، فقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها...  كان في قلب المعركة ينتقل بين العقد القتالية، مقاوما بسلاحه، مستبسلا بعزيمة وارادة تحدد مسار المعركة ومستقبلها، على وقع حلم تحرير الأقصى الذي طالما راوده على عدد أنفاسه فهو مهندس عملية "طوفان الأقصى" التي كبدت كيان الاحتلال الصهيوني خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف عمليتها "السيوف الحديدية" على القطاع، والتي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى، والعقل المدبّر للهجمات التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية صهيونية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر 2023.

ومن هذا المنطلق، أعلن الاحتلال أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية الحالية على غزة، وهو الذي كان يتولى رئاسة المكتب السياسي لحماس في القطاع منذ 2017. هو مؤسس جهاز حماس الأمني "مجد" عام 1986، للكشف عن عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية.

*صاحب الأربع مؤبدات

عُرف يحيى السنوار صاحب الأربع مؤبدات الجهاد في سبيل فلسطين منذ نعومة أظفاره فاعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي بعمر العشرين ، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر. ليعاد اعتقاله في 1988بتهمة قيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما). فتولى خلال فترة اعتقاله قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004. تنقل بين عدة سجون؛ منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي، عانى خلالها من آلام في معدته، وأصبح يتقيأ دما وهو في العزل. حاول الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

*مناضل لايعرف الإستسلام

وفي سجن المجدل، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته، وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك، ويجهز حبلا طويلا، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة.

تعرض لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، إذ عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات. حرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، ومع ذلك استثمر يحيى السنوار فترة السجن التي استمرت 23 عاما في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، ومن أبرز مؤلفاته: ترجمة كتاب "الشاباك بين الأشلاء"، لكارمي جيلون، وهو كتاب يتناول جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك).

ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام 1992″، ويعرف بالأحزاب السياسية في إسرائيل وبرامجها وتوجهاتها خلال تلك الفترة. رواية بعنوان "شوك القرنفل" صدرت عام 2004 وتحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

*مسيرة أدبية تغصّ بالمقاومة

كتاب "حماس: التجربة والخطأ"، ويتطرق لتجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن. كتاب "المجد" صدر عام 2010 ويرصد عمل جهاز "الشاباك" الصهيوني في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، إضافة إلى تطور نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات التي طرأت عليها وحدودها. ثم عاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) بعد الإفراج عنه بصفقة تبادل أسرى "صفقة شاليط" عام 2011  فانتخب رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017 ومرة أخرى عام 2021، وفي 2024 انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال (إسرائيل) سلفه إسماعيل هنية.

 نجا السنوار، الملقب بـ"الرجل الحي الميت"، من عدة محاولات لاغتياله، منها محاولة في 11 أبريل 2003 بواسطة زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خان يونس، جنوبي غزة، وأخرى في أيار /مايو2021 خلال الحرب الرابعة على غزة، لتأتي الكرة الثالثة، يوم الخميس الماضي 17 أكتوبر 2024، التي أعلن فيها عن استشهاد يحيى السنوار بعد قصف مدفعي صهيوني، واشتباك مسلح حتى الرمق الأخير.

 هل سيعزز استشهاد السنوار ارادة المقاومة في مواجهة العدو؟ وكيف تقيمون ادارته للمعركة مع العدو؟

 سيبقى المقطع المصور الذي نشره جيش الاحتلال والذي يظهر الشهيد القائد مصمما على القتال حتى الرمق الأخير يحفر عميقا في الذاكرة الجمعية لأجيال قادمة كأسطورة ملهمة لقدسية المقاومة كجذوة نار تلتهب ولاتنطفئ، بل تشحن إمكانيات المقاومين إلى الحد الذي يجعل كل واحد منهم يتقلد تجربته، ويبحث عن سيرة ذاتية تشبهه، ليبقى السنوار اسطورة لن تتغير لأجيال.....  وقد أثبتت فصائل محور المقاومة أنها مثل طائر الفينيق تسلتهم قوتها من نبض كفاح قادتها وقدسية دماءهم، فتعود كل مرة للنمو والتجدد....  وخاصة أننا أمام قادة عظماء بنوا مقاومة على طريقة المؤسسات التي لاتموت بموت القادة بل تستمر جذوة العطاء والإنجازات بعزيمة وارادة غرسها القادة في أدق تفاصيل تأسيسها وصناعتها... فمشهد استشهاد القائد هو خاتمة لرحلة الجسد، ولكن استمرار لنهج وثقافة المقاومة بعزيمة وارادة وتصميم برؤية استراتيجية...... 


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك